تذكري يا تبوك معي حينما كنت قبل عقود من الزمن تعد على أصابع اليد... كيف كانت الحال؟ ألم تكني فقط حائط نخل وعين ماء وبيوت من الطين!!! يبحث أهلك عن لقمة العيش فلا يجدونها إلا بعيداً. أصدقيني القول ماذا حدث بعد أن دخلت في العهد السعودي الازهر، ألم تصبح مروجك جناناً تصديقاً لبشرى المصطفى صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك: «إن طال بك العمر يا معاذ سترى هذه الأرض جنة ومروجاً» نعم لقد تحققت هذه المعجزة على أرضك يا تبوك على يد رجال مخلصين عملوا فأخلصوا فتحقق الإنجاز والإنجاز. يحق لك يا تبوك أن تفخري اليوم برجل ممن صنعوا الإنجاز على أرضك فهذا سلطان الخير والإنسانية الذي كان سبباً من أسباب ما تحقق على أرضك من إنجازات فقبل أكثر من أربعة عقود تشرفت بلقاء هذا الرجل الذي كان بعد توفيق الله سبباً من الأسباب التي قيضها المولى عزَّ وجلّ لتحققي ما أنت عليه الآن. تأتي اليوم مكرمة جديدة لمشاريع الخير والعطاء لتواصلي تقدمك المبارك، فهذا مستشفى الملك فهد التخصصي وغيره من المشاريع تضاف إلى رصيدك الحضاري. أصدقيني يا تبوك القول.. ماذا تريدين؟ هل لم يبق لديك إلا أن تكون كلياتك المتناثرة جامعة تحمل اسمك كما حملت اسم إحدى غزوات المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ نعم فإن هذه الكليات يحق لها أن تكون نواة لجامعة تنتظرينها قريباً لتحتضني جامعتين إحداهما أهلية تحمل اسم الأمير فهد بن سلطان الذي عمل طوال عقدين من الزمن من أجل مواصلة الرقي والازدهار بك، والأخرى جامعة حكومية تتوج ما حباك الله به من تطور ورقي لك ولمدن المنطقة الأخرى، وأن أهلك على ثقة بأن هذا الأمل ليس ببعيد فالتوجيهات الكريمة صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء هذه الجامعة التي تنتظرينها ليكتمل عقدك الذي تفخري وتفاخري به مدن المملكة الأخريات اللائي هن مثلك ينعمن باللآلئ الحسان فبارك الله في جهود كل مخلص في هذا الوطن المعطاء هو وبحق وطن العز والشموخ والعطاء. * مدير مكتب تبوك