قد نخلط كثيرا بين صوت العقل والمنطق، وبين ما لا نعلمه جهلا او عمدا، ايران ككيان جغرافي دائما ما تضعنا في الحيرة وتفرض علينا غموضها، حين كنا نميل الى استيعابها واحتوائها كدولة جارة في المنطقة كان ناقوس خطرها دائما ما يدق ويشدنا الى الابتعاد عنها والحذر منها، وحين اتخذنا قرارنا وأعلنا موقفنا ردا على عدائها الواضح السافر وتدخلها في شؤوننا ومحاولة زعزعة امننا واستقرارنا اصبحنا نسمع اصواتا تتحدث عن ان ايران ليست كلها صفوية وان ايران فيها المغلوبون على امرهم التواقون للحرية، وان لغة عدائنا الجلية قد تخدم اعداءنا في ايران أيا كانت ملتهم وعقيدتهم وصنفهم من خلال تمكينهم اكثر من فرض سيطرتهم على ايران الجغرافيا، نعم ايران الكيان الحالي السياسي يحمل صفة العدو الاخطر بكل امتياز وموقفنا الاخير معه اتى متاخرا، وردنا حاسم ولا رجعة عنه، لكن يبقى السؤال من وراء مثل هذه الفبركات الاعلامية او من يقودها والاهم من ينخدع بها؟ حين نرسل الجنود الى ارض المعركة فان الصوت الوحيد الذي نريد ان نسمعه هو صوت النصر لانه في تلك المرحلة بالذات فان اي خيار آخر مرفوض ويضعفنا ويرجعنا الى الوراء كثيرا في السلبية والانطوائية، لن نختلف ابدا على هذا التوجه ولاجله علينا ان نتفق بأنه لا حديث آخر غير النصر والانتهاء مرة واحدة وللابد من خطر ايران باي وجه كانت عليه، وهذا امر مهم لا يجب التراجع عنه. لاكثر من عشرة اعوام ونحن نسمع التهديد والوعيد والتخويف بالنووي الايراني، وحين صنعنا الفعل وحزمنا الامر وقلنا لايران والعالم كله اننا لا نخاف الا من خالقنا وان ايماننا باننا على حق هو حقيقة مطلقة، حين بدات طائراتنا تدك معاقلهم وحناجرنا تقصف جباههم تحدياً فاننا قلنا لهذا العالم نفسه ان لا ايران ولا سلاحها النووي ولا كل ما تخططون له ينجح في تهميشنا وزرع الرهبة فينا، ذلك خط تجاوزناه، ومرحلة مررنا عنها ولن نعود اليها. نعم نعلم جيدا ان هناك في ايران شعوبا وطوائف لا ترضى عما يفعله ملالي طهران وقادتها الصفوية، نعلم ان ايران تحتل اراضي ليست لها وتحكم شعوبا لم تختر طهران عاصمتها، ولا خامنئيها مرشدا، لكن من زاوية ننظر لهم ان لم يبادروا هم ويتقدموا خطوة للامام، ان صمتنا على خطر طهران صمتوا هم، وان رددنا وتحركنا قالوا ليس كل ايران خمينيا. جميل حين يرسل فارسي رسالة يتحدث فيها انه يحب العرب ولا يتمنى لهم الا الخير في وقت تحشد فيه الجيوش وتقلع فيه طائراتنا الحربية، لكن كم هو بشع حين يصمت هذا الفارسي في وقت تحتل فيه طهرانبغداد ودمشق وبيروت وعدن دون حتى اي مسيرة يقول فيها لحكامه لا، وهذا شأنهم في نهاية الامر اما شأننا فسيبقى على الدوام ان لنا مطلق الحرية في ان نختار كيف نعيش وكيف نكون وكيف نحمي وندافع عما نؤمن انه حقنا وإرادتنا. لن ننحدر الى مستواهم في الاجرام والتعصب والارهاب فهذا ليس من طبيعتنا كعرب عامة وخليجيين خاصة ولا يتفق مع ديننا الحنيف الاسلام الوسطي المعتدل، كما أتانا من سلفنا الصالح، ولكل الاصوات التي تخرج بين الفينة والاخرى لتعلمنا عن تاريخ ايران وطبيعتها الجغرافية والسكانية اقول ايا كانت نيتكم وايا كان ما تبيتون في قلوبكم الا ان الوقت الان هو وقت النصر والانتصار في الحرب.