٭٭ المستحيلات في التراث العربي ثلاث، الغول والعنقاء والخل الوفي، ولذلك يقول الشاعر العربي: إني اختبرت بني الزمان فما بهم خل وفي للنوائب اصطفي فعلمت ان المستحيل ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي ٭٭ وفي ظني ان هذا الشاعر لو ادرك واقعنا المعاصر لاضاف لمستحيلاته الثلاثة مستحيل رابع وهو ان يجد نادي النصر بلا مشاكل، لان كل شؤون الحياة متغيرة الا واقع هذا النادي فهو ثابت لا يتغير حتى صار من المستحيل ان نجد هذا النادي يعيش في وئام وقد خيم عليه الحب والسكينة. ٭٭ كثيرون تفاءلوا بمقدم الأمير سعد بن فيصل لسدة الرئاسة حتى ممن لم يسبق لهم التعامل معه وكان في ظنهم ان النصر بحاجة إلى تغيير حتى لو كان لمجرد التغيير، كونه يحتاج إلى اعادة صياغة في الأسماء والفكر والسياسة وفي التعاطي مع الآخر غير ان تفاؤلهم ذهب ادراج الرياح. ٭٭ فهاهو الأمير سعد يغادر موقعه قبل ان يبدأ فعليا بعد فترة من التجاذبات والمماحكات والصراعات شاهدنا فيها النصر الحقيقي، ذلك النصر الذي لا يقوى على فتح نوافذه لدخول الهواء النقي، وكان قدره ان يعيش مخنوقا، وان يقتات على ركام الماضي، ماضي النزاعات مع الذات ومع الآخر. ٭٭ المشكلة في النصر ليست مشكلة رئيس، بدليل انه لم يمر رئيس على النصر استطاع ان يبني جسورا من الثقة مع الآخرين مسؤولين و اندية واعلاما وجماهير كمثل الأمير فيصل بن عبد الرحمن الذي شهدت فترة رئاسته اثمن الإنجازات النصراوية طوال تاريخه ومنها الوصول للعالمية إلا انه لم يعش خلال رئاسته وضعا هادئا بل كانت الأمور تعصف من حوله وبفعل فاعل. ٭٭ فهناك من لا يحب ان يجد النصر مستقرا هادئا لانه ان وجده كذلك فمعنى ذلك ان سيكون خارج اللعبة، لان وجوده ومكانته لا تتأتى إلا والنصر يعيش في دوامة من الفوضى وكلما زادت تلك الفوضى كلما كان الحضور طاغيا لارباب المشاكل في النصر. ٭٭ صناع الفوضى في هذا النادي يريدون ان يتعاملوا مع النصر كطاولة شطرنج يتقاذفون بيادقها كيفما ارادوا دون مراعاة لقواعد اللعبة حتى يسهل عليهم في النهاية ان يقولوا وفي اي لحظة شاءوا (كش ملك)، ولذلك اكاد اجزم ان شطرنج النصر ستشهد في كل مرة موت الملك إن منتحرا اومنحورا. ٭٭ المشهد النصراوي بات ضبابيا باستقالة الأمير سعد بن فيصل وحتى اللحظة لا احد يستطيع تخمين إلام سيصار وضع النصر، خاصة وان كرسي الرئاسة الأصفر يتجاذبه قطبان، واحد يدعو للتكليف وآخر للترشيح وفي زعمي ان هذا التجاذب سيعقد الحالة النصراوية، فان جاء رئيس مكلف ستقوم قائمة من يدعون للترشيح وان جاء رئيس منتخب لن يعترف به من لم يدخلوا سباق الترشح وعليه سيبقى النصر وحتى حين رهينا لهذه الازوداجية المشينة. ٭٭ في ظني ان التنظير سهل مع كل اندية العالم بيد أن الأمر على غير ذلك في النصر لان عملية الإصلاح في هذا النادي اكبر من مجرد القيام بعمليات تجميلية فهو يحتاج إلى اعادة صياغة وخلق من جديد لان الجسد النصراوي حاليا بات مشوها إلى حد يستحيل علاجه وتجاهل ذلك يعني الدوران حول حلقة مفرغة ستأخذ النصراويين إلى ابعد مما هو عليه الآن. [email protected]