أنا طفل من بغداد.. لا أملك إلا رائحة أرض لا أرى سوى لوحة جميلة تمزقت أنا طفل عراقي وأظنني ما زلت طفلاً في كل مساء اذهب لأشم رائحة جدار بيت أمي في كل مساء أبحث عن أشلاء أبي في كل مساء اتكىء على بقية حائط اسند رأسي على جزء تبقى من سرير أمي انبش باصابعي التراب أجد لعبة أختي أجد نظارة أبي أجد مصلى أمي في كل مساء تحترق أعيني وابتسامة الذكريات تثيرني أرى هناك جارنا يتكىء على عصاة يتجه إلى مسجد دمرت مئذنته.. عند المساء وفي كل مساء أعيش مع رائحة بيت أمي أهذه بغداد التي اسقتني ماءها أهذه بغداد التي شممت رائحتها أهذه بغداد التي اعتليت نخيلها آه.. يا بغداد كم كنت جميلة.. وكم كانت أمي جميلة.. بغداد سأنسى انني طفل بل سأكون حجراً يبني بيت أمي من جديد وسألبس نظارتك يا أبي وسأصلي على سجادة أمي وسأعلق على جدران البيت لعبة أختي.