أُدرك ضخامة الملفات الاقتصادية والتنموية المعروضة على طاولة المجلس كما أُدرك كأي مواطن جودة الخبرات ورجاحة العقول التي يحملها الأعضاء الكرام ولكن للتذكير ومن أجل تقديم ملف التدريب التقني والمهني لأهميته أكتب اليوم لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. كما هو معلوم أن صناعة الانسان من أجل وأثمن الصناعات فالثروة الحقيقية لأي وطن تكمن في القوى البشريّة تلك الثروة غير الناضبة وقد أدرك اجدادنا تلك الحقيقة فقالوا "الرجال عضودها كنوز" إذ كانت عضود الرجال آنذاك هي الطاقة المولّدة لمكائن العمل والإنتاج. القوى البشريّة قبل الآلة والتقنية هي الكل في الكل، وحتى بعد اعتماد الآلة لا بد من الإنسان الذي يُشغلها ويُديرها ويصلح عطبها بل ويراقب انتاجها. السؤال ماذا عملنا هنا في بلادنا من أجل صناعة الإنسان المُنتج وخصوصا في المجال الصناعي والتقني؟ الجواب يتضح في مشهد ملايين العُمال الوافدين من كل أصقاع الدنيا وقلما بل يندر أن تشاهد سعوديا يعمل بمهارة في سوق العمل المفتوح على مصراعيه لكل من هب ودب عدا السعودي! يحضر السؤال مرّة أُخرى لماذا؟ أقول وبالله التوفيق إنه إخفاق ذريع للمؤسسات المعنية بتأهيل وتدريب أولادنا لاحتياجات سوق العمل وبالتالي إضافة أرقام لخريجين يحملون شهادات دون مهارات ما تسبب في تكدّس العاطلين الذين صنعناهم بأنفسنا وتحت رعايتنا. معالي وزير المالية ضمن أعضاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وهو يعرف جيدا حجم الأموال التي صُرفت على المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني طوال ثلاثة العقود الماضية ويستطيع بكل سهولة عرضها على طاولة المجلس وأرجو الا يُفجع من يطلّع عليها بالأرقام المليارية المصروفة والناتج على أرض الواقع صفر مكّعب. مرّة أخرى أقول لستُ بصدد طرح الحلول فسمو رئيس المجلس وبقية الأعضاء ربما بين أيديهم دراسات مطوّلة وتقارير تقول إن مؤسسة التدريب المهني والتقني فشلت في تأهيل المواطن السعودي مهنيا وتقنيا وهناك أكثر من سبب وأيضا أكثر من حل. *محطّة أخيرة شركتا أرامكو السعودية وسابك السعودية نجحتا بامتياز في صناعة قوى بشرية محليّة ماهرة فلماذا لا تُستنسخ تجربتهما في كليات التدريب التقني؟ لمراسلة الكاتب: [email protected]