منذ سنوات طويلة لم اشعر انني متفائل بحاضر ومستقبل النصر كما أنا عليه الآن، لست لأنني أعرف من يتولون أمره حالياً فليس ثمة علاقة شخصية بيني وبينهم وإنما لأنني كنت اشعر دائما ان هذا النادي بحاجة للتغيير لمجرد التغيير!. فسنوات طويلة كنا نشعر فيها ان كل شيء يتغير في رياضتنا الا في نادي النصر، فجفاء البطولات صار عنواناً موسمياً لهذا النادي, ولغة الخطاب الاعلامي اصبحت تسيء لأبناء البيت الاصفر اكثر من إساءتها لغيرهم، والعلاقة مع الآخر غير النصراوي ظلت ولسنوات تقوم على التشكيك والتجريح والاستعداء . كل هذه الامور حولت النصر من قصر منيف يحلم الجميع بالدخول فيه او حتى مجرد النظر إليه إلى ما يشبه بيت الاشباح الذي ينفر منه حتى من ألفوا السكنى فيه ولذلك بدا واضحا خلال السنوات الماضية عزوف اعضاء الشرف عن دعمه و شح المواهب بين صفوفه وتحوّل الكثيرين عن تشجيعه . وعلى اثر ذلك فالنصراويون القابعون الان على كراسي القرار فيه بحاجة الى فتح العديد من الملفات والوقوف على كل الامور التي اسهمت خلال السنوات الماضية في دق إسفين بين النصر والآخر للعمل على تجاوزها ولخلق اجواء صحية جديدة يستطيع من خلالها ان يتنفس النصراويون، كل النصراويين الصعداء. ولعل من اهم تلك الملفات التي يجب ان يفتحها المسيرون للقرار في «العالمي» هو تجديد ما يمكن ان اسميه الخطاب النصراوي، وهو أمر لفت انتباهي اليه سمو الامير جلوي بن سعود في حديث لي معه، فسموه كان يؤكد على ضرورة تغيير لغة الخطاب النصراوي وليس مجرد التجديد حتى قبل تشكيل الادارة الحالية حيث يرى سموه أن ذلك بمثابة الاختبار الاول لنجاح اي إدارة قادمة وهو تشخيص أراه واقعياً بل وأكاد أجزم بأن الأمير جلوي بن سعود قد وضع يده على الجرح النصراوي. وبمناسبة الحديث عن الأمير جلوي بن سعود فإنني اتمنى ان تنفتح الادارة النصراوية الجديدة على سموه بعد ان خسره النصر لسنوات طوال حيث يشكل سموه الجانب الآخر من الفكر النصراوي المضيء من خلال افكاره المتميزه واطروحاته النيرة، ولمن لا يعلم فالأمير جلوي يعيش مع النصر بتفاصيله وجزئياته حتى وإن نأت المسافة بينهما من خلال متابعة دقيقة ووقفات صادقة ولعل حوار الخوجلي الاخير قد كشف شيئا من هذا الجانب!. وفي اعتقادي انه وحتى يطمئن النصراويون في المدرج الاصفر على حقيقة ان رياح التغيير ستهب في ناديهم محملة بنسائم جديدة فلا بد للإدارة الحالية ان تطرح برنامجها حتى وإن لم تكن الآن ملزمة بذلك كون توليها لمقاليد الامور قد جاء بتكليف من سمو الرئيس العام وليس عبر جمعية عمومية لأنني ارى في ذلك التزاماً شرفياً بينها وبين الجماهير النصراوية التي تحتاج - فعلاً - على الأقل للاستقرار النفسي. هذا الاستقرار الذي يؤمن لها الاطمئنان على نصر جديد ومختلف يبتعد فيه عن الخلاف مع لجان اتحاد الكرة ويكون بمنأى عن التصادم مع الحكام وبمعزل عن المشاحنات مع الاندية الاخرى وفي مأمن من عقوبات الاتحاد الدولي، وكل تلك امور تتطلب من النصراويين ان يفتحوا نوافذ جديدة لهم مع الجميع ليتحول كل ذلك الى واقع وردي لا أن يظل كحلم يصعب تحقيقه في النصر؟! [email protected]