شاهدت المباراة الفاصلة بين منتخبي تونس والمغرب والتي انتهت بذلك التعادل الذي تأهل على اثره المنتخب التونسي الشقيق يرافق بذلك شقيقه المنتخب السعودي لمونديال المانيا 2006 تلك المباراة التي قادها الحكم المصري الدولي عصام عبدالفتاح صاحب الأربعين سنة والذي الحق بالقائمة الدولية عام 2001 ليكون ضمن قائمة الحكام الدوليين الذين سوف يمثلوا العرب في المناسبات الدولية. لقد تابعت أداءه التحكيمي في هذه المباراة المصيرية التي يمكن أن نطلق عليها (الاختبار الحقيقي) أما أن يكون أو لا يكون. وقد كان كما أراد بتلك القراءة الواقعية والتي جاءت من كونه كان لاعب دولياً سابقاً طبق بحقه القانون عملياً وفعلياً على أرض الميدان فسهل له بذلك هضم القانون وأصبح لدى كل اللاعبين القناعة التامة بقدرته على حسن التعامل معهم ومع مساعديه وقدرته على التمركز في شتى أنحاء الملعب والتنقل حسب الحاجة والضرورة حتى انه في كل الحالات يجعل الكرة واللاعبين بينه و بين مساعديه ليرى كل اشارة من أحد المساعدين ولتكون زاوية الرؤية واضحة في كل التحركات خلال وقت المباراة في شوطيها الأول والثاني وبقدرة متناهية في التعامل مع الأحداث من البداية حتى النهاية واتخذ كل قراراته بشجاعة متناهية رغم وجود بعض التجاوزات من بعض لاعبي المغرب وأهمها ذلك (الكوع) الخطافي الاحترافي الذي لم يشاهده ولا حتى مساعده وقد يلام عليه مساعده لأنه الاقرب لذلك الخطأ الجسيم المتعمد (غير الأخلاقي) واصبح بذلك من واجب لجنة الانضباط التي سوف ترى ذلك الخطأ عبر شريط المباراة وعليها ان تتخذ القرار المناسب اسوة بالاتحادات العالمية الاخرى وبعض الأخطاء البسيطة التي لا تقلل من كفاءة هذا الحكم الذي هو امتداد لعظماء الحكام العرب أمثال كل من الحاج مصطفى محمود وعلي قنديل وجمال الغندور وغيرهم الذين أنجبتهم أرض الكنانة ولا أنسى استاذنا القدير صبحي نصير والقائمة تطول ولا استطيع حصر الحكام الذين أنجبتهم ارض مصر الطيبة الولادة لكل الكفاءات في جميع المجالات الرياضية والعلمية والدينية والسياسية وغيرها وانني لسعيد كل السعادة ان أرى كفاءة تحكيمية تجعلنا نرفع رؤوسنا عالياً أمثال عصام عبدالفتاح. ٭ لقد قال زميلي الاستاذ (غازي كيال) أكثر من مرة انه يفضل أن يكون الحكم قد مارس كرة القدم ليسهل عليه تطبيق منطوق المادة (12) وغيرها وانا اضم صوتي اليه وأطالب الرئاسة العامة لرعاية الشباب ان تستقطب بعض اللاعبين المعتزلين ليدخلوا مجال التحكيم بدلاً من ان تكون القائمة خالية منهم ويكون لدينا حكام (أكاديميون) فقط ليقرؤوا القانون ويعجزوا عن علم التطبيق الحقيقي على أرض الواقع وهذا ما نشاهده فعلاً. ونقولها بكل صراحة بل ونحذر من الاستمرار في هذا الاختيار والقبول لهذه النوعية التي جاءت للتحكيم من أجل الشهرة والكسب المادي ليكون اكثرهم عالة بل وعلة على هذا المجال وهم يمارسون تطبيق القانون بكل عفوية بعيداً عن الفهم الحقيقي لنص وروح القانون مما يولد مشاكل جمة تكون حديث الشارع الرياضي لتلك الأخطاء التي تشاهدها في كل مباراة وقد يكون بعضها اخطاء من صميم تكوين احداث ومجريات كرة القدم وفي جميع ملاعب العالم كوضع طبيعي تحتاجه كرة القدم كجزء لا يتجزأ من فنها وطعمها وكمطلب مكمل لهذه اللعبة. ولذلك قالوا ان الحكم الناجح هو الذي تقل أخطاؤه أي انه لابد من وجود أخطاء شريطة ألا تكون أخطاء فنية او جسيمة او سوء تقدير في الحكم على بعض حالات التهور والاهمال. ٭ انه وقد تم اختيار حكمنا الدولي (خليل جلال) لنهائي كأس العالم في المانيا والذي ارجو ان يرافقه كل النجاح ليكون امتداداً للحكمين السابقين الأستاذ فلاج الشنار والأستاذ الحكم العالمي عبدالرحمن الزيد اللذين مثلانا أحسن تمثيل في تلك المناسبات العالمية وانني أتوجه لخليل جلال بأن تكون لياقته كاملة وقراءته للمباراة ممتازة وان يكون أسلوبه التعاملي مع الأحداث مبنياً على قراءة علم النفس لتكون كل قراراته مقبولة. ومن كل قلبي أدعو له بالتوفيق مع زميله الحكم المصري عصام عبدالفتاح واننا لمنتظرون. ٭ أستاذ محاضر في قانون كرة القدم