تشكل النفايات المنزلية بكافة أنواعها هاجسا خطيرا لدى الدول، وأدركت المنظمات المعنية بصحة الكائنات الحية والبيئة في العديد من الدول المخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن تراكم تلك المخلفات. واتخذت أغلب الدول إجراءات وقائية للحد من مخاطر تلك النفايات، بعد ان أبرزت مفهوم "تدوير النفايات"، وهو مفهوم يعتمد على استخدام النفايات في إنتاج منتجات جديدة، من خلال إعادة تصنيع النفايات. ولجأت المنظمات المعنية بهذا الشأن الى حملات توعوية تثقيفية إرشادية توضح الاستخدام الأمثل للتعامل مع النفايات بدءا من المراحل الأولية خلال عمليات التجميع حتى عمليات الفرز النهائي، الأمر الذي عزز من نجاح مشاريع تدوير النفايات اقتصاديا وبيئيا. ومن ابرز الطرق المثلى المعمول بها في البلدان التي ادركت المخاطر الناتجة عن الممارسات الخاطئة في تجميع تلك النفايات، هو تخصيص حاويات مخصصة لكل صنف من النفايات، حيث توجد نفايات قابلة للتدوير وأخرى غير قابلة لعمليات التدوير سواء كانت نفايات بلاستيكية، ورقية، معدنية، كيميائية او نفايات سائلة، وذلك أمام المنازل والمجمعات التجارية والصناعية والدوائر الحكومية في خطوة تهدف الى تسهيل التعامل مع كل صنف على حدة، وحتى يتم التعامل معها بطرق تضمن التخلص منها بسرعة ليتم إرسال كل نوع من أنواع النفايات إلى المصانع المتخصصة ليتم إنتاج منتجات جديدة بعد دخولها مراحل التدوير. لذا فإن عمليات التدوير المعمول بها وفق الأنظمة الحديثة تلعب دورا بارزا في تقليل مخاطر الأثر البيئي الضار الناجم عن تراكم تلك النفايات بشكل عشوائي، وتساهم بشكل فاعل في المحافظة على الثروات الطبيعية من التلاشي نتيجة استخدامها في تصنيع المنتجات الجديدة.