سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السنيورة يدعو سوريا إلى التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية وسعد الحريري يعتبره حدثاً تاريخياً غير مسبوق ويشدد على المحكمة الدولية ميليس عاد إلى بيروت وسط ترحيب لبناني رسمي بقرار مجلس الأمن
رحب رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد رفيق الحريري بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1636 الذي يدعو سوريا الى التعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية، معتبراً أنه «حدث استثنائي وتاريخي غير مسبوق في تاريخ الأممالمتحدة» لافتاً الى أن المجتمع الدولي أعلن بإجماع حاسم ان دم رفيق الحريري لن يذهب هدراً وان العدالة يجب أن تصل الى النهايات المطلوبة والتي من شأنها أن تكشف النقاب عن كل تفاصيل الجريمة. داعياً الجميع الى التفكير ملياً بمعنى الاجماع الذي شهده مجلس الأمن الدولي وعدم تفويت الفرصة للقيام بالخطوة التي تكفل وصول لجنة التحقيق الدولية الى الحقيقة الكاملة. يشار الى ان رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس عاد الى بيروت ليل أمس الأول بسرية تامة، وانتقل الى مقر اللجنة في المونتفردي وسط اجراءات أمنية مشددة. كذلك أعرب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عن أمله بأن تتعاون سوريا فعلياً على التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس الشهيد، مرحباً بقرار مجلس الأمن الدولي الذي نص على كيفية تعاونها. وقال السنيورة إنني من موقع الحرص على سوريا الشقيقة وعلى علاقات الاخوة والمستقبل المشترك أتمنى مخلصاً على المسؤولين السوريين كما طالبهم المجتمع الدولي أن يقرنوا القول بالفعل وبالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية. ورحب السنيورة بالقرار الصادر عن مجلس الأمن الذي يدعم استمرار عمل اللجان الى حين اكتمال مهمتها حتى بعد انتهاء فترة عملها في الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر المقبل. أما الرئيس اللبناني أميل لحود فقد اعتبر ان القرار 1636 يجب أن يكون هدفه كشف كل الملابسات التي تحيط بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه وتوفير الأدلة الثابتة التي تحدد هوية المخططين والمنفذين والمتورطين والمتواطئين تمهيداً لتقديمهم الى المحاكمة وانزال أشد العقوبات بهم مؤكداً أن اللجنة الدولية ستلقى كما كان الحال دائماً كل دعم من جميع الأطراف المعنيين اللبنانيين وغير اللبنانيين لتواصل مهمتها بمهنية وموضوعية وتجرد. بيان سعد الحريري وفيما يأتي نص البيان الذي أصدره النائب الحريري تعليقاً على قرار مجلس الأمن الدولي: «إن الجلسة التي شهدها مجلس الأمن الدولي أمس الأول تشكل حدثاً استثنائياً غير مسبوق في تاريخ الأممالمتحدة، وهو لا يعكس اهتمام المجتمع الدولي بمكافحة الإرهاب وأدواته فحسب، وإنما يعبر أيضاً عن المكانة التي يحتلها لبنان في المجتمع الدولي والتي أمضى الرئيس الشهيد رفيق الحريري شطراً من عمره في سبيل تعزيزها وترسيخ أركانها في كل مستوى من المستويات.. لقد أعلن المجتمع الدولي بإجماع حاسم أن دم رفيق الحريري لن يذهب هدراً، وأن العدالة يجب أن تصل إلى النهايات المطلوبة التي من شأنها أن تكشف النقاب عن كل تفاصيل الجريمة الإرهابية التي أودت بالرئيس الشهيد والنائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما الأبرار، وتمكين المجتمع الدولي من سوق المجرمين الجناة إلى المصير الذي يستحقونه بغض النظر