اسمي اللي تعرفونه بين الأسماء المستعارة ما استعرته غير في نهج الدروب المستقيمة كل ما جيت اكشفه وارتاح صليت استخارة قلت خيرة واستعذت من الشياطين الرجيمة في البيتين السابقين يعبّر الشاعر (سدّاح) عن فلسفته الخاصة في سبب استخدام الاسم المستعار لنشر قصائده الرائعة وأسباب عدم الكشف عنه على الرغم من اشتهاره ومرور سنوات على استخدامه بل وصدور عدد من الدواوين الصوتية بهذا المستعار وعلى الرغم من تداول الاسم الحقيقي للشاعر في أوساط المتابعين والمهتمين في الساحة الشعرية! والحقيقة أن استخدام الأسماء المستعارة في العالم العربي ليس أمراً جديداً في الساحة الأدبية أو الفنية بل يمتد تاريخياً إلى نشأة وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الصحافة وقد أفردت في ذلك عدداً من المصنفات منها (الأسماء والتواقيع المستعارة في الأدب العربي) لمؤلفه محسن جمال الليل، ومنها (معجم الأسماء المستعارة) للمؤلف يوسف أسعد داغر، ومنها (معجم التوقيعات المستعارة) للمؤلف السعودي محمد بن أحمد معبّر، فيما أصدر محمد القشعمي كتاباً اختص بالسعوديين عنوانه (الأسماء المستعارة للكتّاب السعوديين)، وبينما يرى بعض المثقفين أن عدم الكشف عن اسم الكاتب استخفاف بالقارئ وعدم تحمل لمسؤولية القلم وجبن عن مواجهة النقاد فإن هناك من التمس الأسباب التي دفعت بالكتّاب والشعراء والأدباء والمؤلفين إلى التخفّي تحت الأسماء المستعارة وهي أسباب متعددة ومتنوعة منها السياسي المتصل بالرقابة الحكومية ومنها الاجتماعي المتعلق بشخصية الكاتب أو بمدى قبول المجتمع للموضوع ومنها المهني المرتبط بطبيعة العمل الصحفي ومنها الأدبي المتماهي مع بدايات النشء وخوفهم من النقد وغير ذلك. ولسنا في هذا الموضع بصدد تعداد أو عرض الأسماء المستعارة لجميع الأدباء والشعراء والكتاب ولكن سنلقي نظرة على شيء من الأسماء المستعارة للشعراء الشعبيين في المملكة العربية السعودية كما أوردها الأستاذ القشعمي في كتابه: فالأمير محمد بن عبدالعزيز (فالح)، والأمير خالد الفيصل (دايم السيف)، والأمير بدر بن عبدالمحسن (البدر)، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد (السامر)، والشاعر إبراهيم خفاجي (أبو وجيه)، والشاعر راشد بن جعيثن (متوهق) و (أبو الشمقمق)، وخالد بن فيصل بن سعد (الغريب)، ونواف بن فيصل بن فهد (أسير الشوق)، وخالد التويجري (ساري)، وصالح محمد عبدالصمد سبأ (صالح الشادي)، وطلال الرشيد (الملتاع)، وحمد الدعيج (نديم كميت)، ومحمد البراهيم (الوافي). ومن الأسماء النسائية: نوال بنت عبدالرحمن بن سعود (أغاريد السعودية)، وعيدة الجهني (وحيدة السعودية)، وهيا العتيبي (فتاة الوشم)، ولينا العجاجي (هتان)، ومها السديري (غيوض). وقد أورد القشعمي أيضاً الأسماء المستعارة لبعض الفنانين والمطربين التي يطلق عليها الأسماء الفنية ومنهم: خالد حمد الدسيماني (خالد سامي)، راشد عايد ناور القايدي (راشد الفارس)، طلال عبدالشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري (طلال مداح)، عبدالله محمد جوهر (عبادي الجوهر)، عمر عبدالقادر العامودي (سراج عمر)، عيسى صالح صقر (رابح صقر)، فهد بن سعيد (وحيد الجزيرة)، طروف عبدالخير آدم محمد الطلال (عتاب)، خيرية محمد قربان (ابتسام لطفي). وقد يتصور بعضهم أن استخدام الأسماء المستعارة قد تقلص أو انحسر في ظل أمواج العولمة الجارفة لكل دوافع التخفّي وفي ظل ثورة الاتصالات التي تجاوزت حدود الأرض إلى الفضاء، ولكن الحقيقة أن الأسماء المستعارة مازالت تستخدم في وسائل الإعلام التقليدية ولكن حدث انفجار هائل في استخدامها منذ بدايات استخدام الشبكة العنكبوتية في بلادنا حتى انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت تحولاً مختلفاً في استخدام الأسماء المستعارة ليس له علاقة بدوافعه القديمة.