وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهما الله كلمة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لعام 1426ه . وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها عبر وسائل الإعلام معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني.. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الإخوة والأخوات في المملكة العربية السعودية.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اليوم ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك لعام ستة وعشرين وأربعمئة وألف من الهجرة نشكر الله تبارك وتعالى أن أتم نعمته علينا بأن بلغنا رمضان ونسأله جل وعلا أن يتقبل منا ما قدمناه بين يديه من صيام هو له سبحانه وأن يجعلنا جميعا من المشمولين برحمته ومغفرته وأن يمدنا بعون من عنده لتصبح أخلاق هذا الشهر الفضيل من تجرد وإثرة وتآخ وحسن معشر وتسابق لفعل الخير هي أخلاقنا في كل زمان ومكان. وعيد الفطر المبارك فرصة أخرى لننثر معاني التعاطف والمحبة حتى تعم فرحة العيد الجميع ولا تغيب البسمة عن أي وجه ولنزرع الأمل والبشر في كل ركن ولنشد مجتمعنا برباط من التكافل الذي هو جوهر ديننا.. وكذلك نترحم على شهداء الواجب الذين استشهدوا في سبيل دينهم ووطنهم وشعبهم. أيها الإخوة والأخوات. إن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى. فقد من الله العظيم علينا بنعمة الإسلام وهي خير النعم وهدانا لأن نكون من أولئك الذين اتبعوا النور الذي أنزل على الرسول النبي الأمي الذي بعث ليكون رحمة للعالمين وليتمم مكارم الاخلاق وليكمل رسالات الخالق لخلقه كما قال عز من قائل: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} وأن {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}. وأن أنعم علينا بالأمن والأمان وطيب العيش في هذه البلاد التي شاء لها الرحمن أن تكون خادمة للحرمين الشريفين وحامية لمقدسات الإسلام وأفاض عليها من الخيرات مما جعلها بفضله بمنأى عن الحاجة والتبعية. كما أن من نعمه سبحانه أن جعلنا أمة وسطاً لا إفراط فيها ولا تفريط لا غلو ولا تثريب أمة تعي إنسانيتها (فكلكم لآدم وآدم من تراب) ولا يكتمل إيمانها إلا بالإيمان بكل الرسل والرسالات وقد ضربت الحضارة الإسلامية في أوج انتشارها مثلاً فريداً في التعايش والتفاعل ولقاء الثقافات. أيها الإخوة والأخوات.. لقد ظهرت بيننا قلة قليلة ممن اغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً ممن تنكروا لدينهم وخانوا أوطانهم ونسوا إنسانيتهم واتخذوا الإرهاب والاستئصال فكراً ومنهجاً والله نسال لهم الهداية والتوبة وأن يزيل الغشاوة من أعينهم وقلوبهم ونفوسهم وأن يدركوا أن هذه الدولة تحكم بشرع الله وتقيم حدوده وترعى مقاصده وأن يتداركوا أنفسهم قبل أن ينتهوا ضالين مضلين خاسرين لدينهم ودنياهم. أيها الإخوة والأخوات.. إن رسالتنا في أيام العيد هي رسالة محبة وتسامح وتراحم مع أنفسنا وذواتنا وداخل مجتمعنا ومع أشقائنا في الدين ومع إخواننا في الإنسانية. وكل عام أنتم باذن الله بخير.. ووطنكم بخير. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.