حّمل رئيس الجبلين عبدالله الهذيلي الأزمة المالية التي يعاني منها الجبلين جميع المشاكل الفنية والإدارية التي حدثت هذا الموسم في ناديه.. وتطرق إلى أسباب عودته إلى رئاسة النادي بعد غياب موسم واحد فقط والظهور الضعيف لفريق الجبلين هذا العام والانقسامات والاستقالات وتغيير المدربين وعملية انتقال ماجد المرشدي إلى الهلال وأمور اخرى (حسّاسة) تتعلق بالشأن الجبلاوي في حوار صريح مع الهذيلي الذي وصف ب «الرئيس الذهبي» لنادي الجبلين في فترة رئاسته الاولى التي كاد فيها فريقه أن يصعد إلى الممتاز.. فإلى هذا الحوار: ٭ كيف جاءت عودتك لرئاسة الجبلين بعد غياب موسم واحد فقط وما صاحب استقالتك آنذاك من مشاكل مع مالوش؟ - عودتي الأخيرة لرئاسة النادي ينطبق عليها المثل (مُكره أخاك لا بطل) ولم أكن أود العودة لأن الأمر يحتاج إلى توفير سيولة مالية ليس بمقدوري توفيرها وهذا ما تم شرحه للجميع وتلقيت وعوداً مؤكدة بالدعم والمساندة. أما موضوع مالوش فلم يكن هناك أي مشكلة وكانت علاقته معي على ما يرام إلا أني تفاجأت انه في ليلة سفره إلى تونس قد اجرى حواراً مع احدى الصحف فيه انتقاص واساءة للهذيلي فاضطررت للرد عليه لكي أوضح للجمهور بعض الحقائق عبر الصحافة ولم يكن في البداية هناك أي خلاف واتصالاتنا معه لاتزال مستمرة حتى الآن. ٭ مقارنة بفترة رئاستك الاولى كان الفريق متصدراً ووضعه أفضل بكثير من هذا الموسم؟ - الفترة الاولى كان وضع النادي يساعد على التفوق وأحضرنا مدرباً معروفاً وخبيراً بأندية الدرجة الاولى هو الدكتور مالوش الذي درب فريق سدوس وكان يعرف جيداً أحوال جميع الفرق التي نقابلها اضافة إلى اعداده الجيد جداً لفريق الجبلين الذي فاز على الوحدة في مكة. ٭ بعد ترشيحكم لرئاسة الجبلين تأخرتم كثيراً في تشكيل مجلس الإدارة لماذا؟ - لم يتأخر تشكيل المجلس فترة طويلة جداً. صحيح انه حدث بعض التأخير بسبب أننا كنّا نقوم بعملية اقناع عدد من أبناء النادي للانضمام للمجلس ولكن تفاجأنا بأن الجميع لا يرغبون في العمل بصفة رسمية وبادروا بالاعتذار لأن الوضع مُحبط ولا يشجع على العمل وأقصد من الناحية المالية!! ٭ واجهتم موجة من الاستقالات مع بداية الموسم (المشعان، البكر، الخلف، الفراج، الخريصي والشهري) ما سبب ذلك؟ - هؤلاء جميعاً زملاء أعزاء ومن أبناء النادي الذين خدموه باخلاص ونقدّر لهم وقفاتهم ولكنهم اصطدموا بواقع مالي سيئ وقدموا اعتذارهم لأننا لا نستطيع أن نقدم لهم الأشياء التي يطلبونها وهي أشياء كانت ضرورية إلا أن (الجود من الموجود). ٭ وأين دور أعضاء شرف الجبلين في تذليل هذه الصعاب؟ - أعضاء الشرف لم ولن يقصروا وكلٌ يدعم النادي حسب قدرته مالياً ومعنوياً ونحن نقدر ذلك ولكن لا يمكن بأي حال من الاحوال أن نملي عليهم ما يجب فعله أو أن نجبرهم على الدفع أو أن نستنكر عليهم عدم الدفع لأن ما يدفعونه هو تفضل وتكرم منهم لخدمة ناديهم. ٭ ولماذا أكثرتم من التعاقدات مع عدة مدربين لفرق النادي المختلفة؟ - لدينا قناعة تامة بجميع التعاقدات التي جاءت بقيمة مناسبة ووفق احتياج النادي ولم تشكل عبئاً كبيراً على ميزانية النادي. ٭ جاء يسري عبدالغني لتدريب الفريق واستغنيتم عنه مع بداية الدوري.. واتفقتم مع عصام مرعي واستبعد في اللحظة الأخيرة.. واستعنتم بعبدالرزاق الشابي، كيف حدث كلّ ذلك؟ - الكابتن يسري عبدالغني قدم للجبلين براتب شهري 13500 ريال وبدون شرط جزائي وبدون مقدم عقد ولكنه لم يوفق وحدثت ظروف أدت لاعتذاره وكان الخيار أمامنا هو مواطنه عصام مرعي لمعرفته السابقة بأحوال فريق الجبلين وكنّا مقتنعين تماماً بجدوى التعاقد معه ولكن واجهنا ردة فعل قوية من الجمهور الجبلاوي بأن التغيير يجب أن يكون جذرياً في هوية وجنسية المدرسة التدريبية للفريق وخشينا أن يسقط الكابتن عصام مرعي قبل أن يحضر إلى حائل وتمت عملية التعاقد مع مدرب غير مصري هو التونسي عبدالرزاق الشابي وهو غني عن التعريف ومكسب كبير. ٭ ولماذا لا تدعمون المدرب الوطني؟ - لا أعتقد أننا قصرنا في دعم المدربين الوطنيين لدينا درعان الدرعان وأحمد العميري وسعود الخلف (سابقاً) وهم جميعاً يتسلمون مرتبات من إدارة النادي ومن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وذلك وفق العقود التي وقعها النادي معهم. ٭ فريق الجبلين ظهر بصورة فنية ضعيفة. لماذا لم يرتق أداء اللاعبين إلى المستوى المأمول؟ - لا أعتقد أن المشكلة في اللاعبين المشكلة في اعداد اللاعبين البدني حيث لم يكن الاعداد بالصورة المطلوبة وأنا أتحمل جزءاً من مسؤولية ذلك.. وهذا ما أثر سلبياً على نتائج ومستويات الفريق في المباريات الماضية وكانت اللياقة البدنية الضعيفة سبباً في تدهور الحالة البدنية والمعنوية لذلك حصلت عدد من حالات الاصابات والانذار والطرد في صفوف الفريق بدون أسباب مقنعة. ٭ تم تدعيم الفريق بعدد من اللاعبين من خارج منطقة حائل لماذا كان نجاحهم محدوداً؟ - المشكلة أنهم جاءوا في وقت الفريق بشكل عام لم يقدم المستوى والنتائج المقنعة وكافة اللاعبين القدامى والذين قدموا من خارج المنطقة يدركون أن ما قدموه لا يرضي جماهير الجبلين وعدم الاعداد الجيد في بداية هذا الموسم جعل اللاعبين يقدمون مستويات أقل من المستويات التي كانوا أنفسهم يقدمونها في المواسم السابقة. ٭ يظهر أن الفريق بحاجة إلى صانع ألعاب بحجم لاعب الفريق الغائب محمد الخميس.. ما أسباب ابتعاده ولماذا لا تتم اعادته؟ - أبوابنا مفتوحة لمحمد الخميس لأن يعود إلى الفريق ونرحب بعودته لأنه صاحب مستوى جيد وخبرة كبيرة قد تحدث نقلة ايجابية كبيرة لفريق الجبلين ولكن لديه ظروف معينة ونتمنى أن تزول المشكلة ونحن على اتصال معه فهو أحد أبناء النادي ولا يمكن أن نتنكر له. ٭ لماذا لم تستثمر عوائد صفقة انتقال ماجد المرشدي إلى الهلال؟ - بدأنا الاستعداد لهذا الموسم وصندوق النادي كان مقفلا للفترة الانتقالية بين ادارتين فصرفنا على النادي عن طريق الاقتراض خلال فترة الإعداد لتسجيل ونقل خدمات أكثر من ستة لاعبين وهم سلطان البقعاوي وعاطف الشمري ووليد البقعاوي ومحمد صالح ومحمد حسن ومحمد سالم وهلال العريشي وكانت تكلفتهم على النادي معقولة اضافة إلى اعداد فرق النادي بشكل عام قبل انطلاقة الدوري ورواتب المدربين فكان اجمالي السلفة أكثر من 300 ألف ريال سددنا منها 200 ألف لمن اقترضنا منه من الدفعة الاولى من صفقة المرشدي وذلك من حق عضو الشرف الداعم ولازال له مستحقات اخرى علينا ومازال يدعم النادي ويقف معه بكل قوة. ثم وصلتنا الخمسمائة ألف ريال وكان أمامي ستة لاعبين محترفين منتهية عقودهم يحتاجون إلى تجديد عقد الذي لا يمكن أن يتم بمجرد أن يأتي اللاعب ويوقع فاللاعب يريد أن يأخذ رواتبه المتأخرة وهي 14 شهراً وكنا مجبرين أن نعطي اللاعبين نصف رواتبهم وأن يتنازلوا عن النصف الآخر ومن هذا المنطلق يتم تجديد عقودهم لأنهم رفضوا التجديد براتب شهر أو شهرين وذلك من حقهم وبلغ اجمالي مستحقات اللاعبين 300 ألف وتنازل اللاعبون عن 300 ألف ريال اخرى للنادي وكان هناك مستحقات متأخرة ونفقات قدوم للمدربين المتعاقدين إلى المملكة ورواتب شهرين لهم وللمدربين الوطنيين بلغت 120 ألفاً وتبقى ثمانون ألفاً سددت لعاملين اثنين عن تسعة عشر راتباً وبعض مستحقات سكرتير النادي وتم تسديد بعض الديون لبعض القريبين من النادي ممن يتعاملون مع ناديهم بمرونة: مطاعم وسكن وايجار سيارات وما شابه ذلك ولم يكن هناك مجال للاستثمار.. تستثمر ماذا؟ لا يمكن ذلك في ظل هذا الوضع وهذه الاحتياجات المتعددة للاعبين. ٭ في اجتماع المصارحة الشهير أتضح أن هناك انقسامات كبيرة لماذا لم يكن هناك حل سريع لاحتواء هذه المشاكل بين إدارة السيف وادارتكم؟ - اولاً: لم يوجد هناك أي خلاف بين الهذيلي والسيف أو بين السيف وأشخاص آخرين كل ما هناك انه يوجد فقط بعض الاختلاف في وجهات النظر (والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) ولكن هناك من زاد في رقعة هذا الاختلاف حتى أوصله لمرحلة الخلاف وعبدالله الهذيلي بعيد كل البعد عن هذا الأمر ولو سألت الاخ محمد السيف عن هذا الموضوع اعتقد انه سيجيب بنفس الاجابة وأنا بالنسبة إليّ لا يوجد أي خلاف مع محمد السيف اطلاقاً ولا مع أي شخص داخل النادي مجرد بعض الاختلافات في وجهات النظر وطبعاً بما أنني رئيس النادي حالياً إذن أنا صاحب القرار وأنا المسؤول عن القرار أياً كان وأنا أتحمل تبعات هذا القرار وهذه الاختلافات البسيطة هي لمصلحة لنادي وأعتقد أن الجميع يدرك ذلك لأننا جميعاً جمعنا الحب والانتماء للجبلين. ٭ لماذا لا يوجد الاهتمام الكافي بالفئات السنية في الجبلين؟ - على مستوى العالم يكون الاهتمام الكبير بالفريق الاول لأنه هو واجهة النادي ونحن في نادي الجبلين نعمل للجميع ولم نهمل الفئات السنية ويتمرن معنا أكثر من 60 برعماً وتم احضار مدرب خاص لهم وبناء ملعب خاص بهم أيضاً تبرع به عضو الشرف محمد العقيلي. ٭ ولكن مدرب البراعم اتضح انه (محاسب) وليس مدرباً؟ - عفواً من تكلم في هذا الموضوع فهو جاهل ولا يدرك الأشياء جيداً وأغلب المدربين في العالم لديهم شهادات علمية اخرى غير التدريب لأن دراسة التدريب تبدأ في سن متأخرة بعد الثلاثين غالباً.. ٭ اذن لماذا أبعد مدرب البراعم بعد اثارة هذا الموضوع مباشرة؟ - أبدأ فلقد تم ابعاده للوضع المالي الحرج للنادي اضافة إلى توقف نشاط البراعم للامتحانات واقتصار التمارين لهم على يومين فقط في الاسبوع فرأينا أن نوفر في صندوق النادي وتم الغاء عقده. ٭ يرى محمد الراجح بأن ادراتكم غير منهجية ولذلك استقال من الأمانة العامة لهيئة أعضاء شرف الجبلين.. ما تعليقك؟ - أنا أحب النقد لأن النقد الهادف ينور لك الطريق السليم.. والأستاذ محمد الراجح نعتز به كرجل من رجال الجبلين له فكر وسبق وأن خدم النادي في جميع المجالات ولا يمكن أن ينكر أحد ذلك أو يشكك فيه ولكن سبق وأن تكلمت مع الراجح حول هذا الأمر. والمنهجية المطلوبة من عبدالله الهذيلي من الصعب جداً أن تمليها عليه املاءً ومن الصعب أن يُملي الأستاذ عبدالله التمامي الرئيس الفخري للنادي المنهجية التي يريدها على عبدالله الهذيلي لأن كل إنسان له طريقته في العمل وكل إنسان له انفعالات وله تصرفات فلا يمكن أن أكون آلة انفذ أشياء معينة.. المنهجية.. نعم أدرك أن هناك خللاً في المنهجية لكن الخلل من أين حدث؟ وما مسبباته؟ عدة أشياء متشابكة مع بعضها تنطلق اولاً من الناحية المادية وثانياً: من عزوف أبناء النادي عن العمل بالنادي. ولا أعتقد أن المنهجية هي التي أدت بمحمد الراجح لأن يبتعد عن النادي. ٭ وماذا عن امكانية صعود الجبلين هذا الموسم؟ - الطموح في الحقيقة موجود ولازالت أمامنا 20 مباراة فيها 60 نقطة ولكن يجب أن نكون صريحين وضعنا الآن يحتم علينا أن نفكر بعقل ومنطق.. فالصعود أصبح أصعب من الاول.. الصعود يحتاج إلى اصرار وبذل وعطاء وعزيمة قوية من الجميع.. لذلك أعتقد أنه صعب ولكن ليس بمستحيل!! لفوارق الامكانات فتخيل أن فريقاً استطاع أن يأتي بتركي الشايع وحسين هادي وعبدالله القرني ومضحي الدوسري في صفقة في ظرف أسبوع واحد.. ونحن لا نستطيع حتى صرف رواتب العمال.. فوضع الجبلين سيئ جداً مادياً بل أسوأ من السيئ.. لقطات من الحوار.. ٭ قال الهذيلي إنه ترك مهمة الاشراف العام على فريق كرة القدم للجهاز الإداري المساند.. وانه تفرغ لتهيئة الوضع العام للنادي. ٭ أكد رئيس الجبلين ان الاعتماد على دعم اعضاء الشرف حلٌ جزئي ووقتي للازمات المالية في ظل عدم وجود موارد مالية اخرى.. ٭ مشروع الجبلين الاستثماري (النادي الصحي) سيتم تدشينه بعد شهرين. ٭ المنشأة الرسمية المعتمد تنفيذها للجبلين تأتي أولوية تنفيذها بعد منشأة نادي الفتح.. ٭ قدم الهذيلي شكره وتقديره لاعضاء شرف الجبلين وخص منهم رئيس هيئة اعضاء الشرف الشيخ علي الجميعة والرئيس الفخري للنادي عبدالله التمامي وعادل الرشيد ومحمد العقيلي وسليمان المطير..