قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتكوين لجنة اطلق عليها اسم (لجنة تطوير الحكام) وهذه اللجنة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد وعضوية كل من سمو الأمير نواف بن سعد وسمو الأمير تركي بن خالد بجانب الاساتذة محمد النويصر ومحمد الطويل وبتعاون كل من الاساتذة: عمر الشقير وغازي كيال وعبدالله الناصر ومحمد الشريف وفي اعتقادي ان هذه اللجنة تشريعية وتنفيذية وتملك اصدار القرار بعد دراسته بما يتعلق بتطوير التحكيم والحكام وشؤونه الادارية والفنية ورفع المستوى العام لأداء الحكام ميدانياً وهذا ما كنا بانتظاره من هذه اللجنة التي تضم بين قائمتها حكاماً دوليين قد مارسوا التحكيم ولديهم كل الخبرة الفنية والعملية التي تجعلهم يقفون على كل المشاكل التي يعيشها الحكام وما يحتاجه هذا المجال من بعض النواقص الفنية والمالية. ٭ إن هذه اللجنة قد تمارس في اسلوبها التطويري السهل الممتنع اذا وقفت على علل التحكيم وأسباب تراجعه بل وهبوطه المزري والمخيف والذي جعل اللجنة الرئيسية للحكام في موقف لا تحسد عليه خاصة في تلك الفترة الاخيرة نظراً لتجنب وابتعاد القدرات الرياضية التي سبق لها ممارسة كرة القدم. ٭ إن أسباب العزوف عن مجال التحكيم يعرفه القاصي والداني هي تلك اللائحة التي تضم بين سطورها مكافآت ضعيفة عفى عليها مفهوم التطوير الشامل وتعدتها لوائح الدول المحيطة بنا بتلك المكافآت المشجعة بل والمغرية. نحن لا زلنا نبدأ بمائة ريال حتى نصل الى الحكم الدولي بأربعمائة ريال بعد خمس عشرة سنة على الأكثر وهذا عامل محبط للنفس ومحطماً لكل القدرات الرياضية التي مارست لعبة كرة القدم وتلك المكافأة تجعلهم لا يفكرون في الانخراط في سلك التحكيم. حيث ان اللاعب المعتزل يقرأ ما بين سطور اللوائح فيظهر له حقيقة ان لائحة الحكام لا تسعفه بل ولا تشجعه وبذلك يتجه آلياً الى التدريب او الى مجال الادارة مستفيداً من تلك اللوائح التي تغص بتلك الارقام المالية التي تؤمن مستقبله. ٭ لنأخذ مثلاً حياً وواقعاً. لماذا لم يتجه أحمد جميل أو الثنيان أو زكي الصالح أو غيرهم من اللاعبين المعتزلين ليخدموا هذا المجال خمس عشرة سنة على الأقل. الجواب واضح وهو ضعف مكافأة التحكيم مع تلك المتاعب والمشقات والمشاكل والسباب التي تنهال على الحكام بحق وبدون حق. ٭ إذاً سوف يأتي الى اللجنة بعض الأكاديميين او بعض أنصاف الرياضيين الذين يحفظون القانون نظرياً ويفتقرون الى القدرة التطبيقية وتكون المحصلة النهائية الفشل الذريع الذي نشاهده الآن من بعض الحكام قاصري القدرة والمعرفة الواقعية على أرض الملعب. ٭ هاهو اللاعب محمد سعد بخيت والذي مارس كرة القدم نجح بكل اقتدار كمساعد ولقب بصائد (التسلل) ولديه خبرة ميدانية في اسلوب التعامل مع الأحداث لأن القانون طبق عليه وهو لاعب وفي مئات من المباريات داخلياً وخارجياً ومع انني لا أهمش بعض نجاحات الذين لم يمارسوا هذه اللعبة ولكن النهاية ضعيفة بقدر التاريخ الذي يملكه والذي قد لا يكون مقنعاً للاعبين مما يقلل من تكوين شخصيته وبأدائه الميداني وبتلك الصافرة التي يتخبط بصوتها بعد النفخ فيها بعيداً عن القرار الصائب كما شاهدنا في كثير من المباريات الأخيرة ولا أريد أن أذكر أسماء. ٭ لقد انحدر معهم وبهم التحكيم السعودي الى درجة تجعلنا نستعين بالحكم الأجنبي الذي نتمنى ان ينتهي عن قريب. ٭ إننا ننتظر من لجنة التطوير اعادة النظر في مشاكل هذا المجال. ونريدها لجنة تملك اسلوباً ناجحاً ورأياً صائباً نابعاً من ممارسة تحكيمية قديمة وحديثة تبلور افكاراً واقعية يحتاجها هذا المجال الذي تخبط فيه بقلة معرفة طيب الذكر (محمد خالد السمان) بتلك الاستراتيجية الضعيفة التي وضعت عن جهل للمستقبل وتلك تركة ثقيلة لكل لجنة قائمة او قادمة ولابد من اعادة بناء البيت التحكيمي على أسس صحيحة وبخبرات ميدانية لننقذ هذا المجال من الرهن الذي هو عليه والذي قد تصدعت أركانه واملنا في رئيس لجنة تطوير الحكام قوي وعظيم وبكل اعضائها الذين لديهم الخبرة واننا لمنتظرون. ٭أستاذ محاضر في قانون كرة القدم