كان ولا يزال العيد رمزاً لتكاتف المجتمع بكافة طوائفه على انه في الماضي القريب كان يحمل صورة أكثر زهاءً مقارنة مع الحاضر الذي اختلط بعصر الماديات. وكادت تغيب معه رموز ومعاني هذا الفرح، وهنا نسلط الضوء على طريقة تعامل الآباء والاجداد خلال مناسبة عيد الفطر بهدف ايصال رسالة إلى الجيل الجديد فحواها أن روعة الحاضر مرتبطة بجذور الماضي. ضيفنا لهذا اليوم هو علي بن محمد الشريم (66 عاماً) والذي تركنا المجال له كي ينقل لنا الصورة الحقيقية لما كان عليه الآباء والاجداد في عيد الفطر في ذلك الوقت حيث قال: إن العيد في مدينة عنيزة في الزمن الماضي كان يبدأ من اطلاق ناري من بندقية من نوع (مقمع) في احياء المدينة اعلاناً لدخول عيد الفطر، ويقوم احد كبار السن بالتجول وسط الاحياء لاعلان دخول العيد، بعد ذلك يبدأ شبان الحارة بالتجمع في كل حي وعمل جمعية تسمى (مساوق) وهي دفع مبلغ مالي لكل شخص يقدر بربع ريال أو نصف ريال وتجمع ويتم شراء مأكولات ويتم اعدادها وأكلها بنفس الليلة. وبعد صلاة العيد يقدم في كل حي العيدية وهي وجبات شعبية تقوم باعدادها ربات المنازل في كل حي ومنها الجريش والارز بأنواعه ومنه الهبيش والأرز الكراكي وأرز الكلكتا. وبعد ذلك يقوم أطفال الاحياء بطلب الحقاق من منازل الحي ويتكون الحقاق من الحمص والكشمش وحلاوة عدد واليبيس وهو من التمر السكري. ومن ثم تبدأ فرقة الفنون الشعبية باداء العرضة السعودية يشارك فيها أبناء الأحياء من كبار وصغار، وتبدأ الفرقة من منطقة تسمى المجلس وهي مركز المدينة التجاري ومن ثم تتجول الفرقة داخل أحياء المدينة مع الشوارع الرئيسية لمدة ثلاثة أيام. ويكون ذلك على فترتين صباحية ومسائية. وتتكون ملابس العيد للرجال من قماش له عدد من الأنواع منه خام وبفت وزهور وثياب الدوبلين وثياب اللاس والتي تعد حديثة في ذلك الوقت، ويقوم بتفصيله نساء المدينة، وغتر وشمغ وعقال والشال، وللنساء قماش يسمى (كيناوي وطش المطر وحل وطار وعباءات تسمى تبريز وهي من النوع الخشن وتتحلى النساء بعدد من الحلي الفضية ومنها ما يسمى عضود وزنود وحجول وسلسال يسمى شاقح وبرابيش للصغيرات وللصبيان نفس ملابس الرجال ما عدا الغترة الصغيرة والتي تسمى غبانه ولونها أصفر من النوع الخشن ويلبس فوقها المقصب ويمثل العقال في الوقت الحالي ويحمل اللون الذهبي.ومن مظاهر العيد في السابق خروج فرقة الفنون الشعبية ويقيمون مخيماً يحيون به ليالي العيد بتقديم الفنون الشعبية ومنها السامري والحوطي والناقوز، وكنت أتذكر تلك المشاهد وذلك في عام 1371ه.