انطلقت الاثنين الماضي، فعاليات الندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، وذلك عبر أربع جلسات مقسمة على فترتين صباحية ومسائية. وتحدث في الجلسة الصباحية الأولى الدكتور محمد بن سعد الشويعر في ورقة بعنوان «الملك خالد بن عبدالعزيز: نشأته وسيرته قبل توليه للحكم»، وتناول مستشار سماحة المفتي العام للمملكة نشأة الملك خالد وتأثره بوالده وتربيته الدينية والأخلاقية، التي جعلت منه شخصية قوية مهتماً بالفروسية وقضايا الأمة، كما تحدث الشويعر في ختام الورقة عن جملة من أخلاق الراحل. وتحدث في الجلسة نفسها الدكتور بدر كريم رئيس مركز عزوة للدراسات والاستشارات الإعلامية بالرياض عن فكر الملك خالد ومنجزاته، وذلك عبر عدد من أعماله، كما قدم تحليلاً إعلامياً للمرحلة التي تولى فيها الملك مقاليد الحكم. وقدم الدكتور أحمد السعيدي ورقة عن زيارة الملك خالد للمغرب، تناول فيها العلاقة بين الدولتين الشقيقتين، ثم حلل هذه الزيارة ودورها في صناعة تاريخ مشرق بين المملكة والمغرب. كما استعرض في النهاية صوراً تذكارية من هذه الزيارة التاريخية. وفي السياق نفسه، قدم الدكتور جلال السعيد حفناوي ورقة عن زيارة الملك خالد لباكستان، وكيف أن هذه الزيارة شكلت العون، بعد الله، في رفع معنويات الباكستانيين من الأخطار التي كانت تحيط بهم. وقال الباحث إن هذه الزيارة لها هدفان الأول مساندة الدول الإسلامية الحديثة، والثاني التباحث مع الرئيس الباكستاني في القضايا التي تهم العالم الإسلامي، وذلك عبر مناقشة الكيفية لدعم الجهاد وتحرير كشمير المسلمة ومساندة المسلمين الأفغان ضد الاحتلال الروسي آنذاك، بجانب تدعيم العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وقد كان للأدب حضوره في حياة الملك خالد، عبر ورقة قدمها الدكتور فواز اللعبون من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، سلط فيها الضوء على اهتمام الملك بالشعر والشعراء والإصدارات، إذ جمع الباحث الإصدارات الشعرية التي خصصت فيه أثناء حياته وبعد وفاته. وقد تضمنت الورقة المضامين الشعرية والدراسة المضمونية والفنية لهذه القصائد. وقدمت الطالبة بكلية التربية بجامعة المجمعة ورقة تحدثت فيها عن الأساليب التربوية لدى الملك خالد عند تعامله مع أولاده عبر خمسة محاور، محور المنطلق الإسلامي في التربية، ومحور التركيز على التجربة الواقعية في اكتساب المبادئ السلوكية، ومحور نقل الخبرات إلى الأبناء، وأخيراً ربط الأساليب التربوية بواقع الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية للمجتمع السعودي. وقدم عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهران بالجزائر الدكتور بوعلام بلقاسمي ورقة عن الملك خالد في الكتابات الفرنسية. وتحدث الدكتور عبدالله عبد الرزاق إبراهيم من معهد البحوث والدراسات الإسلامية من جامعة القاهرة ورقة عن العلاقات السعودية الأفريقية في زمن الملك خالد. كما قدمت الدكتورة فاطمة بنت علي العواد ورقة تناولت فيها جهود الملك خالد في تأسيس دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك عبر زيارات مكوكية قادم بها الراحل ابتداء من دولة الكويت الشقيقة وانتهاء بعمان. واستعرضت الباحثة الأسباب التي قادت حكومات الخليج وعلى رأسها السعودية إلى تأسيس مجلس التعاون الخليجي. وقدم الدكتور تاج السر أحمد حران من جامعة الخرطوم، ورقة عن جهود الملك خالد في دعم القضية الفلسطينية، مستعرضاً مواقف المملكة في خدمة هذه القضية، كما تحدث فيها عن موقف الملك خالد وربطها بالوضع الإقليمي والعالمي، الذي عايشه أيام حكمه. ثم تطرق إلى أهمية القضية الفلسطينية وكونها تحتل موقعاً مهماً في السياسية الخارجية للمملكة لأنها قضية عربية إسلامية. وفي جلسة تالية تناول الدكتور عبداللطيف بن عبدالله بن دهيش «إنجازات الملك خالد بن عبدالعزيز في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة» متطرقاً إلى توجيهه بعمل باب جديد للكعبة المشرفة، وباب آخر للسلم المؤدي إلى سطح الكعبة من الذهب، وأعماله المعمارية في توسيع الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، مثل أمره سنة 1397ه بتقدير أثمان الدور والمتاجر الواقعة في الناحية الجنوبية الغربية من المسجد النبوي وضمها إلى المسجد، ثم تناول الباحث المشاريع التطويرية التي اعتمدها الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - مثل أمره سنة 1395ه بالموافقة على مشروع تطوير منطقة منى. وقدمت الدكتورة منيرة العلي ورقة عن خدمة الملك خالد بن عبدالعزيز للدعوة الإسلامية ومساندة قضايا المسلمين بعنوان: «الملك خالد بن عبدالعزيز وخدمة الإسلام والمسلمين»، من خلال إنشاءات جديدة لمؤسسات ولجان عملت لخدمة قضايا الإسلام المختلفة ورأب الصدع بين دول العالم الإسلامي وحل المشكلات الطارئة بينها. وفي المحور نفسه تحدث القاضي في المحكمة الجزئية بجدة محمد بن حسين الموجان عن الاهتمام الكبير من الملك خالد بالكعبة المشرفة بكسوتها وعمارتها، ووثق الباحث الأعمال التي قام بها الراحل، منذ قراره الملكي باستبدال الدرج الخشبي داخل بناء الكعبة الذي مضى عليه زمن طويل بدرج جديد، إلى أن أُنجز إنشاء مصنع الكسوة الجديد الذي أمر به الملك فيصل بن عبدالعزيز من قبل، مروراً بأمره بصناعة باب من الذهب للكعبة المشرفة. بينما خصصت الدكتورة عزة بنت عبدالرحيم شاهين ورقتها عن الجمعيات الخيرية النسائية التطوعية ودورها في تعزيز مفهوم التعاضد بين أفراد المجتمع وطبقاته، وتحدثت في ورقتها «الجمعيات الخيرية النسائية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز 1395ه - 1402ه «عن سعي الرائدات في المجتمع السعودي إلى إنشاء الجمعيات الخيرية، ودورها في استقطاب العنصر النسائي للعمل الخيري التطوعي المنظم لخدمة فئات اجتماعية غير قادرة على التواكب مع حاجات العصر.