ناقش منتدى جدة للموارد البشرية 2010م والذي أقيم تحت شعار "في مواجهة الأزمات" برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة بفندق جدة هيلتون في ختام جلساته أمس (الثلاثاء) "إعادة هندسة الموارد البشرية للمنظمة خلال الأزمة" حيث تحدث الأستاذ علي البار مدير الموارد البشرية في شركة shell بعنوان "الهيكل التنظيمي لإدارة الموارد البشرية في القرن الواحد والعشرون.. مواكبة أنظمة الموارد البشرية لأعمال المنظمة" أوضح بأن هيكلية الموارد البشرية في القرن 21 موجودة في المملكة منذ أكثر من 60 عاماً، مشيراً إلى أن أولى المنظمات التي اهتمت بالموارد البشرية في المملكة هي منظمات تكرير النفط والبتروكيماويات والزيوت والطيران والتنقيب. وأوضح د. البار بأن التنظيم في الموارد البشرية يرتبط بعدد من العناصر التنظيمية المختلفة منها العمليات والأشخاص والثقافة والقيادة، مشيراً إلى أن معالجة أي مشكلة أو قضية في أي جزء من النظام يعطي نتائج متميزة، مؤكداً أن من وظائف الموارد البشرية والإدارة هيكلة الفريق بشكل مناسب ومطابقة للمنظمة بما يساهم في تلبية احتياجات المنظمة وجميع أعمالها وإداراتها والتوزيع الجغرافي. مراجعة الخطط الحالية أو استحداث خطط جديدة فيما تحدث باولو مكادو شريك ومدير تطوير أعمال الموارد البشرية لشركة mercer في أوروبا والشرق الأوسط بعنوان "تطوير وتحديث برامج المكافآت لتجاوز التحديات الجديدة" أشار فيها بأن الدراسات تشير إلى أن إدارات الموارد البشرية تمتاز بقوة في أغلب الشركات، وما يجعلها كذلك هو الفريق الذي يمتلك مهارات الموارد البشرية ومن أبرز مواصفاته أنه ذات خبرة وامتلاكه للمهارات الشخصية وتميزه في إجراء المقابلات والتقييم والعمل ضمن الفريق الواحد. وأوضح باولو بأن المنظمات يجب أن تهتم بتأهيل فرق العمل لديها من خلال تدريبهم على مهارات الأعمال وفق إستراتيجية المنظمة، وفنون تحليل التكاليف فضلاً عن الاستفادة من الخبرات وإدارة التغيير، مبيناً بأن التوقعات الاقتصادية لعام 2010م تشير إلى أن الشركات ستزيد من أعداد موظفيها مقابل زيادة الرواتب خلال العام المقبل، مقابل ذلك فإن 41% من الشركات لم تحظى بتغيير في خططها وهذا ما يجعلنا نؤكد على أهمية مراجعة الخطط الحالية أو استحداث خطط جديدة لعام 2010م. كل جيل يمتلك نظام قيم مختلف أما الدكتور بشار حوامدة الرئيس التنفيذي لشركة menaltech بالأردن تحدث بعنوان "الشراكة بين الموارد البشرية والقيادات" تطرق في حديثه إلى أن الأعمال تغيرت بشكل كبير خلال العقد الماضي، مشيراً إلى أن هناك أربعة أجيال مختلفة في العمل خلقت العديد من التحديات. وأشار حوامدة إلى أن الأفراد في كل جيل لديهم نظام قيم مختلف وأخلاقيات عمل خاصة بهم، مبيناً بأن من الصعب جدا تنفيذ نظم إدارة أداء ناجح اليوم برؤية إدارية أو فكرية قديمة وهذا من يدفعنا لمزيد من البحث والدراسة لاحتياجات الأعمال وتطوير القدرات لجميع العاملين في المنظمات فظلا عن دفع قادة الموارد البشرية لكسر العوائق بينهم وبين منسوبي جميع الإدارات الأمر الذي سيجعل من المنظمة بيئة متزنة ونجاحه في تأدية أعمالها المختلفة. وأضاف حوامدة إلى أن موظفي الموارد البشرية يحتاجون دوماً لرفع مستوى مهاراتهم حتى يصلوا للعمل كمستشارين لشركاء الأعمال بما ينعكس بشكل إيجابي على متطلبات الأعمال، مؤكداً على تحويل إدارات الموارد البشرية لأن تصبح شريكاً استراتيجياً للشركاء. الأزمة المالية العالمية هي عبارة عن "ركلة ركنية" فيما تحدث السيد مارتن ميغن كبير مستشاري الموارد البشرية بشركة towers perrin بالإمارات العربية المتحدة بعنوان "إدارة الأزمات من خلال منظور الموارد البشرية" وصف فيها الأزمة المالية العالمية ب"الركلة الركنية" التي جعلت المنظمات تخطط للمستقبل، مشيراً بأن هذه الأزمة جعلت من وظيفة الموارد البشرية بأنها فرصة غير مسبوقة لشغل مقعد في أعلى القمة في المنظمات. وأشار ميغن بأن هناك فكرة خاطئة مفادها أن الموارد البشرية هي مجرد إضافة لأي منشأة، مبيناً بأن تعديل وتطوير عمليات الموارد البشرية لها أثر إيجابي على المنظمة ككل. وبين ميغن بأن الأزمات تعد فرصة للتغيير بفضل الشراكة والتكاتف بين الإدارة والموظفين حيث يجب أن تساهم الموارد البشرية في بناء إستراتيجية تضيف قيمة للشركة من خلال تطوير مستويات الاتصالات المختلفة بين الإدارات والتغيير وإدارة الأداء والعمل جنباً إلى جنب مع جميع منسوبي الشركة أو المؤسسة. امتهان قيادة عوامل النجاح أما الجلسة الرابعة والختامية للمنتدى فكانت بعنوان "تطوير الموارد البشرية لمواجهة التحديات" تحدث فيها الدكتور سيلفيو دي بونو الشريك الإداري لشركة idea management of consulting services بمالطا بعنوان "تطوير القادة للفترة الاقتصادية الجديدة.. ربط تطوير القيادات الداخلية للمنظمة مع تطوير المنتج الخارجي (العلامة التجارية)" حيث أكد على ضرورة امتهان قيادة عوامل النجاح الحاسمة للأداء واعتماد أسلوب القيادة الناجحة التي تعتمد على الإطار السياقي، فضلاً عن أهمية التعرف على القيادة عوامل النجاح الحاسمة لتحقيق الأداء. وأشار سيلفيو دي بونو بأن البحوث تبين أن الركائز الثلاث الرئيسية التي تقود النجاح في أي منظمة تعتمد على التعرف على الذات مع وجود قيم عمل سامية، فضلاً عن وجود رؤية واضحة وقابلة للتحقيق وإظهار إحساس عال من التكافؤ، مبيناً بأن تعزيز شعور عال من التكافؤ يتعلق بمدى قناة الأفراد بقيم العمل. المال ليس هو الدافع الأول للعمل فيما تحدثت الدكتورة أمل شيرة مديرة قسم الموارد البشرية بشركة tnt السعودية بعنوان "ممارسات تحسين أداء الموارد البشرية" أكدت على ضرورة وجود مسار وظيفي واضح وعمليات تطويرية وتثقيفية للعاملين ونظام مكافآت فضلاً عن التدريب. وأشارت د. شيرة بأن تعزيز الأداء يتم عبر مطابقة المهام للمهارات لدى الموظفين فضلاً عن استعراض الأداء الذاتي وتجنب تصنيف الموظفين بشكل عشوائي، مبينةً بأن المال ليس هو الدافع الأول للعمل بل أن هناك العديد من العوامل المهمة الأخرى منها الترقية وتقدير التوازن بين العمل والحياة وتكافؤ الفرص والاحترام. رأس المال البشري أفضل قيمة للمنظمة فيما تطرق الدكتور بالان رئيس مجموعة smr بماليزيا بعنوان "تطوير الكفاءات لتحصيل النتائج المرجوة.. اختيار الكفاءات والمحافظة عليها وتفعيلها" إلى موضوع إدارة المواهب في قطاع الأعمال أكد خلال حديثه على أهمية الاستفادة من الموظفين ومهاراتهم وتوظيفها ضمن استراتيجيات المنظمة وذلك بهدف تنميتها ليس لفائدة المنظمة فحسب بل للمجتمع أيضاً. وأشار بالان إلى أن رأس المال البشري هي أفضل موهبة تخلق قيمة هائلة وميزة تنافسية للمنظمة ولا يتأتى ذلك إلا من خلال وجود أفضل المواهب على جميع المستويات، مؤكداً على أهمية إيجاد إدارة خاصة لاستقطاب المواهب وإعادة بناء استراتيجيات التوظيف الخاصة وبناء نسيج ثقافي مهاري قيمي لدى العاملين. ومن المقرر أن تنطلق صباح اليوم (الأربعاء) فعاليات "ملتقى السعودة" والذي سيناقش كيفية تفعيل عملية التوطين وتطبيق الدراسات التي ستتم مناقشتها وتأثيرها على تحقيق الأهداف من السعودة. وأوضح الدكتور إيهاب بن حسن أبوركبة الأمين العام للمنتدى بأن هذا المنتدى يسعى لاستعراض الاطروحات العلمية لاسيما إبراز دور الموارد البشرية في مواجهة الأزمة المالية ورعاية المواهب السعودية وتطويرها لتصبح قيادات مؤهلة للمرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن المنتدى يسعى لتفعيل دور إدارات الموارد البشرية بهدف الارتقاء بالأداء في منشآت الأعمال لمواجهة التحديات المعاصرة. وأضاف د. أبوركبة بأن المنتدى يسعى لإبراز دور الموارد البشرية في مواجهة الأزمة المالية، ويتطرق لأهمية إعادة هيكلة الأنظمة وتطويرها في مواجهة الأزمات، مؤكداً على أهمية التركيز على العنصر البشري كأداة أساسية لمواجهة تطورات عصر الأعمال الحديث. وأشار أمين عام المنتدى إلى أن المنتدى استعرض المستجدات في مجال إدارة الموارد البشرية كما يهدف لتحقيق أهداف التوطين في أن تتوفر للموظف المواطن بيئة العمل المناسبة، ودمج أولويات التوطين مع إستراتيجية الشركات، فضلاً عن التعرف على الأدوات الرئيسية للتطوير لشغل المناصب القيادية للسعوديين. يُشار إلى أن منتدى جدة للموارد البشرية يحظى بمشاركة ثلاثة من قادة الفكر العالمي في الموارد البشرية ومجموعة من كبرى الشركات الدولية والمحلية وأخصائيو موارد بشرية ويستهدف مدراء العموم وأصحاب القرار ومدراء الموارد البشرية في المنظمات ومدراء التطوير والتدريب وطلاب الجامعات والمعاهد ومكاتب التوظيف ومدراء التخطيط وخبراء ومستشاري الموارد البشرية.