" الروايات والذكريات" هي الجلسة الختامية للندوة العلمية عن تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز والتي رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز وشارك فيها كل من الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وزير الحج الأسبق والأستاذ عبدالله العلي النعيم رئيس مجلس أمناء المعهد العربي لإنماء المدن، والذين تحدثوا خلالها بشفافية عن مواقف وشواهد تاريخية عن أبرز إنجازات الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وجوانب مضيئة عن شخصيته وسيرته العطرة والمواقف المشتركة معه رحمه الله والملامح التنموية والثقافية والسياسية في عهده الميمون. عبدالله النعيم: يقف إلى جانب الموظف لتأدية واجباته وقد قدم للندوة الأمير سعود بن فهد حيث رحب بالمتحدثين والضيوف ثم شكر دارة الملك عبدالعزيز وكذلك الباحثون وأشار سموه إلى أنه سيكون لتلك الجهود المباركة أثر متمثل في مركز المعلومات بمؤسسة الملك فهد بن عبدالعزيزالخيرية ولفت سموه إلى أن تذكرنا لقائد قوي مؤمن مصدر الهام لنا ولأبنائنا في المستقبل. د. فؤاد الفارسي: رجل عظيم صاحب مواقف بطولية ونظرة ثاقبة واستهل الجلسة الدكتور فؤاد الفارسي بحديث عفوي متدفق بدأه بقوله:"لا يمر يوم إلا وأتذكر سيدي الملك فهد -رحمه الله- ويشهد الله أني أدعو له كل يوم في صلاتي.. هذا الرجل العظيم.. صاحب المواقف البطولية وبعد النظر الثاقب وحنكته وقدرته على معالجة القضايا المحلية والإقليمية والدينية والدولية بطريقة حكيمة.. وسياسية رشيدة"، وأضاف: "كنت أبهر بما كان يتكهّن به وما يقوم به ليجعل بلدنا مصدر احترام وتقدير لكافة دول العالم"، منوهاً بدوره الكبير والمحوري في حل القضايا العربية منها إيقاف نزيف الحرب اللبنانية الذي انتهى بجهوده –رحمه الله- وتم اتفاق الطائف الشهير الذي حقن الدم اللبناني كما لفت إلى أدواره في التحديث وإصدار النظام للحكم وكذلك الشورى ومجلس الوزراء. ومضى الدكتور الفارسي في تعديد مآثر الملك الراحل العديدة والعظيمة سواء في التنمية أو التعليم أو الاقتصاد وغيرها مما يتماس مع المواطن ورفاهه وراحته مشيراً إلى أنه قام بإعداد كتاب عن الراحل باللغة بالإنجليزية ليطلع على سيرته العطرة من لم يطلع عليها ومضى في حديثه وذكرياته مورداً بعض المواقف الإنسانية التي تميز بها الملك فهد وعرفها من عمل به واحتك فيقول: كان الملك فهد رقيقاً وشفافاً إلى درجة كبيرة فأذكر أني قد تلقيت اتصالاً منه حول ملاحظة وجدها وكان غاضباً فسألني قبل أن يوبخني: هل هناك أحد من أهلك قريب؟ فقلت وكان هذا السؤال يعكس رقته وشفافيته وحرصه على عدم تعريضي للمهانة أمام أهلي وهو موقف لا يصدر إلا من رجل عظيم كالملك فهد-رحمه الله-. من جانبه أكد عبدالله العلي النعيم أمين مدينة الرياض سابقاً أنه لن يتحدث إلا عن حقائق أمانة الرياض يدين بها أمام الله مبدياً عدم توقعه أن تحدث تلك المواقف بين ملك وموظف صغير بحجمه كما يصف واضاف: "عندما عينت في هذا المنصب والتقيت الملك فهد قال مبتسماً: ورّطوك؟ لكنه لم يلبث أن طمأنني وقال: لا تقلق إحنا معك على طول" ويضيف: "من المواقف التي أذكرها أن كان هناك قمة ستعقد في عمان فقلت له: أن السير فيها صعب بسبب الثلوج فقال: ماذا تريد: قلت نريد معالجة هذا الوضع فقال الله يرحمه: خذ عشرة ملايين فقلت: دولار؟ قال: دولار وذهبت بالمبلغ وأوصلته لهم". د. آل الشيخ: كان حريصاً على تحقيق التوازن بين المحافظة والتحديث أما وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ فقد استهل حديثه بمطالبته برصد مشاعر الجيل عن طريق التدوين التاريخي لما بعد حقبة الملوك لافتاً إلى أن هذا التدوين ضعيف ولم يكن بالشكل المطلوب مشيراً إلى أهمية التاريخ الذي يبقى بعد رحيل الشخصيات الكبيرة ثم تحدث عن شخصية الملك فهد لافتاً إلى أنها شخصية كان لديها هم فالهم الأول كما يشير يتمثل في المعادلة الصعبة ما بين المحافظة على الأصل وهو الدين الحنيف وتعاليمه وبين التحديث والرقي واللحاق بالأمم المتحضرة، وشدد آل الشيخ إلى أن مسار الملك الراحل في حياته أن يكون هناك توازن مستشهداً على هذا التوازن بمقولة سمعها من الأمير سلطان بن عبدالعزيز –رحمه الله- والذي لخص حياة الملك الراحل في ثلاث نقاط توسعة الحرمين وطباعة المصحف وتحديث الأنظمة، ولفت آل الشيخ أن التوسعة للحرمين في عهد الملك فهد كانت عظيمة ومؤثرة مشيراً إلى أن التوسعة لم تقتصر على زيادة المساحات وغيرها من تسهيلات وإنما في أهمية ربط المسلمين بهذه المقدسات حين أصبح الوصول للحرمين سهلاً ومتاحاً وهذا بشهادة علماء دينيين ومفكرين قالوها في ذلك الوقت. حضور لافت من المسؤولين والباحثين لجلسات الندوة آل الشيخ متحدثاً عن جوانب من شخصية الملك فهد د. فؤاد الفارسي ومواقف إنسانية عن الملك الراحل عبدالله النعيم يسرد مواقفه مع الملك فهد