للعيد فرحة وبهجة تغمر نفوس الصغار والكبار قديماً وحديثاً ففي يوم العيد يظهر الجميع الفرح والسرور ويرتدون أغلى ما يملكون من لباس وزينه يقول الشاعر: باكر ضحى العيد لا طقوا الزير ما عندهم من غاليٍ يلبسونه ويكون التعبير عن هذه الفرحة في الأيام الخوالي أكثر وضوحاً من الآن خاصة عند الشباب الذين لا يعرفون أن هذه ليلة عيد حتى يبدأوا في التجمع في الطرق ويبدأون ما يسمى ب "الخشرة" و"التجديع" و"السواق" وذلك بجمع ما تيسّر من نقود أو أن يحضر من لا يستطيع شيئاً من السكر أو الشاي أو بعضاً من الأكل فيشعلون النار في الشوارع أو الأماكن القريبة من القرية ويتسامرون ويأكلون حولها حتى قرب طلوع الفجر. أما الرجال فبعد أداء صلاة العيد يجتمعون في ساحة معينة أو في الأسواق ويحضر كل منهم ما أعده من طعام وغالباً ما يكون من الجريش والأرز واللحم وتتفنن كل امرأة في إعداد وجبتها وقد يصاب البعض بالتخمة وهناك مثل يقول: "أثقل من وجبة العيد" ثم يكون هناك سباق بالإبل أو الخيل. وبعد صلاة العصر ومساء يوم العيد تقام الرقصات العشبية مثل العرضة والسامري وغيرهما.. أما الأطفال فأحياناً يخصص لهم يومان قبل العيد يوم للبنات ويوم للأولاد فيخرجون لابسين أفضل ما لديهم وينتقلون من منزل إلى آخر لكي يحصلوا على "العيدية" والتي عادة ما تكون شيئاً من الحلوى ويكون هناك تنافس بينهم من يجمع أكبر كمية وأحياناً يردد الأطفال بعض الأهازيج كقول الفتيات: عصرية العيد أمي تناديني تبغى تحنيني في سحله صيني على صيني أعطوني عيدية عادت عليكم في حالة زينة وإذا وقفوا أمام أحد المنازل فإنهم يردودن "نسوق الحمار ولا نمشيه" أي هل هناك عيدية أم لا؟ فإذا أعطوا عيدية قالوا: جعل الفقر ما يعيد عليكم .. ولا يكسر رجليكم وأما النساء فيكون استعدادهن قبل قدوم العيد بيوم أو يومين وذلك بتنظيف المنزل وتجهيز وجبة العيد خاصة الجريش، كذلك يستعدون للزينة بوضع الحناء على الرأس ونقشه على الكفوف والأرجل وقد يضع بعض الأولاد الصغار حناء في إحدى راحتي اليد فقد وهو ما يسمى "صحين العيد" ويردد الصبية: العيد باكر والخضاب الليله من عقب باكر تطلع أم قذيله والعيد يكون فرصة لتصافي النفوس ويكون هناك تبادل الهدايا أو ما يسمى بالعيدية يقول الهرشاني: مرحباً باللي لفاني وجاني عانى لي في مكاني وشفقٍ عليه قلت يا مرحباً يا بعد حياني يوم عايدته حلف ما بغى العيديه يوم يوادعني ودموعي على الأوجاني حين قضى قال خل الوعد عيد الضحيه وقد يظهر الشخص الفرح وقلبه يعتصر ألماً حينما يكون بعيداً عن أهله وأحبته فإذا أنفرد بنفسه فإنه سوف يصور حالته كما يقول أبن صمعان عندما حل عليه العيد وهو على ظهر سفينة في الغوص: واهني الترف عيده بالبلادي في نهار العيد يلبس ثوب خاره وعيدنا بالهير تسمتنا الايادي لبسنا الشمشول ملبوس الغباره ونقف عند هذا الشاعر الذي يصور حاله في نهار العيد بقوله: ألا ياونتي ودموع عيني تهلي مثل شن على جال المقام المهايف حسرتي في ضحى العيد في شوف خلي قاعدٍ ما جداي إلا البكا والحسايف وقد يعتقد البعض أن العيد ليس له فرحة حتى يلتم شمله بشمل من يحب بل يعتبر يوم عيده هو ذلك اليوم الذي يجمعه بمن أحب كما جاء في إحدى القصائد للشاعرة نجدية التي تغنّى بها الفنان محمد عبده: يعتادني عيد الشقاء يوم فرقاك و يعتادني عيد الفرح يوم أشوفك ما هوب عيدٍ ما سمح لي بلاماك عزى لعينٍ شوفها ما يحوفك العيدية أجمل ذكريات الأطفال بكر هذال