ترأس الدكتور صالح بن حمد الصقري الجلسة العاشرة المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز والتي شارك فيها باحثون من جامعات سعودية وعربية وكانت تتناول محور (خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة) ومحور (أبناء الملك عبدالعزيز ورجاله) تحدث فيها محمد الموجان في بحث بعنوان "الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس أول دار لكسوة الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة" وأشار إلى أن الملك عبدالعزيز أمر بإنشاء دارٍ لكسوة الكَعْبَة المُشَرَّفَة بمَكّة المُكَرَمَة في سنة 1346ه/1927م لأول مرة في تاريخ الكسوة، لإبعادها عن أهواء الحكام وتقلبات السياسة ضامناً لإسدال كسوة بيت الله الحَرَام في موعدها من كل عام. الملك عبدالعزيز أول من أمر بإنشاء دار لكسوة الكعبة بعيداً عن أهواء الحكام كما تطرقت الدكتورة جيهان الراجحي من جامعة الطائف ل"الأمن البيئي والصحي لحجاج بيت الله الحرام في مكةالمكرمة في عهد الملك عبدالعزيز" حيث أشار إلى أنه وضع في مقدمة أولوياته الاهتمام بشؤون الحج وسلامة الحجاج وتوفير البيئة الصحية السليمة لهم واتخاذه للتدابير اللازمة لمواجهة الأوبئة والأمراض وهذا ما يوضح لنا الإيثار الإسلامي في نفسه. أما الدكتور محاسن الوقاد من جامعة عين شمس فقدمت ورقة عن "الطرق البحرية بين مصر والحجاز ودورها في نقل الحجاج في عهد الملك عبدالعزيز" وبينت فيها إسهامات الملك عبدالعزيز في مجال خدمة الحرمين الشريفين بصفة عامة والطرق البحرية ودورها في نقل حجاج بيت الله الحرام بصفة خاصة، وكان من ثمار ذلك انتشار الموانئ السعودية على كل شواطئ البحر الأحمر والخليج لاستقبال العديد من البواخر العالمية. انطلاق الجلسة الحادية عشرة وفي شأن المحور الثاني للجلسة العاشرة (أبناء الملك عبدالعزيز ورجاله) تحدث عميد معهد الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق في مصر الأستاذ الدكتور عبدالحكيم الطحاوي عن "الأمير فيصل وإدارة العلاقات الخارجية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز" حيث أشار إلى أن الأمير فيصل من أبرز الذين تولوا إدارة الشؤون الخارجية على مستوى العالم في القرن العشرين الميلادي بفضل الله ثم تدريب الملك عبدالعزيز له منذ نعومة أظفاره وتأهيله لتولي الشؤون الخارجية، ونوه إلى أنه في عهده تأسست وزارة الخارجية وهي أول وزارة سعودية. وتحدثت من جامعة الملك سعود الدكتورة فوزية العجمي عن "الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي" إذ حاولت سبر غور العلاقة الوثيقة بين الملك عبدالعزيز والأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي وحجم ثقة الملك فيه من خلال توضيح بعض الأسباب التي قربته من الملك ومهامه الإدارية والعسكرية في عهده. أما الجلسة الحادية عشرة فتطرقت إلى محور (التحولات الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية) ورئسها سعادة الأستاذ الدكتور عمر بن صالح العمري، حيث استعرض الأستاذ خاتم الشمري في بحثه "جهود الملك عبدالعزيز للإرتقاء بالحياة الفكرية في مدينة حائل" مجموعة من تلك الجهود التي أسهمت في يقظتها علمياً وفكرياً واستتاب أمنها واستقرار أمورها، مثل الإصلاح الاجتماعي الشامل وتوطين