وأنا اتابع المباراة المثيرة والأداء الرائع لشباب الوحدة امام النصر في دور ال 32 لكأس الملك وتقدمهم على حامل لقب الدوري بهدف حتى الدقيقة الاخيرة عادت بي الذكرى الى عراقة هذا النادي السبعيني وتاريخه مطرز بالذهب يزدان بشرف كروي لا يضاهيه شرف باعتباره اول ناد يفوز بأول بطولة رسمية في تاريخ الحركة الرياضية السعودية قبل 59 عام عندما انطلقت اولى المسابقات الكبرى .. كأس جلالة الملك عام 1377 ه و توج الفريق الوحداوي بكأس نسختها الاولى ونال شرف اولويتها التاريخية على حساب عميد الاندية السعودية (الاتحاد) برباعية تاريخية في مباراة معادة بعد تعادل الطرفين في المباراه الاولى (1-1) وكان فرسان مكة يتقدمون بالنتيجة حتى الدقيقة الاخيرة قبل ان ينجح نجم الاتحاد عبدالمجيد كيال "رحمه الله" في ادراك التعادل في الرمق الاخير للمباراة من كرة ثابتة وكأن التاريخ يعيد نفسه مساء الثلاثاء الماضي في شباك الوحدة بعد 59 عاماً بهدف تعادل النصر في الدقيقة الاخيرة مع اختلاف الطرف المقابل. وجاء تتويج الوحدة باللقب الاول بعد مضيء 11 عاماً على تأسيس النادي (1366ه ) على يد الشيخ احمد قاروت "رحمه الله" وكان اسم الوحدة القديم (الحزب) عند بداية تمارينه بالمسفلة برئاسة وتأسيس المرحوم قاروت كما جاء على لسان المؤرخ الرياضي الكبير د. امين ساعاتي في كتابه (تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية) وقال: "حينما نضج الوعي الرياضي لدى الشباب اجتمع اعضاء فريق الحزب وارتؤوا ان اسم هذا الفريق غير ملائم وعليهم اعادة النظر فيه لكي لا يؤول رغم حسن النية وفعلاً اجتمع احمد قاروت وكامل ازهر وعبدالرحمن سجيني "رحمهم الله" في دار محمد هنيدي بالقشاشية وقرروا اسم الوحدة بدلاً من الحزب وبالاضافة الى هؤلاء المشرفين انضم اليهم في ادارة الفريق حسين بوقس. عبدالخير قلعي. عبدالسلام الساسي وكان من بين الاداريين منهم ابرز اللاعبين كالازهر والقلعي والبصنوي" (انتهى كلام الساعاتي) . والاسم الاخير يرأس ابنه - د. محمد بصنوي - مجلس اداره نادي الوحدة اليوم. وحقيقة يبقى القول ان شباب ورديف الوحدة اللذين شاهدناهم يتألقون في استاد مدينه الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع ويحرجون (فارس نجد) بقيادة حارسهم الاحتياطي الشاب احمد الفهمي كانوا بالفعل نجوما كبارا على مستوى المسؤولية وكسبوا التحدي لاثبات الوجود وترسيخ اقدامهم بروحهم الوثابة وجهدهم المضاعف وعطائهم المميز وانضباطهم التكتيكي والخلقي الرفيع برغم اخطاء الحكم عبدالرحمن السلطان الفادحة التي تضرروا منها واغتالت فرحتهم وحرمتهم فرصة التأهل لدور ال 16 لكأس الملك التي ارتبطوا به تاريخياً منذ 6 عقود فضلاً عن عدم تكافؤ الفرصة امام خصمهم النصر من حيث مشاركة اللاعب الاجنبي اذ خلت صفوف الوحدة من اللاعبين الاجانب وفي المقابل عزز ذلك الحضور تفوق النصر بإحراز هدف التعادل في الدقيقة الاخيرة بواسطة الاكوادوري (ويلا) وهدف الفوز عن طريق الاروغواني (فابيان) من ركلة جزاء غير صحيحة ليخرج فرسان مكة مرفوعي الرأس بكفاحهم المشرف وروحهم العالية وتمسكهم باهداب الروح الرياضية لعدم انفلات اعصابهم او زيادة توترهم اثر قرارات التحكيم المجحفة بحقهم وخاصة ركلة الجزاء المشكوك في صحتها وتصدى لها الحارس المبدع احمد الفهمي ثم قرار الحكم إعادتها بدون مبرر ومعاقبة الحارس الخلوق بإنذار!! وقبلها امام الرياض استبدل حكم آخر ركلة الجزاء الوحداوية بعد تنفيذها بنجاح الى ضربة حرة لصالح الرياض !! لا تستغربوا تلك القرارات من حكام آخر زمن .. ففي جعبة "حكام المهنا" المزيد من الاخطاء الكوارثية وضحايا لقراراتها العجيبة!! لمراسلة الكاتب: [email protected]