لاشك أن العيد يعد رمزاً لتكاتف المجتمع بكافة فئاته على انه في الماضي القريب كان يحمل صورة أكثر زهاءً مقارنة مع الحاضر الذي اختلط بعصر الماديات وكادت تغيب معه رموز ومعاني هذا الفرح، وهنا نسلط الضوء على طريقة تعامل الآباء والأجداد خلال مناسبة عيد الفطر بهدف إيصال رسالة إلى الجيل الجديد فحواها أن روعة الحاضر مرتبطة بجذور الماضي.. ضيفنا اليوم يعد احد رواد الفنون الشعبية بعنيزة وهو سليمان بن عبدالرحمن الوهيب(82عاماً) حيث تركنا المجال له كي يتحدث وينقل لنا الصورة الحقيقية لما كان عليه الآباء والأجداد في عيد الفطر في ذلك الوقت في البداية قال: إن العيد في مدينة عنيزة في الزمن الماضي يبدأ من وصول المرسول إلى عنيزة وهو شخص يمتطي خيلاً ويبلغ بخبر دخول العيد لكل مدينة وقرية ويبدأ كبار السن في الإبلاغ عن العيد بإطلاق نار من البنادق النارية من نوع ( أم فتيل أو المقمع) وذلك في وسط أحياء المدينة إعلانا بدخول العيد، بعد ذلك يبدأ شبان الحارة بالتجمع في كل حي ويقومون بعمل جمعية تسمى (السواق أو المساوق ) وهي دفع مبلغ مالي لكل شخص يقدر بربع ريال أو نصف ريال أو حسب مقدرته وتجمع ويتم شراء مأكولات حيث يتم إعدادها وأكلها بنفس الليلة، وبعد صلاة العيد يقدم في كل حي العيدية وهي وجبات شعبية تقوم بإعدادها ربات المنازل في كل حي ومنها الجريش والأرز بأنواعه ومنه الهبيش والأرز الكراكي وأرز الكلكتا، وبعد ذلك يقوم أطفال الأحياء بطلب الحقاق من منازل الحي ويتكون الحقاق من الحمص والكشمش وحلاوة عدد واليبيس وهو من التمر السكري وغيره من الحلويات. ومن ثم تبدأ فرقة الفنون الشعبية بتنظيم مسيرة العيد وذلك بأداء العرضة حيث يشارك فيها أبناء الأحياء من كبار وصغار، وتبدأ الفرقة المكونة من أكثر من خمسين رجلاً بالاجتماع من أحياء الخريزة والعقيلية ومن أهل الوادي والجديدة. وذلك في مكان يسمى المجلس وهو مركز المدينة التجاري ومن ثم تبدأ الفرقة بالمسيرة من المجلس وحتى حي البابية، وأتذكر بان الإركاب وهو وزن قرع الطبول في العرض كان يسند لرجل واحد فقط واتذكر منهم الجبيرى وعبدالعزيز الشنيفي والخال عبدالله بن حسن، واذكر بان قائد مسيرة السيوف والبنادق سليمان الزامل وصالح السليم رحمه الله عليهم جميعاً، وكانت العرضة تؤدى فترة الصباح والعصر وتتكون ملابس العيد للرجال من قماش له عدد من الأنواع منه خام وبفت وزهور وثياب الدوبلين و(ثياب اللاس) والتي تعد حديثة في ذلك الوقت، ويقوم بتفصيلها نساء المدينة، إضافة إلى غترة أو شماغ وعقال والشال.. وكان لباس النساء في ذلك الوقت من قماش يسمى (كيناوي وطش المطر وحل وطار وعباءات تسمى تبريز وهي من النوع الخشن وتتحلى النساء بعدد من الحلي الفضية ومنها ما يسمى عضود وزنود وحجول وسلسال يسمى شاقح وبرابيش للصغيرات وللصبيان نفس ملابس الرجال ما عدا الغترة الصغيرة والتي تسمى غبانه ولونها أصفر من النوع الخشن ويلبس فوقها (المقصب) وهو يمثل العقال في الوقت الحالي ويحمل اللون الذهبي، أما وقتنا الحالي فالله الحمد والمنة على نعمة وفضلة وأهمها نعمة الأمن والأمان بفضل الله سبحانه ثم ولاة الأمر يحفظهم الله جميعاً.