على أمل رؤية سحاب يدغدغ الجبال الشاهقة تحت زخات من المطر، يشد أغلب السعوديين رحالهم كل عام إلى المصائف في الجنوب، مولين وجوههم إلى قبلة السياحة وعاصمتها أبها، وعلى الرغم من أن أبها تبدو كعروس خجول ليلة عرسها، مكحلة بطيبة أهلها وروعة أجوائها، إلا أن أبها بقيت هي أبها ترتدي ذات الثوب منذ ربع قرن من الزمان، فعلى الرغم من تطور المدينة عمرانياً وحجم الاستثمار في الفنادق والشقق الفندقية، إلا أن المرافق السياحية في المدينة الجميلة وخاصة السودة بقيت على حالها ولم تتغير كثيرا، فمن يزورها بعد كل هذه السنين قد لا يلحظ فرقاً يذكر في تنمية المرافق السياحة، فالغالبية العظمة من قاصدي أبها تكون أعينهم على السودة، إلا أن السودة لم تتجدد منذ أكثر من عقدين من الزمن، فلا الطريق إليها أصبح مزدوجاً، ولا مزيداً من المرافق الترفيهية التي يمكن أن يلحظها الزائر لعروس المصائف بعد طول غياب. وتتردى النظافة كثيراً في السودة بشكل لافت في مواسم الصيف جراء سلوكيات بعض السواح، يقابلها تراجع في دور أعمال النظافة مما يزيد من تردي الوضع في أفضل المرافق السياحية في البلاد، الأمر الذي يترك انطباعاً سلبياً لدى زائريها، وفي هذا الصدد قال د. علي الشعبي – المهتم بمجال السياحة – أن البنية التحتية من حيث الخدمات في المناطق السياحية في المملكة تعاني قصوراً كبيراً، وأشار إلى أنه من المتوقع أن تشهد المصائف في المملكة هذا الصيف إقبالاً كبيراً نظراً لوجود اضطرابات في المناطق السياحية التي كانت وجهة للسعوديين خارج المملكة، الأمر الذي يرى أنه يحتم على المسؤولين عن السياحة والخدمات والمرافق السياحية في المملكة بذل الجهود لإرضاء الحشود الكبيرة التي سوف تقصد المناطق السياحية. وبين د.الشعبي أن السودة كمثال يشهد على تردي الاهتمام بالمرافق السياحية بالنظر إلى عدم التطور والجمود الملحوظ في تقديم الخدمات وتنمية المنطقة سياحياً بالشكل الذي يرقى إلى مستوى الأعداد الكبيرة من الزائرين لها كل عام. وأكد أن الاهتمام بالمرافق السياحية وتنميتها يحفز القطاع الخاص للاستثمار بها ومشاركة القطاع الخاص في تقديم صناعة سياحة جاذبة للسياح، وكفيلة بأن تجعلهم يعودون إليها مرة أخرى جراء انطباع ايجابي من الزيارة الأولى.