يقول الشاعر العربي: بالرفق مارسْ ولاينْ من تُخالطُه وغالظنّ إذا لم ينفع اللينُ أُدرك جيداً أن السياسة بدهاليزها وملتوياتها ليست على وفاق واضح مع «الأدب» والشعر والثقافة لكن مقتضى الحال فرض بيتاً من الشعر ليكون فاتحة حكاية اليوم التي تتصدر الأخبار داخلياً ومع الطرف الآخر وزيرة خارجية السويد وليست - في تصوري - السويد كبلد وشعب وحضارة. قُلت في مقال سابق بعنوان «اعتساف حقوق الإنسان» بأن بلادنا لا تسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونها مثلما لا تسمح أي دولة تحترم ذاتها وسيادتها بأن يتدخّل أحد في شؤونها وكيف تعالج قضاياها ضمن حدود قوانينها المحليّة تلك التي تأخذ في الاعتبار المبادئ والبروتوكولات الدولية التي وقّعت عليها. وكنت أظن حينما كتبت هذا الكلام الموجز أن السيدة المحترمة وزيرة خارجية السويد ربما خانها التعبير أو كانت في حالة «تجلّي» مُختلفة جهِلتْ أو هي تجاهلت قانون سياسي عتيد يدفع بالمعاملة بالمثل في حالة انتهاك البروتوكولات والأعراف الدولية. تدخّل السيدة الوزيرة بشكل صارخ في شأنٍ داخلي دفع بنا كدولة ذات سيادة كاملة على قراراتنا أن نقول «كفى» مزايدة فنحن قادرون بكل ما لدينا من قنوات قانونية وصلاحيات تشريعيّة ورجال شرفاء على حل قضايانا دون تدخل من أحد يحاول فرض رؤيته علينا. حين لم تكف السيدة الوزيرة المحترمة عن الاستمرار في دس «أنفها» في شؤوننا وحين قررت حكومة السويد وقف التعاون العسكري مع بلادنا «رغم عدم أهمية القرار وتأثيره على قدراتنا العسكرية» كان لابد على حكومة بلادنا اتخاذ ما ليس منه بد: «ألا تضطر المملكة إلى إجراء مراجعة لجدوى الاستمرار في العديد من أوجه العلاقات التي تربط بين البلدين» بهذا كأن الشاعر إياه قد عبّر حالنا مع السيدة الوزيرة بقوله «سنغالظنْ إن لم ينفع اللينُ «. لمراسلة الكاتب: [email protected]