في كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز التي وجهها للمجتمع السعودي بالدرجة الاولى والمجتمع الخارجي بالدرجة الثانية كانت الكلمة تحمل اهم مضامين سياسة خادم الحرمين الشريفين للسنوات القادمة.. حيث ارتكزت على رؤية متوازنة للتنمية اهدافها وتنوع قطاعاتها وتوازنها الاقليمي وتساند القطاعين الحكومي والخاص في حراك تنموي اقتصادي يحقق تنوع مصادر الدخل الوطني من ناحية وزيادة فرص العمل والاستثمار البشري من ناحية اخرى خاصة وان اسعار النفط في انخفاض مع ملاحظة صعوبة التحكم فيها. تاكيده على الوحدة الوطنية تمثل محوراً مهماً في الكلمة الملكية والتي تعني مسؤولية الجميع في الحفاظ على هذه الوحدة.. اي مواطن رجل او امرأة مدني او عسكري.. مفكر وعالم او طالب علم.. معلم او طبيب.. مهني او اكاديمي.. وزير او سائق سيارة اجرة.. كل مواطن مسؤول عن قوة واستمرارية هذه الوحدة. مع تأكيد على تنوع قطاعات التنمية والارتقاء بمستوى الخدمات وخاصة الصحية والتعليمية والاسكان لتكون في مستوى تطلعات المواطن السعودي الذي اكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على حقه في العدالة للافراد والتوازن للمناطق في تنمية تستهدف كامل المحافظات.. شمولية الكلمة واضحة للجميع ووضعت الجميع ايضا امام مسؤولياتهم وتأكيده -حفظه الله- على ضرورة مشاركة الجميع في استكمال تطوير وتحديث المسيرة الوطنية التنموية التي انطلقت على يد الملك عبدالعزيز وتوالت مع ابنائه الملوك لنصل للمرحلة الحالية التي اكد فيها الملك سلمان بضرورة مشاركة الجميع في البناء والتحديث حيث ارتكزت كلمة الملك سلمان على قيام القطاع الخاص ورجال الاعمال بدورهم الوطني والمشاركة في صناعة النموذج السعودي وتحقيق الريادة العالمية لانطلاقة سعودية تستكمل المشروع التنموي.. الكلمة ارتكزت على المواطن كمحور رئيس لاستمرارية التنمية والتطوير لكافة مناطق المملكة في تنمية متوازنة وشاملة.. ولكنني ومن منبر اعلامي سأقف عند تأكيد الملك سلمان -حفظه الله- على اهمية وحدة الوطن وعدم قبول اي محاولة للاعتداء على وحدتنا الوطنية واشاعة الفتنة بين ابناء الوطن الواحد. هذا المبدأ يعني مسؤولية جميع المنابر الاعلامية ومواقع صناعة الرأي العام في تأكيد اللحمة الوطنية وعدم السماح لاي دخيل في اختراق تلاحمنا الوطني تحت اي مسمى.. وتحت اي مظلة.. التصنيف الطائفي او الاجتماعي او الفكري او الاقليمي.. وخلافه من مداخل العنصرية والتفرقة الوطنية.. قد نختلف في ترتيب الاولويات قد نختلف مع بعضنا في قراءة المتغيرات ولكن لا نختلف على وطننا وضرورة الحفاظ على وحدته وتلاحمه الاجتماعي وقوته السياسية والاقتصادية والامنية.. قد نختلف حول موقف او آلية عمل او مشروع ولكننا لا نختلف على الوطن ووحدته وصلابة نظامه ومؤسساته وامنه.. ووحدته.. استغلال البعض منابر الرأي وخاصة الاعلام الاجتماعي بكل وسائله لاثارة الفتنة او تبني موقف دون الاخذ بالاعتبار وحدتنا الوطنية ولحمتنا الاجتماعية يشكل خطرا امنيا على وطننا.. حين يرتكز البعض في عمله على تعميق العنصرية او التكفير اوالتصنيف بكل انواعه او اقصاء الآخر فهو لا يخالف حرية الرأي فقط بل يزرع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد.. قد يفعلها البعض حماسا لفكره ولكن البعض وان كانوا ولله الحمد قلة قد يفعلها لتحقيق اهداف لا تتفق مع الممارسة الوطنية الامينة.. اخطر ما يمكن ان تواجهه المجتمعات حدوث شرخ او خلاف بين ابنائها حين تتقدم المصالح الخاصة على المصلحة العامة يسهل اختراق الامم وكسر وحدتها.. وما تواجهه المملكة اليوم من تحديات اقتصادية وامنية وفكرية تؤكد اهمية تمسكنا بوحدتنا والبعد عن اي حراك يثير الفتنة ايا كانت تلك الممارسة فادعاء الاحتساب دون ضوابط نظامية امر غير مقبول اي تعزيز لاي انحراف فكري يمينا او شمالا ايضا غير مقبول.. تصنيف الافراد وفق تقسيم جغرافي او طائفي او اجتماعي وبناء مواقف بمقتضاها لا تتفق مع الوحدة الوطنية ولحمة المجتمع.. غير مقبول تبقى كلمة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز خريطة طريق لحراك تنموي قادم يستهدف المواطن ويقوم على مواطن المملكة العربية السعودية. لمراسلة الكاتب: [email protected]