في تاريخ المملكة العربية السعودية المجيد منذ قيامها على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لم يحصل بفضل الله أن عاشت المملكة فراغاً دستورياً أو فراغاً في السلطة، حيث إن الأسرة السعودية الحاكمة -خلد الله ملكها- تتولى القيادة بسلاسة وحكمة حتى في أحلك الأزمات والمفاجآت، فالقيادة السعودية مستمرة في خدمة شعبها ومواطنيها والمقيمين على أرضها في كل الظروف بكل كفاءة واقتدار وان تلك المهام والواجبات لا يؤثر عليها أي طارئ لله الحمد والمنة. لذلك لم يشعر المواطن أو المقيم بما يعكر صفوه أو يعطل مصالحه. لأن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مؤسس هذا الكيان العظيم قد رسم لأبنائه البررة الطريق وأنار لهم السبيل بتوجيهاته ونصائحه الجمة حيث زرع في نفوسهم الاحترام المتبادل بين أبنائه وكيفية تسيير أمور الدولة وحب أبناء الشعب والوطن وتطبيق الشرع المطهر في كل أمور الحياة، ففي كل فترات تاريخ المملكة العريق لم تحدث بحمد الله أزمات دستورية بل عاش المواطن والمقيم بكل طمأنينة وهدوء حيث كان الإخلاص والوفاء من أولئك القادة الأفذاذ لأمتهم ووطنهم والتعاضد فيما بينهم سببا في استقرار الدولة والمواطن فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يغادر البلاد في رحلة علاجية اسأل الله عز وجل أن يسبغ عليه الصحة والعافية وهو مطمئن لأن نائبه وولي عهده الأمين وعضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يشد من أزره ويخلفه في غيبته ليكمل الرسالة ويخدم الشعب وفق توجيهاته السديدة فصدر الأمر الملكي الكريم بإنابة سموه ليقوم بتصريف أمور الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابه عن المملكة فلو غاب عنا قائدنا المظفر فإن قيادتنا ولله الحمد في أيدٍ أمينة تحرص على مصالح الأمة وتسهر على راحتها وتقوم على خدمة البلاد والعباد إنهم إخوان عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الذين لا يألون جهدا في خدمة أبناء شعبهم الأوفياء ووطنهم العزيز بلاد الحرمين الشريفين.. لقد كان في ظهور المملكة العربية السعودية منذ ما يزيد على الثمانين عاماً دولة الإيمان وحامية للحرمين الشريفين وخادمة لهما قد ملأ الدنيا والعالم أجمع اعجاباً وتقديراً بنظامها الفريد ودستورها العظيم، فإن نظام الحكم في المملكة يعتبر نمطا من الملكية الدستورية الشورية والإسلامية. وجاء نظام هيئة البيعة الذي أوجده خادم الحرمين الشريفين متوجاً لذلك النظام الدستوري. ويستند شكل الحكومة هذا إلى الأنظمة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة حيث الاستقرار والطمأنينة، وعليه فإن هذا النموذج يختلف عن النماذج الملكية الأخرى التي تستند إلى دساتير وقوانين وضعية، فيها من السلبيات ما هو معلوم ومشاهد وملموس لدى كثير من الدول وما يعانونه من فراغ في دساتيرهم.. ونحن إذ نودع خادم الحرمين الشريفين في رحلته العلاجية وهو بلا شك وداع صعب على أنفسنا جميعاً فإننا مطمئنون إن شاء الله ومتفائلون بعودته قريباً وهو يرفل بأثواب الصحة والعافية التي نرجوها له، فإننا لن نشعر بالخوف والقلق على أيامنا المقبلة وأيام غيابه عنا لأنه أسند أمور الدولة وقيادة دفتها وتسيير مصالح الشعب والأمة إلى أيد أمينة من إخوانه الأوفياء سلطان ولي العهد الرجل الإنسان الكريم المعطاء ونايف النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رجل الوفاء وسلمان بن عبدالعزيز رجل الإخلاص والمسؤولية واخوانهم أمراء المناطق من أبناء وأحفاد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ونحن مطمئنون إن شاء الله على مستقبل أجيال هذا الوطن عندما تكون القيادة بهذا النسق العظيم والتكاتف الحميم والنضج في المفاهيم والقيادة القادرة على ادارة الأزمات إن وجدت.. وواثقون بحمد الله وعلى يقين بأنهم سيقومون بما أوكل إليهم خير قيام وهو المنهج القويم الذي اختطه والدهم طيب الله ثراه وسلفهم الصالح من الملوك السابقين إخوانهم البررة رحمة الله عليهم أجمعين.. فإن غاب عنا قمرنا الغالي فإن في بلادنا نجوما تتلألأ سلطان ونايف وسلمان واخوانهم حفظهم الله ورعاهم. فكل منهم مكمل للآخر.. نودعك يا قائد الأمة وقلوبنا معك وفرحتنا غامرة بعودة نائبك وولي عهدك ليكمل مشوارك في خدمة الوطن والمواطن، نودعك والدنا الغالي ونحن نرفع أكف الضراعة إلى الله بأن يكلل رحلتك بالشفاء العاجل والتام وأن يسبغ عليك نعمه وأن يعيدك إلينا سالماً غانماً إنه سميع مجيب، وفي الوقت نفسه نسجد لله شكراً وحمداً على عودة سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي وصل بحفظ الله ورعايته وألبسه الله ثياب الصحة والعافية وأمد في عمره على طاعته وفرحتنا بقدومه بعد رحلته كفرحتنا نحن أبناء الشعب السعودي عامة وأبناء الرياض بصفة خاصة بعودة أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حب الرياض الكبير وهو بصحة وعافية، أدام الله على الجميع التوفيق.. حفظ الله قيادتنا الرشيدة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ووحد كلمتهم وجمع شملهم على الخير والتقى وخلد ملكهم وأعانهم ورزقهم البطانة الصالحة وحفظ وطننا الغالي من كل سوء ومكروه وأدام على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والسلامة والإسلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..