طالعتنا جريدة «الرياض» في عددها (13626) الصادر يوم الجمعة 11 رمضان 1426ه بحوار مع مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني، وحرصت كثيراً على قراءة مضامين ذلك الحوار لعدة أسباب أهمها أن لا حوار مع مسؤول أمني رفيع المستوى قلما ظهر على الساحة الإعلامية بحديث مطول ولذا فإنه ظهور سيكون له طابع خاص. والأمر الآخر هو إدراكي أن الحوار سيتضمن شيئاً عن الجوانب المرورية من حيث الأنظمة الحالية وكذا الخطط المستقبلية. ولم يكن ذلك ببعيد فسرعان ما توصلت إلى ذلك في الثلث الأول من الحوار. وأثناء قراءتي لاجابات الفريق القحطاني أدركت يقيناً أن هناك مشكلة مرورية تشكل هاجساً لدى المسؤولين في جهاز الأمن. مثلما هي هاجس كل المجتمع. واستوقفتني كثيراً عبارتان كنت أرددهما دائماً عندما يكون هناك نقاش عن الازدحام المروري في شوارع الرياض، أولاهما: تأكيد الفريق القحطاني على أهمية الاعتماد على النقل العام وثانيتهما: أهمية التخطيط الهندسي والعمراني في حل مشكلة الازدحام المروري وهما نقطتان جوهريتان في التغلب على هذه المشكلة وبخاصة في مدينة الرياض حيث النمو العمراني المطرد والكثافة العالية في أعداد السكان وما سوف يصاحب ذلك من ازدياد في أعداد السيارات الذي نتيجته الحتمية تفاقم مشكلة الازدحام المروري. فالمشكلة قائمة حالياً والجميع يلحظ ذلك ويعايشه بل أصبح ذك جزءاً من مشواره اليومي. وأمام ذلك فإن ذوي الاختصاص ينتظرهم الدور الأهم في ايجاد حلول لهذه المشكلة وإيجاد الحلول الممكنة ووضعها أمام اصحاب القرار الذين هم بلا شك يدركون حجم المعاناة ويعملون لإنهائها. ختاماً متى نرى اليوم الذي يتسابق فيه المختصون ويعلنون الحلول لمشكلة ازدحام المرور في المدن الكبرى؟!