محافظة الخرمة تقع في الجزء الشرقي من امارة منطقة مكةالمكرمة وهي من المحافظات التي تعتمد بعد الله على مياه الشرب من الآبار الجوفية التي تتوسط الوادي او محاذية له وهذه الآبار تمتد على طول الوادي ومياهها مياه سطحية سرعان ما تنضب ويشكل جريان الوادي مصدر تغذية لهذه الآبار وعندما يتأخر جريان وادي الخرمة تحدث ازمة قوية في مياه الشرب بحيث يصل سعر الشاحنة في اوقات الذروة الى 200 ريال مما شكل عبئاً على الاسر متواضعة الدخل وعلاوة على ذلك اكدت الاختبارات الميدانية وفحص المياه من قبل فرع الزراعة ان هذه الآبار لا تصلح مياهها للشرب بسبب وجود جراثيم مائية وارتفاع الملوحة في معظمها ويعيش سكان المحافظة هذه الازمة، حيث يتنافس اصحاب الشاحنات وبعض افراد العمالة الاجنبية السائبة على نقل هذه المياه من الآبار الى المواطن وبأسعار عالية. حول هذا الموضوع كان ل «الرياض» هذه الجولة حول أحد اشياب المياه وجدنا طابوراً طويلاً من الشاحنات وقد لاحظنا ان المياه تنقل من خزان مكشوف يتم تغذيته من الآبار المكشوفة وقد تحدث لنا المواطن سعد السبيعي وهو صاحب شاحنة مياه ويقول نحن نعلم ان هذه المياه غير صالحة للشرب ولكن لا يوجد غيرها وعملية بيع الماء مصدر رزق لنا نصرف به على اسرنا، فماذا نعمل ونحن لسنا مسؤولين عن صلاحية المياه بل المسؤول فرع الزراعة والقطاع الصحي بالبلدية. كما نعاني ايضاً من مشكلة عدم سداد المواطنين ذوي الدخل المحدود للمبالغ المستحقة عليهم من المياه بسبب ارتفاع اسعار المياه ولا يوجد بديل حالياً او على المدى الطويل لهذه الازمة. المواطن سعود بن سعد الدوسري يقول نأمل تدخل فرع الزراعة او ان تقوم وزارة المياه والكهرباء بانشاء مشاريع تنقية وتحلية للمياه بحيث تكون المياه صالحة للشرب. ويشير المواطن عبدالله السبيعي الى اهمية وضع حل عاجل لهذه الازمة والتي اصبحت تشكل مصدر قلق لمواطني المحافظة، وقد بعث العديد من المواطنين ببرقيات وشكاوى الى الجهات المعنية ولكنها لم تجد استجابة والغريب في الامر انه يوجد مشروع ضخم لشبكة المياه وقد مر عليه عدة سنوات ولم يتم تشغيله بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب رغم ان البلدية تبذل جهوداً في مشروع السقيا إلا انه لا يغطي إلا نسبة ضئيلة من المواطنين. وفي موقع آخر وجدنا مجموعة مختلفة من المواطنين والعمالة حول عملية بيع المياه وقد تحدث المواطن سعود السبيعي صاحب شاحنة وقال نجد مضايقة من قبل العمالة رغم صدور قرار سعودة قائدي شاحنات المياه وهذه العمالة تبيع المياه بأسعار عالية ويقومون باحضارها من مصادر غير مضمونة الصلاحية واغلبها يتم تجميعها في خزانات مكشوفة. أما المواطن فهد خالد فيقول الوضع الحالي للمحافظة من ناحية المياه قلق اذا لم يتوفر البديل ويتطلع المواطنون الى مد انابيب للمياه لهم من مشروع المياه بتربة او من مشاريع التحلية بالطائف.