إذا كان نهائي كأس آسيا هو الذي ظهر بتلك الصورة الهزيلة التي شاهدناها من فريقين هما الأغنى فنا ومالا فإنها دلالة أكيدة على أن فرق آسيا ما زالت هشة ورقيها يحتاج إلى جهد سيستغرق زمنا ليس قصيرا.. ليس في المباراة - طالما أنها صنفت ضمن المباريات الأهم - ما يستحق المشاهدة سوى أهدافها والمؤثرات حولها كازدحام المدرجات واحتفال اللاعبين بالكأس.. وهو احتفال به كما يبدو ظاهرا، أما الحقيقة فهو احتفال ضمني ب (المكافآت) الضخمة التي أعلن الرئيس وقتها أنها ستصل إلى نصف مليون ريال لكل لاعب! ٭٭ رغم أن فريق الاتحاد هو من الفرق الأفضل على نطاق آسيا - وليس الأفضل لوجود من يماثله أو هو أفضل منه كالهلال - فإنه أدى مبارياته يتباين فيها من مباراة لأختها وإن كان في معظمها يسر الناظرين، لكنه أداء لا يرتقي إلى تلك المباريات التي نشاهدها في الدوري الأوروبي أو الإرجنتيني حتى على مستوى فرق الدرجة الثانية، وتبقى مجمل مبارياته والفرق معه مرشدا على المستوى الإجمالي لكرة القدم في آسيا كونها - وبالذات النهائي - محط أنظار العالم ليشاهد هل طرأ تطور على الكرة على نطاق الأندية أم لا يزال الحال مستقرا كم هو الحال للمنتخبات؟! ٭٭ هنأت الاتحاد مسبقا في مقالتي السابقة التي عنونتها ب (الاتحاد العالمي) لثقتي المفرطة بأنه سيفوز بالكأس، ليست ثقة ولدت قبيل مباراتي النهائي، بل منذ أن تأكدت مشاركته ممثلا للمملكة في هذه البطولة، فهي - أي بطولة آسيا - أسهل من المسابقات المحلية وبالذات بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، وكما هو ملاحظ فإن البون شاسع بين مستوى الفرق السعودية وفرق آسيا الأخرى - باستثناء الأندية اليابانية - إضافة إلى قصر المسافة بين بداية المسابقة ونهايتها مما يعجل بحضور البطل ويسهل مهمته.. أكرر التهنئة للاتحاد وهي تهنئة تتناسب وما حققه، لا كتلك العبارات التي صيغت بشكل مبالغ فيه متعمدة الإساءة إلى مؤسسات أو أفراد وبالتالي أساءت للاتحاد! ٭٭ لقد شاركني جمهور الاتحاد الثقة المفرطة بأنه فائز بالكأس لا محالة، فهو حضر إلى الملعب للاحتفال بالكأس لا لمؤازرة الفريق فحسب، وهو احتفال يفترض أن يتكرر في العام ثلاث مرات على الأقل حتى يكون نتاجا طبيعيا لما يصرف على الفريق.. وأظن الجمهور جاء أيضا ليلقي نظرة فاحصة على الفريق ليرى ما الذي يمكن أن يقدمه في مشواره الأهم في طوكيو.. ولن يرضي غروره سوى الحصول على كأس العالم. ٭٭ إن فرصة تبديل النظرة للأحسن هي سانحة للاتحاد في اليابان حيث تقام بطولة كأس العالم للأندية، ورغم الوقت الضيق الفاصل بين هذا الوقت وموعد البطولة، إلا أنه قادر على تكوين نفسه وتطوير حاله بفضل إمكاناته المالية العالية وبفضل ما سيعطى إياه من تسهيلات، أو كما يفترض أن يعطى إياها. ٭٭ من وجهة نظري فإن على الاتحاد أن يتفرغ من الآن لترتيب أوراقه من أجل تبييض وجه الكرة السعودية وتمثيل آسيا خير تمثيل، المسؤولية لا يتحملها وحده بل تتحملها جهات أخرى بنفس القدر منها الاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي(الذي لا يعول عليه!) لأن فشله فشل لأكبر قارات العالم، على الجميع أن يتكاتف معه فكما قلت هي مسؤولية قارية ثم وطنية قبل أن تكون اتحادية.. ومن التفرغ عدم الاكتراث بالبطولات المحلية لأن ملامحها - كما جرت العادة - ستكون هلالية، ومن الخطأ أن يشغل الاتحاد نفسه في بطولتين فتضيع كلتاهما عليه. ٭٭ مما أراه من وسائل تطويره أن يلبس اللون الأخضر لون المنتخب - إن سمح النظام - ففيه رفع لمعنويات لاعبيه ودافع قوي للأندية الأخرى لتقف معه بقوة حينما تزال الحساسية بإبعاد شعار النادي، كما أقترح أن يستعين بلاعبين من الأندية الأخرى كالهلال مثلا - إن سمح النظام أيضا - ليبعد الأجانب حتى تكون الصناعة وطنية فسامي الجابر يحل محل كالون وجوب فهو أفضل منهما مجتمعين ونواف التمياط يلعب مكان شيكو، ولا مانع أن يستقبل الاتحاد الدعم التي يصب لهذا الهدف وحده. ٭٭ إن الإنجاز الاتحادي كما هو إنجاز وطني فإن أندية الوطن ساهمت فيه، فالهلال صنع له الكأس على اعتبار أن المدرب يوردينسكو (نصف الفريق) سبق أن درب في الهلال وفيه طور نفسه، إضافة إلى صاحب هدف التأكيد الرابع أحمد الدوخي وخميس العويران، كما ساهم به الأهلي والقادسية والشباب، ولذا فكل ناد من هذه سيشعر أن الكأس دخل مقره. بقايا... ٭٭ في اللقاء الماضي وضح أن الاتحاد لم يبذل جهدا بدليل أن ثلاثة من أهدافه جاءت من ضربات ثابتة، هو وصل إلى هدفه بأيسر الطرق وساعده ضعف مستوى العين. ٭٭ الاتحاد متقدم وجوب أسوأ لاعب اتحادي على الإطلاق يسئ للكرة السعودية باعتدائه على لاعب من العين بلا كرة! ٭٭تعامل راق جدا من الأخوة الإماراتيين حينما أشادوا بالاتحاديين واعتبروا أنهم فازوا كذلك، وتعامل أروع من الصحافة الإماراتية الشقيقة التي أعطت كل ذي حق حقه. ٭٭ يقول البعض بعد البطولة: (أثبت الاتحاد تفوق الكرة السعودية آسيويا).. بعد كل البطولات التي حصلنا عليها ما زال أولئك يجمعون الأدلة كي يثبتوا تفوق كرة القدم السعودية!! ٭٭ الكرة الحديثة تتلخص في كلمتين: (استلم وسلم) وإن أردنا تطورا حقيقيا علينا تنشئة اللاعبين على هذا.