البدو وإنشاء الهجر، ودمج الأبنية القبلية المفككة، وكذلك نشر العلم وتشييد مراكزه من خلال استقطاب العلماء والفقهاء والأدباء وتشجيعهم، وإحياء التراث الإسلامي، والدعم المادي لمجالات العلم وطلابه وتذليل العقبات التي واجهته. وتناول الدكتور طارق سعد شلبي إلى "الجهد الإصلاحي للملك عبدالعزيز وأبعاده الحضارية في شهادات الدعاة: قراءة في نماذج مختارة" ركيزة مهمة في الجهد الإصلاحي وهي تقريبه للداعاة والحفاوة بهم وتخصيص أوقات للقاء معهم، مشيراً إلى أن الكثير من المصادر أبرزت هذا الجانب متناولة الدعوة في عهدة، مبيناً أن الرحالة الذين حضروا إلى المملكة التقوا مع الملك عبدالعزيز وبينوا جهوده ومآثره في المجال الإصلاحي. وأشار شلبي في بحثه إلى مقولة الملك عبدالعزيز المعروفة "لنا ديننا ولكم آلياتكم" حين دار الحديث بينه وبين السفير الأمريكي في السعودية حول ركيزة الإصلاح لدى الملك التي ترتكز على مبادئ الدين الإسلامي، واستشهد كذلك بالإمام الغزالي الذي قضى سنوات طويلة في السعودية مبيناً أنه كانت لديه رغبات إصلاحية وتحققت وهو ما ذكره في كتابه في طبعته الثانية مثل الاهتمام بالحجيج وأمنهم وتمهيد الطرق وغيرها. متحدثو الجلسة العاشرة فيما تناولت جوزى السبيعي في بحثها "تطور وسائل النقل في عهد الملك عبدالعزيز" النقلة النوعية للمواصلات بإدخال السيارات لأول مرة في منطقة الحجاز والتي انتهى معها النقل بالدواب، وأمن الحجاج على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم من قطاع الطرق، واختصار المسافة التي تقطعها السيارات بين المدن الرئيسة، وأشارت إلى تشجيع الملك عبدالعزيز على تأسيس شركات النقل، إذ أنشأ نقابة السيارات وسن أنظمة لتنظيم العمل بها، وعبد الطرق واستقدم ذوي الخبرة في القيادة والمهندسين والفنيين ومراكز وورش لإصلاح أعطال السيارات. وفي بحث "الصناعة في عهد الملك عبدالعزيز" مرام الهويدي أوضحت فيه التطور الذي شهدته المملكة في ذلك الوقت ودور الملك عبدالعزيز الريادي في المجال الاقتصادي عامة والصناعة بشكل خاص، مبينة في محورها الأول مفهوم الصناعة الحديثة وعوامل تطورها من تقليدية إلى حديثة، وجهود الملك عبدالعزيز في إقرار الأوضاع السياسية للبلاد وما نتج عنه من استقرار للأوضاع الاقتصادية، فيما تطرقت في المحور الثاني إلى أهم الصناعات الحديثة مثل صناعة كسوة الكعبة والتعدين والصناعات البترولية والمشروعات الصناعية، والمحور الثالث أبرزت فيه الآثار المتنوعة التي خلفتها النهضة الصناعية الحديثة ومنها الآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وتطرقت نورة القحطاني في بحثها "مكافحة المخدرات في عهد الملك عبدالعزيز" إلى نظام مكافحة المخدرات في عهد الملك عبدالعزيز الذي صدر في عام 1353ه تحت مسمى نظام منع الاتجار بالمواد المخدرة واستعمالها، بهدف منع دخول المواد المخدرة إلى أراضي السعودية إلا للاستخدامات الطبية وبشروط محددة، مشيرة إلى وضع القوانين والنظم في مكافحة الاتجار بالمواد المخدرة في السعودية في ذلك العهد، كما أشارت في بحثها الذي قسمته إلى ثلاثة مباحث إلى الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية التي شارك بها الملك عبدالعزيز والقرارات الداخلية لمنع الاتجار بالمواد المخدرة، وكذلك العقوبات المنصوص