سجلت المصورة الروسية "فيكتوريا روغتنيفا" بعدستها شواهد رائعة لبعض صيادي الأسماك القدامى في نهر "لي" بمنطقة "غويلن" جنوبالصين والذين ما زالوا يحافظون على طريقة تقليدية تعود إلى نحو 1000 سنة في صيد الأسماك بطيور الغاق الماهرة. وفي العادة يخرج الصيادون قبل شروق الشمس كل يوم في مواسم الصيد بقواربهم الخشبية العتيقة ومصابيحهم الصغيرة التي تعمل بغاز الكيروسين وطيور الغاق المدربة التي ترافقهم متوجهين بهدوء إلى مواقع يعرفونها بخبرتهم تتجمع فيها الأسماك ليصطادوا ما يتيسر لهم منها. وبشبكة صغيرة يجمعون فيها صيدهم دون الاستعانة بأي من وسائل العصر الحديث المتطورة مهما كانت تبدأ طيور الغاق السوقطرية المفطورة على صيد الأسماك بالغوص لأعماق تصل إلى 20 متراً تقريباً لقدرتها على فعل ذلك بسبب تركيبتها الجسمانية المتوسطة الحجم وريشها الناعم ووجود أكياس هوائية تحبس ما تحتاج من أكسجين خلال الفترة القصيرة التي تكون فيها تحت الماء منقضة بسرعتها الهائلة على مجاميع الأسماك وممسكة بها بمناقيرها الطويلة المعقوفة لتعود بها إلى أصحابها قبل أن تعيد الكرّة أكثر من مرة. وكان أول تطويع وتأليف لطيور الغاق الغواصة قد استهله الصيادون في الصين في عام 960 تقريباً كما تذكر مخطوطات وكتب التاريخ حيث انها تحصل على طعامها فطرياً بهذه الطريقة فاستغلها البشر هناك لمنفعتهم. انطلاق الصيادين في نهر «لي» بمنطقة «غويلن» جنوبالصين قبل شروق الشمس يستعين بعض الصيادين بأكثر من طائر غاق لنصيب أوفر وغلة أكثر من الأسماك من ساعتين إلى ثلاث كل يوم تقريباً يبحر الصيادون في النهر لصيد الأسماك