لقد انصب جل اهتمامي هذ الأسبوع على الموضوعات المتعلقة بالمرأة، حيث تزامن يوم 8 مارس مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وكان الموضوع الأهم في بريطانيا هو "تمكين المرأة اقتصاديا ودعمها في تحقيق تطلعاتها". كما يتزامن هذا العام مع الذكرى العشرين لإعلان بكين فضلا عن المراجعة العالمية لتطوير هذا الإعلان وإطلاق منصة عمل تحدد خريطة الطريق لتطوير وحماية حقوق المرأة، إضافة إلى مراجعة قرار الأممالمتحدة رقم 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن وذلك بعد انقضاء 15 عاما تاريخ صدوره. قامت السفارة البريطانية بالرياض باستضافة رائدتين من رائدات الأعمال البريطانيات حضرتا من بريطانيا خصيصا في أول زيارة لهما للمملكة، السيدة ديبورا لاري، المدير التنفيذي لشركة Forensic Pathways، والسيدة اليزابيتا كاميلاري، الرئيس التنفيذي لشركة Sales Gossip، حيث التقتا عددا من سيدات الاعمال السعوديات خلال زيارتهما وتضمنت الزيارة حضور احد الأمسيات الرائعة المشتركة بين لجنة سيدات الأعمال بفرع السيدات بالغرفة التجارية والصناعية بالرياض، والسفارة البريطانية، والمجلس الثقافي البريطاني، تناولت الحديث عن التجارب الخاصة بقطاع تأسيس الأعمال في المملكة المتحدة، والتحديات التي تواجههما كامرأتين ترغبان البدء في تأسيس شركات خاصة حيث بدا جليا تواجد العديد من أوجه الشبه بين ما تواجهه كل من المرأة السعودية والبريطانية في هذا الصدد، وأن البدء في عمل تجاري ناجح يعد أمرا صعبا بغض النظر عن جنس المتقدم لذلك الأمر. وعلى الرغم من عدم تمكني من حضور هذه الامسية إلا إن زوجتي وضيوفنا عادوا متحمسين جدا بالسيدات السعوديات الآتي حضرن هذه الأمسية فضلا عن الانجازات التي حققتها الغرفة التجارية. لقد أعجبت بمدى تأثير هذه الزيارة والتجول في مدينة الرياض على الزائرتين اللتين اعجبتهم التجربة، ومن تغيير وجهة نظرهما حول المملكة قبل وبعد الزيارة والواقع الايجابي الذي لمساه خلالها، كما تجدر الإشارة إلى زيادة نسبة تمكين المرأة اقتصاديا في المملكة العربية السعودية حيث يزداد عدد السيدات العاملات والراغبات في تأسيس الأعمال التجارية، علما بأن كافة قصص النجاح تلهم النساء الآخريات في تحقيق أحلامهم، ولقد انبهرت بحقيقة أن رأس المال المملوك من قبل السيدات العاملات في قطاع الأعمال في المملكة بلغ حاليا 8 بلايين ريال سعودي. ستعود الزائرتان إلى المملكة المتحدة وبالتاكيد ستقومان بإبلاغ أصدقائهما وعائلاتهما حول كيفية تغيير هذه الرحلة لكثير من وجهة النظر النمطية حول المملكة العربية السعودية، ودور المرأة بصورة خاصة، ولكنني مازالت اعتقد أنه يتعين القيام بالمزيد لتكرار هذه الرسالة الايجابية على نطاق أوسع بهدف مساعدة الأفراد على فهم الأمور بصورة صحيحة وعلى الواقع. إن احد الطرائق التي تنتهجها المملكة المتحدة لدعم قطاع الأعمال في المنطقة هي من خلال إطلاق جائزة الأعمال التجارية لعام 2015 وهي عبارة عن رحلة مجانية إلى لندن للعمل التجاري الفائز فضلا عن تقديم استشارات خاصة ودعم للمساعدة في تأسيس أعمالهم التجارية في بريطانيا. وبدوري أشجع أصحاب الأعمال التجارية من المملكة العربية السعودية على التقدم لهذه الجائزة قبل الموعد النهائي للتقديم بحلول 31 مارس، وإنني حريص على تشجيع تبادل الأعمال التجارية بين المملكتين حيث تعد فرصة رائعة لتقديم الدعم من قبل المختصين لمساعدة الشركات في التوسع في السوق البريطانية. جدير بالذكر أن السيدة اليزابيتا تعد احد أعضاء لجنة هذه الجائزة، وإنني على يقين بترحيبها باستقبال الطلبات المتعلقة بجائزة الأعمال من المملكة العربية السعودية ولا سيما عقب تجربتها الايجابية التي مرت بها خلال زيارتها الى الرياض. * السفير البريطاني لدى الرياض