عليها في النظام والجهات المخولة بإصدار تلك العقوبات، مستخلصة من دراستها نتائج مثل أن نظام الاتجار بالمواد المخدرة عام 1353ه استقى الملك عبدالعزيز بنوده من الاتفاقات الدولية لمكافحة المخدرات، وأن النظام الداخلي الذي أصدره الملك عبدالعزيز كان نظاماً وقائياً لشعبه من منطلق حرصه واهتمامه بهم، واعتبار حصر الملك عبدالعزيز للمواد المخدرة وتطبيق العقوبات على المخالفين وتحفيز المتعاونين مع الحكومة بمكافآت نقدية مسلكاً محموداً لمن بعده، كما بينت النتائج أن النظام لم يرد فيه نص بنشر عقوبات جرائم المخدرات في الصحف المحلية إلا في عام 1404ه، واستخلصت كذلك أن الملك عبدالعزيز شارك في كافة الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية لمكافحة المخدرات أثناء حياته لتوافقها مع مبادئ الدين الإسلامي. وفي الجلسة الثانية عشرة والتي ترأسها الدكتور عبدالله الربيعي فتناولت محوران (خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وأبناء الملك عبدالعزيز ورجاله)، قدم عضو هيئة التدريس في جامعة نجران الدكتور عطية مختار عطية ورقة تناول فيها "الأحكام الفقهية المتعلقة بعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ودور الملك عبد العزيز وأبنائه في القيام بها. وأشار إلى أن للحرمين الشريفين مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة في قلب كل مسلم ومسلمة، وذلك لتعظيم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهما، موضحاً أن الحكام على مرّ التاريخ قاموا بعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ولم يدخروا في ذلك مالا ولا جهدا ولا وقتا سواء بالعمارة الحسية كالبناء والتوسعة والتهيئة اللازمة والإعداد المناسب، أو بالعمارة المعنوية كتمهيد السبل المختلفة لإيقاع العبادات والشعائر على وجهها المشروع دون خلل أو اضطراب، بسبب الزحام وكثرة أعداد القاصدين والزائرين وغير ذلك من الأسباب. بعد ذلك قدم الدكتور جمال عزون ورقة بحث بعنوان "الشّيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل (1334 1432 ه) ومراسلاته مع الملك عبدالعزيز"، عرض فيها ست مراسلات بين الملك عبدالعزيز والشيخ عبدالله العقيل رحمهما الله، وبين أن هذه المراسلات كشفت عن الصّفات القياديّة التي جبل عليها الملك عبدالعزيز، وتوجيهاته الشّرعيّة ونصائحه التّربويّة المتكرّرة، وتقديره لأهل العلم، وحبّ القضاة له. كما تناول عبدالله بن علي الشايب ورقة بحث بعنوان" الحجاج الصينيون في عهد الملك عبدالعزيز" وقدم فيها نموذج لبعثات الشعوب الإسلامية، وأكد أن سياسات الملك عبدالعزيز في نشر الإسلام ورعاية الأقليات الإسلامية حول العالم من أهم الدوافع الرئيسية لتزايد أعداد الحجاج سنوياً إلى الأراضي المقدسة ومنهم حجاج الصين الشعبية وسياساته في رعاية المسلمين في كافة أنحاء العالم. وأكدت الدراسة على الدور الكبير للمملكة في استقطاب حجاج الصين وتوفير كافة الوسائل لهم وفي أحيان كثيرة منحهم امتيازات لزيادة معدلات الحجيج للبقاع المقدسة، كما أكدت الدراسة الدور الريادي لحجاج الصين في عهد الملك عبدالعزيز في رفع معدلات التعاون بين المملكة والصين وتحديداً في فترة حكمه. حضور كثيف شهدته الجلسة العاشرة اهتمام ومتابعة من المهتمين بتاريخ المؤسس