انفك الضغط النفسي الذي كان ينتاب الأسواق النفطية بسبب تخوفها من تعرض المنشآت البترولية التي تقع في حوض خليج المكسيك إلى دمار جراء إعصار «ويلما» الذي تفادى المرور بهذه المنطقة وحملته رياح المحيط إلى مسار بعيد عن هذه المناطق الحيوية مما أدى إلى انخفاض الأسعار في بداية تعاملاتها الأسبوعية أمس إذ أنها كانت متهيئة لذلك نتيجة إلى أنباء التخمة النفطية التي تبدو في أسواق الطاقة لاندفاع مزيد من إمدادات الخام بكميات لم تكن تتوقعها. غير أن تجار الطاقة لا يزالون يتوقعون أن هناك نقصاً غير ظاهر في المواد البترولية المكررة بسبب توقف كثيراً من المصافي النفطية خلال الفترة الماضية إما لعوامل الصيانة الدورية والتي عادة ما تكون أثناء الصيف أو لظروف إعطالية كتلك التي حلت بالمصافي الأمريكية في خليج المكسيك ولذلك جاء هبوط أسعار هذه المواد بصورة حذرة ومتئدة وليس لها نقطة قوة فمن السهل أن تعاود الصعود إلى مستويات قياسية أثناء فترة ذروة الاستهلاك خلال موسم الشتاء التي أطل برأسه على بعض أجزاء الكرة الأرضية الشمالي. ولا يزال موسم الأعاصير المدارية التي نشطت بصورة ملحوظة هذا العام يهدد صناعة النفط في الدول الغربية بصورة عامة والولايات المتحدةالأمريكية أكبر مستهلك للنفط بشكل خاص فقد تشكل إعصار جديد في البحر الكاريبي باسم «الفا» يحمل الرقم 22 في سلسلة أعاصير وعواصف لن تنتهي قبل 30 نوفمبر القادم وتشكل هاجسا جديداً لمستهلكي الطاقة ليس في القارة الأمريكية فحسب وإنما في جميع أنحاء العالم لكون ارتفاع أو هبوط النفط يؤثر في أي بقعة من العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة. وفي هذا المساق تنامت استثمارات الشركات البترولية العالمية التي تضاعفت أرباحها خلال العام الحالي نتيجة إلى ارتفاع الأسعار ونشط مد خطوط الأنابيب لنقل هذه المنتجات الحيوية إلى أسواق الاستهلاك واقتحمت مناطق ومحميات كانت في السابق محرمة على مثل هذه الاستثمارات تحت ذرائع حماية الحياة الفطرية فعلى سبيل المثال وافق المسئولون في ألاسكا أمس على الشروط الرئيسية في عقد لبناء خط للغاز الطبيعي يمتد من ألاسكا إلى ولايات الغرب الأوسط بالولايات المتحدة مرورا بكندا ويتكلف 24 مليار دولار ويمتد لمسافة 3370 كيلومترا بهدف استغلال الثروات في هذه المنطقة بالإضافة إلى المنطقة القطبية. وقد تذبذبت أسعار النفوط القياسية أمس غير أنها اتخذت مساراً نزولياً طيلة فترة التداولات في جميع أسواق الطاقة العالمية حيث هبط سعر خام ناميكس إلى 59,85 دولاراً لأول مرة منذ ثلاثة أشهر كما تراجع سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية إلى 57,80 دولاراً للبرميل وهبط سعر خام مزيج برنت إلى 56,44 دولاراً ، ونقص سعر الجازولين بمقدار 3 سنتات إلى 1,60 دولار للجالون وتبعه سعر الغاز الطبيعي رغم حركة الشراء النشطة إلا أنه هبط بمقدار 27 سنتاً إلى 12,60 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وصعد الذهب متقدماً أسعار المعادن النفيسة بمقدار 50 سنتاً إلى 470 دولاراً غير أن البلاتين تراجع إلى سعر 933 دولاراً كما هبطت الفضة إلى 7,63 دولارات للأوقية وظل سعر البلاديوم عند 219 دولاراً.