عن المواقع التي يحتلونها وفي أي بلد كانوا. وأضاف: «اليوم تعاود الذكرى الحادية والستين لميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وربما كانت لهذه المصادفة دلالات إنسانية وعاطفية ورمزية عديدة، يتوقف عندها اللبنانيون وسائر الاخوان العرب الذين يتطلعون إلى تحقيق العدالة، وهم تابعوا تفاصيل الجلسة التاريخية لمجلس الأمن الدولي.. وتوقفوا أمام صورة الرئيس الشهيد وهو يرفع يديه بالدعاء إلى رب العالمين أن يحفظ لبنان وأن يحقق إرادة شعبه في الحرية والسلام والعدالة.. إنها هدية العالم كل العالم إلى روح رفيق الحريري في يوم ميلاده، ولكنها أيضاً هدية العالم إلى اللبنانيين الشرفاء وإلى هذا الوطن الحبيب الذي نجد في وحدتنا الوطنية صمام الأمان الوحيد لتوفير مقومات حمايته وانتقاله من زمن العبث الأمني والمخابرات إلى الزمن القادر على إعادة بناء دولة ديمقراطية عادلة وصابرة معنية باحياء مفاهيم الوفاق والعيش المشترك. وقال ان قرار مجلس الأمن يعيد الاعتبار لكرامة اللبنانيين التي أريد لها ان تذبح في الرابع عشر من شباط «فبراير» بمثل ما يعيد الاعتبار للكرامة العربية التي يراد لها أن تسقط دائما تحت وطأة بعض السياسات المجنونة التي لن ترتقي تحت أي ظرف من الظروف الانجرار إليها أو الخضوع لمبرراتها». ان الجريمة الإرهابية النكراء لن تتمكن من عزل لبنان من عروبته وعن محيطه الطبيعي، وعن ولائه القومي، غير ان تلك الحفنة من الأشرار التي ارتكبت الجريمة ونظمت تغطيتها لن يكون في امكانها في المقابل، ان تستخدم بعض المنابر العربية سيفاً مسلطاً على لبنان وحريته واستقلاله، أو أداة لطمس الحقيقة والتحايل على العدالة. ونحن على ثقة تامة بأن كل العرب الشرفاء يقفون معنا ويريدون للبنان وشعبه ومستقبله ما يريدون لبلدانهم ومستقبلها. وأضاف: نحن لا نريد الذهاب إلى الاستنتاجات الجاهزة ولا إلى الاحكام المسبقة، إنما نريد وبكل بساطة أن تأخذ العدالة مجراها للاقتصاص من المجرمين ومعاقبتهم، وان كل المحاولات الجارية للهروب إلى الأمام لن تجدي نفعاً، فالقضية أكبر من أن يسدلوا الستار عليها، وليس أمام كل الجهات المعنية في لبنان وخارجه سوى التعاون مع لجنة التحقيق الدولية والانضمام إلى المجتمع الدولي الذي اجمع على المطالبة بكشف الحقيقة وتحقيق العدالة، كما ندعو الجميع إلى التفكير ملياً بمعنى الاجماع الذي شهده مجلس الأمن الدولي، وعدم تفويت الفرصة للقيام بالخطوة المناسبة التي من شأنها أن تكفل وصول لجنة التحقيق الدولية إلى الحقيقة الكاملة واتخاذ الاجراءات السريعة في حق كل المشتبه بهم والمتورطين في الجريمة الإرهابية. وقال: ولا يسعنا في المناسبة إلا أن نوجه التحية إلى الشعب اللبناني الذي انتفض في وجه الجريمة وأسهم في توفير المقومات الوطنية للتحرك الدولي، كما نكرر الشكر للجنة التحقيق الدولية ورئيسها القاضي ديتليف ميليس. وكل من تعاون معها، لا سيما الجهات الأمنية والقضائية اللبنانية المختصة، كذلك نتوجه بالشكر الكبير إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ورئيسه والسادة وزراء خارجية هذه الدول، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان وإلى سائر الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع لبنان وشعبه. ونحن نتطلع في هذا المجال إلى استمرار دعم المجتمع العربي والدولي لمهام لجنة التحقيق الدولية في المرحلة المقبلة، كما لمطالبتنا لتمكينها من سوق المجرمين إلى محكمة دولية لاحقاق الحق، وانزال العقاب العادل بكل من يستحقه».