كم مرة شعرت بالنوم وأنت في عملك أو فى محاضرة أو اجتماع ما؟ لقد وجدت المؤسسة العالمية للنوم أن 29 في المئة من الأميركيين شعروا بهذه المشاعر في شهر واحد فقط. ولقد ربطت العديد من البحوث بين عدم النوم والعديد من المشاكل مثل مشاكل الذاكرة، وزيادة الوزن، والإصابة بمرض السكر، ولذلك لابد من محاولة النوم الجيد كل يوم وبشكل مستمر. فالنوم الصحي يساعد على التعلم الجيد وتحسين الذاكرة حيث وُجد في إحدى التجارب أنه عندما تم حرمان بعض الطلبة من النوم بعد تعلمهم لمادة علمية فإن هذا أضعف قدرتهم في استرجاع ما تعلموه. كذلك وجد أن عدم النوم الكافي يضعف من نقل ما نحفظه للذاكرة طويلة المدى، حيث يقوم المخ بنقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى -التي لا تبقى فيها المعلومات إلا لمدة عشرين إلى ثلاثين ثانية- إلى الذاكرة طويلة المدى. ولعل هذا يفسر ما يواجه بعض الطلبة الذين لا يحصلون على النوم الكافي وبالتالي ينسون كل ما قاموا بمذكراته. كذلك وجد أن الحرمان من النوم يؤدي إلى زيادة الوزن؛ فقد وجد أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن كانت ساعات نومهم أقل ممن كان وزنهم في الحدود الطبيعية، وإن كان العلماء إلى الآن لم يتوصلوا بعد لفهم آلية تفاعل قلة النوم مع زيادة الوزن وعملية التمثيل الغذائي. كذلك من فوائد النوم الصحي أنه يقلل من الشعور بالقلق والضغوط النفسية؛ حيث يرى الخبراء في مجال علم النوم أن الإنسان يحتاج من سبع إلى ثمان ساعات للنوم يومياً. ولو لم يحصل الفرد على ما يحتاجه من ساعات النوم فإنه سيعاني من تقلب المزاج والقلق والعدائية. في هذا الصدد ترى خبيرة النوم Elizabeth Scott أن أخذ غفوات نوم بسيطة خلال اليوم يزيد من الإنتاجية، ويخفف من الضغوط. وفي النهاية وجد أن النوم الجيد يساعد على اتخاذ القرارات السليمة. ففي دراسة نشرت في مجلة النوم؛ وجد أن الأشخاص الذين لم يحظوا بنوم جيد لم يكن بمقدورهم اتخاذ قرارات فعالة مقارنة بغيرهم ممن نالوا قسطا كافيا من النوم. في النهاية من الممكن أن نقول قل لي كيف نومك أقول لك كيف سيكون يومك! إضاءة: النوم هو السلسلة الذهبية التي تربط أجسامنا بالصحة. (توماس ديكر). لمراسلة الكاتب: [email protected]