أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الجمعة افتتاح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة بعد إغلاقه لنحو ستة أسابيع تقطعت فيها السبل بآلاف الفلسطينيين الذين احتجزوا على الجانب المصري من المعبر. وكان آلاف المواطنين المحتجزين على الحدود الفلسطينية المصرية قد قضوا أول أيام عيد الأضحى المبارك في العراء بعيدا عن ذويهم بسبب استمرار قوات الاحتلال في إغلاق معبر رفح جنوب قطاع غزة. وقد عاش المواطنون ظروفا مريرة وصعبة منذ الثاني عشر من شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي بعد إغلاقه بشكل تام أمام حركة المواطنين من وإلى قطاع غزة. من جانبه قال سليم أبو صفية مدير عام المعابر إن فتح الجانب الإسرائيلي معبر رفح جاء نتيجة ضغوطات دولية ومصرية على الاحتلال إضافة إلى الاتصالات المتكررة من قبل السلطة الفلسطينية معهم لفتح المعبر وإنهاء معاناة آلاف العالقين. فإن هناك ما يقرب من 21 ألف فلسطيني عالقين في معبر رفح والمدن المصرية، ينتظرون الإعلان عن فتح المعبر. ووصف أبو صفية الوضع الإنساني للعالقين بأنه مأساوي للغاية حيث إن الجميع نفدت مدخراته وحاولت السلطة الفلسطينية مساعدة عدد منهم عبر إرسال دفعات من الأموال سلمت لهؤلاء الناس حتى يتمكنوا من شراء حاجياتهم الضرورية. وقال أبو صفية إن طلب السلطة الفلسطينية كان فتح المعبر من الاتجاهين «مغادرة ودخول» إلا أننا في الوقت الحالي سنحاول إنهاء معاناة العالقين وإدخالهم. وقد دخلت أول حافلة اجتازت المعبر فور فتحه إلى الجانب الفلسطيني كانت تقل نحو 80 فلسطينيا وسط توقعات بأن تشهد الحركة على المعبر تزايدا خلال الأيام القادمة مع بدء عودة الحجاج الفلسطينيين. هذا وأعلنت مصادر طبية فلسطينية بأن 9 من الفلسطينيين الذين كانوا محتجزين في المعبر توفوا حين لا يزال عدد من المرضى يعانون ظروفا تزيد وضعهم سوءاً، وكان الاحتلال الإسرائيلي أغلق المعبر في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي إثر هجوم أدى لمقتل خمسة جنود إسرائيليين واستشهاد منفذي الهجوم وهي من أطول الفترات التي أغلق فيها المعبر. إلى ذلك استشهد مساء الخميس، الطفل صلاح أبو العيش (13 عاماً) برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية ان الطفل أبو العيش أصيب بعيار ناري في الرقبة، جراء إطلاق قوات الاحتلال المتمركزة على بوابة صلاح الدين في رفح النار تجاه منازل المواطنين، مما أسفر عن إصابة الطفل بصورة مباشرة في الرقبة، حيث وصفت إصابته بالحرجة، قبل أن يعلن عن استشهاده. في سياق آخر، أعادت الشرطة الفلسطينية يوم أمس الجمعة انتشارها على طول الحدود الشمالية مع الكيان الإسرائيلي، وتحديدا في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون وذلك لمنع إطلاق قذائف الهاون وصواريخ القسام تجاه المدن والبلدات الاسرائيلية. وقد جاء هذا الانتشار في أعقاب اجتماع أمنى فلسطيني إسرائيلي مشترك عقد عند حاجز ايرز شمال القطاع وتمخض عنه موافقة الجانب الإسرائيلي على نشر المئات من أفراد الشرطة الفلسطينية في المناطق الحدودية. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الأمن الوطني الفلسطيني التي تقوم بحماية المناطق الشمالية انتشرت منذ الصباح على الحدود كما انتشرت في الحقول والمزارع القريبة لمنع إطلاق الصواريخ. ووفقا لما رواه شهود العيان من الأهالي سكان المنطقة الشمالية تقوم الشرطة الفلسطينية بحملات تفتيش للسيارات الفلسطينية بالقرب من حاجز ايرز. هذا ومن المقرر ان يتم نشر قوات فلسطينية تقدر بحوالي 2500 فرد على الحدود الشرقيةوالجنوبية لقطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة.