من الذين استمتع المشاهدون بمتابعتهم خلال شهر رمضان اعتقد ان المسلسل القطري (عندما تغني الزهور) كان الأكثر حضورا ومتابعة من المشاهدين فهذا المسلسل يحمل جاذبية غير متوفرة في الأعمال الخليجية الأخرى كما ان الكوميديا التي يقدمها أبطال المسلسل من المواقف الكوميدية الرائعة والتي لا تشعر فيها بالتكلف أو محاولة فرض الابتسامة فهم يسرقون البسمة من المشاهدين بطريقة رائعة ففي جميع حلقات المسلسل عندما تغني الزهور هناك أحداث تراجيدية وفي نفس الوقت هناك المواقف الكوميدية التي تزرع الابتسامة في ثنايا خطوط المأساة التي تمر بها أسرة زهور . أطفال ولكنهم خامة فنية جيدة: قدم المسلسل الممثل الصغير عبدالله كواري وسعيد صالح الكواري والذي يشارك لأول مرة في مسلسل تلفزيوني وكان عبدالله في العام الماضي من أهم عناصر مسلسل يوم آخر حيث يقدم الكواري الصغير دورا مميزا كعادته فهو ابن عطية عبدالعزيز جاسم وكثيرة هي المواقف التي يمر بها عبدالله الكواري ولكن في كل مرة لابد ان يكون له جملة أو تعليق مميز يثير فيك الضحك فحضوره الذهني وتفاعله مع الحدث يدل على خامة فنية جميلة ومستقبل فني مشرق، كما ان ابن زهور الصغير سعيد صالح الكواري والذي يطل للمرة الأولى عبر هذا المسلسل قد قدم دوره بشكل يدل على ان هذا الطفل معجزة فنية بدأت تنمو لكي تقدم في المستقبل كل متميز في الأدوار والشخصيات ولقد كان للأطفال الهنود في المسلسل نكهة وحضور جميل قد اسعد المشاهدين حيث كانت المواقف الطريفة مع هذين الطفلين الهنديين من اجمل المواقف الكوميدية في المسلسل خصوصا مشاهدهم مع الفنان محمد الصيرفي وعبد الله الكواري والموهبة الجديدة التي يقدمها المسلسل وهو سعيد صالح الكواري موهبة قطرية جديدة اقتحمت مجال التمثيل من خلال عملين دراميين جديدين الأول مسلسل «سوالف دنيا» مع الفنان غانم السليطي والثاني مسلسل «عندما تغني الزهور» مع الفنان عبدالعزيز جاسم سعيد صالح الطالب بالصف الخامس الابتدائي ويبلغ من العمر عشر سنوات ومنذ طفولته وهو يعشق هذا المجال ويتمنى ان يكون مشهورا ويصبح ممثلا معروفا . هدى الخطيب ودور كوميدي نادر: سيدة طيبة وهي أم عبدالله التي تساعد صديقتها زهور على تخطي مشاكلها ولكنها ذات أسلوب مميز في النقد وتتبع سقطات الآخرين لقد كانت المشاهد التي بينها وبين زهور (حياة الفهد) من اكثر مشاهد المسلسل حميمية كما كانت مشاهدها مع أم زهور من اكثر المشاهد الكوميدية روعة فالعتاب الذي كانت توجهه هدى الخطيب لوالدة زهور وعدم قيامها بتقديم المساعدة لها كانت من اكثر المشاهد التي تسعد المتابعين لهذا المسلسل لما فيه من كوميديا الموقف التي افتقدتها المسلسلات الخليجية، هذا الدور وبهذا الكم من الكوميديا فلأول مرة تقدمه الفنانة هدى الخطيب . محمد الصيرفي وفرصة الانطلاق: حقق الفنان الشاب محمد الصيرفي نجومية عالية من خلال دور عبدالله الذي قدمه في المسلسل فهو شخصية ظريفة ولكنها مشاكسة في بعض الأحيان وأحيانا نشعر انه طفل كبير يرتدي الثوب وقد نجح في تقديم هذه الشخصية التي احبها الناس واصبحوا يجدون فيها مساحة من الضحك الهستيري الذي يدل على النشوة والسعادة في متابعة هذه الشخصية التي تضحك بشكل غريب وتتحرك بشكل اغرب ولا يمكنك ان تتنبأ بتصرفاتها، هذا الدور الذي قدمه الصيرفي في عندما تغني الزهور يعد بطاقة انطلاق حقيقية له فما قدمه في صادوه والحيالة لا يصل بأي حال لما وصل إليه مستواه في مسلسل عندما تغني الزهور وهو يدرك ان هذه الفرصة التي قدمها له عبدالعزيز جاسم تعد فرصة العمر التي من النادر ان يحصل على أخرى إلا بعد سنوات من الكد والتعب . عبدالعزيز جاسم (الله يسلمك): الفنان الرائع عبد العزيز جاسم قدم نفسه هذا العام بشخصية وجدت القبول من المشاهدين فرغم انه رجل تجاري فاشل إلا ان مشيته وعبارته الشهيرة (الله يسلمك) قد أضافت الكثير للشخصية التي قدمها فهو إنسان بسيط طيب وساذج في نفس الوقت يستغل بسهوله من قبل العمالة الأجنبية وكذلك النساء، وفي هذا المسلسل اتضح مدى الطاقة الكوميدية التي يمتلكها عبد العزيز جاسم فهو فنان كوميدي من الطراز الأول إلا ان دوره في عندما تغني الزهور قد ابرز الجانب الكوميدي الذي يملكه وقد وظف المخرج احمد المقلة عدداً من المشاهد لتظهر الكوميديا بشكل عفوي . حياة الفهد عملاقة تستحق لقب (سيدة الشاشة الخليجية): مهما كبرت في السن ومهما زادت تجاعيد وجهها إلا أنها تبقى سيدة لها رونقها الخاص وحضورها الذي لا يمكن ان يغفل من خارطة الدراما الخليجية وفي المسلسل كانت بحق الممثلة التي من النادر ان تجدها في الخليج فليس بالبساطة نسيان المشاهد التراجيدية التي حدثت مع ابنتها أو المشاهد التي عاد فيها والد أبنائها لأخذهم والسفر معهم للخارج وهي التي ضحت وتعبت من اجل ان تؤمن لهم لقمة العيش، حياة الفهد فنانة لا يمكن للتاريخ ان يتجاهل حضورها فهي تستحق التكريم من قبل جميع وزارات الثقافة والأعلام في دول الخليج. ليندا وهبة الدري: لا مبالغة ان قلنا جميع الممثلين قدموا أدوارهم بكل اقتدار وحضورهم كان مقنعا فالفنانة ليندا كانت هذا العام في تطور واضح من ناحية الأداء فقدمت دور الفتاة المضطربة التي لا تعرف ما تريد وقد أسرت ليندا قلوب المشاهدين والمشاهدات لان كثيراً من الفتيات يحملن نفس صفات الشخصية التي قدمتها ليندا وكذلك الفنانة هبة الدري تلك الفتاة التي تسعى لمساعدة أهلها وعندما تتزوج وتقع في حب رجل لا يقدر معنى الحياة الزوجية واغلب حياته ضحك ولعب نجدها فتاة صابرة وتحتسب الأجر في إصلاح أمر زوجها وتحاول الوقوف معه لنجاح حياتهم الزوجية .