التشنج طبياً هو حالة اهتزاز حركي عنيف يعبر فيه الجسد عن الإعياء لعارض صحي، ولكن عند حدوث الحالة من دون محفز، فهو دليل على تشخيص الصرع المزمن الذي ينبعث من خلايا لحاء الدماغ. الصرع له صور متعددة استناداً على موقع البؤرة الصرعية (النقطة التي ينشأ منها الصرع) ووظيفتها، وهذا ما يجعل التشخيص أكثر صعوبة، فهناك نوبات جزئية لا يصاحبها تغير في الإدراك، بينما هناك نوبات مركبة يغيب فيها الإنسان عن الوعي وأخرى عامة وهذه الصورة الشائعة المطبوعة في أذهان الناس. ونظرا لتعدد صور الصرع وقلة معرفة الناس بهذه المشكلة فقد ترك الباب مفتوحا للكثيرين بأن يقوموا بالتفسير الخاطئ لما يحدث، بل ووصل الأمر بالبعض إلى الالتباس بين هذه الحالة ومفاهيم عقدية مثل العين والسحر ومس الجن، وهذه الالتباسات مرت على حضارات وأديان كثيرة مما خلق وصمة للمصابين انعكست سلباً على حياتهم وعلى علاجهم، ولكن العلم أدى إلى التقدم المعرفي والإعلامي اللذين ساهما كثيراً في تغيير هذه الاعتقادات عند الكثير من الناس، مما ساعد كل من ابتلاه الله بهذه الحالة في مواصلة حياتهم بشكل طبيعي أسوة بكثير من المصابين الذين غيروا تاريخ البشرية رغم إصابتهم بهذه المعضلة. * قسم العلوم العصبية