لم يعد ضرر بعض الألعاب الإلكترونية ينحصر في العنف الموجود داخل عالمها، لكن ماذا لو أصبحت تلك الألعاب والشبكات الخاصة بها هدفاً أساسيا للجماعات الإرهابية ومنفذا لتفريغ رغبات القتل والاغتيال كونها لا تتمتع بمراقبة ولا بحماية أمنية كافية. وهذا ما حدث فعلاً، حيث أكد خبراء أمنيون استخدام (داعش) لشبكات الألعاب الإلكترونية للتواصل فيما بينهم، حيث ينضم بعض الإرهابيين إلى معركة إلكترونية افتراضية في إحدى الألعاب ويقومون بالتخطيط والتواصل في ذلك (العالم الافتراضي) بعيدا عن أعين المراقبين، ذلك أن سيرفرات أو خوادم تلك الألعاب موزعة في جميع أنحاء العالم ويسهل التنقل بينها وتصعب مراقبتها على أي جهة أمنية. وأضاف محللون أن أفراد تلك الجماعات الإرهابية يتواصلون مع أتباعهم في أي دولة، وهدفهم الأساسي هو استهداف الشبان الذين يبحثون عن وقت ممتع ومسل في عالم الألعاب الإلكترونية للتلاعب بأفكارهم ومحاولة تضليلهم وتجنيدهم. وتنقسم الاتصالات السرية بين المنظمات الإرهابية إلى فئتين: الاتصالات الرقمية والاتصالات المباشرة، ولا تفضل المنظمات الإرهابية استخدام التواصل الرقمي نظرا لسهولة تعقبه ومعرفة مصدره وإمكانية استخدامه دليلا ضدهم أو للتعرف على أماكن وجودهم، الأمر الذي كان سببا في صعوبة تحديد موقع أسامة بن لادن الذي كان يعتمد على إرسال الرسائل من خلال الأفراد وإيصال البيانات الرقمية يداً بيد. وتبتعد المنظمات الإرهابية أيضاً عن استخدام الاتصالات المباشرة من خلال هواتف الأقمار الصناعية نظرا لقدرة الحكومات على فك تشفيرها خصوصاً عند الاتصال من مناطق نائية. وباتت تلك الجماعات تبدي مزيداً من الاهتمام والتركيز على مواقع وشبكات الألعاب الإليكتروني ولكن على مستويات محددة حتى لا ينكشف أمرهم، بعد أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مكشوفة للجهات الأمنية. وبحسب شركة الأمن الإلكتروني (زيروفوكس - ZeroFOX )، يبدو أن لدى داعش الكثير من الحيل الأخرى حيث قامت الجماعة الإرهابية بصنع حملة دعائية مركبة باستعمال العديد من شبكات الاتصال الاجتماعي مثل الفيسبوك، تويتر، يوتيوب والواتس اب مستعينة بخبراء في التسويق، العلاقات العامة، والإنتاج الإعلامي لضمان ظهور رسالتهم بصورة تتقبلها الشرائح المستهدفة في تلك المواقع أو الشبكات. الأمر المثير للجدل هو أن هناك العديد من مقاطع التجنيد لداعش بالعربية بالإضافة لعدة ألعاب قتالية منتشرة عبر الإنترنت، ففي إحدى الألعاب التي تستهدف الأطفال بشكل خاص، يتحكم اللاعبون بشخصيات للهجوم على القوات العراقية والأمريكية، ولا يوجد تصوير للدماء حتى لا ينفر الصغار من فكرة القتال المسلح والمشاركة ضمن صفوف تلك الجماعات ولكن يوجد كثير من القتل، والفيديو يوصل الفكرة بأن حمل السلاح والتمرد والقتل ممكن أن يكون ممتعاً جداً.