في هذا العدد (119) من مجلة دبي الثقافية الشهرية الفكرية الفنية الأدبية، تقرع افتتاحية رئيس التحرير الشاعر سيف المري أجراس الوعي بعنوانها: (المؤامرة حقيقة وليست مجرد نظرية)، ومنذ البداية، يضع المبدع المري القارئ في زخم الحاضر وأحداثه وأسئلته: (يتجاوز السؤال حدود الزمان والمكان والإمكان، فهو في ذاته ولذاته عن الأمة المحشورة في الزاوية، والمضروبة بالقاضية، تداعى عليها الأكلة، وتقاطر عليها القتلة، لا تعلم من أية طينة جبلوا، ولا من أية أرض وصلوا، غايتهم قهرها، ومطلوبهم قبرها، ومن قال (انج سعد فقد هلك سعيد) أصاب كبد الحقيقة المدماة، ولكن لا مفر من الرمضاء إلا بالنار)، وتواصل الكلمات قرعها كاشفة وبتحليلية مبصرة وبعيدة الرؤى عن تفاصيل ما يحدث من مؤامرة كبرى على الأمة تريد أن تمزق الممزق، وما أسموه تغييراً إنما هو تدمير ممنهج، لافتاً إلى البراكين التي تفجرت في الشرق وبدأت تحرق الأخضر واليابس، وكيف من مأمنه يؤتى الحذر، وكيف أننا بحاجة سريعة لوقفة (وطنية في كل من العراق والشام وليبيا واليمن، وقفة توضع فيها الأوطان فوق كل الخلافات والزعامات). تضمن العدد العديد من المواضيع المختلفة والهامة، منها: نزهة في متحف ميم للمعدنيات والطبيعة الخام، أنطوان تشيخوف شاهد عيان على الطغيان والعبودية، جورج طرابيشي: قلمي مشلول بسبب الألم السوري، بيت المحرمات رواية تكشف التناقضات البشرية، جيانا عيد تشيد بجدية المسرح في الإمارات، د. إنعام بيوض: المجامع اللغوية تستحق منا الرثاء، ماريو فارغاس يوسا من نوبل إلى ممثل مسرحي، إدانة جديدة لبريطانيا في مذبحة دونشواي، الأدباء والكتاب يواجهون التطرف والهمجية، كرافاجيو ملهم الواقعية ورائد الباروك، جميل تحمل غلبة الحياة المثقلة بالهموم والحزن، إبراهيم الدسوقي يحتفي بالأنثى ومنظومتها الجمالية، أشهر سرقات العصر والجرائم الوحشية، زياد الرحباني عاشق فن المناقيش، أم كلثوم تربعت على عرش الغناء العربي قرناً كاملاً، القبول والاختلاف في المجتمع الإسلامي، مهرجان طيران الإمارات في دورته السابعة، عبدالعظيم عبدالحق مارد لم يخرج من قمقمه، نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية للعام (2015). كما نطلع على آراء وأفكار كتاب المجلة، إضافة إلى أبوابها الثابتة والمتحركة التي تسافر بنا إلى عوالم أخرى للروح والموسيقى والمكان والزمان وأجنحة الخيال، ونادي الأقلام، والثقافة في شهر، ومنها: دبي مهرجان فني بأبعاد ثلاثية، الدورة الأولى من مهرجان المسرح الخليجي. ويرف جناح مدير التحرير الكاتب نواف يونس بعنوان: (الوفاء ليس من شيمهم)، ومنها: (ويبدو أن الإدارة الأمريكية مثلنا نحن العرب لا تقرأ وإن قرأت فهي تنسى ما قرأته، وإلا لكانت تذكرت خطاب الرئيس الأمريكي بنيامين فرنكلين أمام الكونغرس الأمريكي الذي حذر فيه الشعب الأمريكي وإدارته من خطر اليهود عليهم، مناشداً بطردهم من أمريكا حماية للأجيال الأمريكية المقبلة التي ستصب لعناتها على الأسلاف وهي تئن تحت أقدام اليهود). وتهديكم مع هذا العدد مجموعتين شعريتين، الأولى: (خرائط مملكة الغيم/ عبدالرزاق الربيعي/ الإصدار رقم (124)/ (194) صفحة)، وهي عبارة عن ثلاثة عناوين رئيسة: (المدونة الأولى/ المدونة الثانية/ المدونة الثالثة)، توزعت إلى عناوين أخرى، منها: (مجرات/ أوهام/ قمر يتدحرج آخر السنة/ كلمة لم تبلغ الفطام/ كوابيس الفراغ/ أغنام طائرة/ بورتريه صباحي للبحر/ في سماء المقبرة/ انتظار/ صفحة ضائعة من قاموس الموتى/ برق/ باب عشتار/ حطب/ شجرة البكاء/ متاهة الزرقة)، ومن (رقصة سالومي الأخيرة): (مثل جرح، فائض عن حاجة النسيان، ألقت ظلها الأفعى، على مينائه المهجور، مدت كفها المترع بالأشواك، من نزفٍ على الشباك، واستلقت، على الرمل). وجاءت المجموعة الشعرية الثانية بعنوان: (صورة جماعية لي وحدي/ إبراهيم جابر إبراهيم/ الإصدار رقم (125)/ (180) صفحة)، تضمن عناوين رئيسة تفرعت عنها عناوين متعددة: (وحشة/ أنفاس متقطعة/ مرايا/ ندم ناضج/ صرصر الأوقات/ في رثاء الأوقات السعيدة/ لا ربح في الحب/ أخطاء في الرسم/ فكرتان عن البيت/ دم الرواية/ أسباب البيت.. رائحة عائلية)، ومن أجواء المجموعة، نقرأ قصيدة (صورة جماعية للوحدة): (الوحدة، مخلوق جسور، تلبس زيّ مصور لتلتقط صورة لعاشقين يضحكان، وقد، تهرع مثل جدة لتجلس وسط صورة جماعية للعائلة!).