طوت الوحدة (39) عاماً من الغياب عن ساحة النهائيات وتجاوزت معها عثرات الزمن في العقود الأربعة الماضية بوصولها للمباراة الختامية لكأس سمو ولي العهد ومواجهة - الهلال - زعيم المسابقة الأول باعتباره أكثر الأندية السعودية تحقيقاً للقبها (9 مرات) والطرف الثابت في نهائي المسابقة للموسم الخامس على التوالي. وحينما نتحدث عن نادي الوحدة فمعناه ايقاظ التاريخ واستذكار ماضي البطولات المحلية العريق الذي وضع لبنته الأولى قبل (55) عاماً رائد الرياضة السعودية الأول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله). ونادي الوحدة تاريخ عريق أيضاً قام عام 1366ه على يد الشيخ أحمد قاروت (رحمه الله) بحي المسفلة ويعد قطب الكرة في المنطقة الغربية مع عميد الأندية السعودية - الاتحاد- باعتبارهما صانعي البدايات الأولى لانطلاقة البطولات المحلية ونالت الوحدة شرف ريادة الأندية الأبطال بفوزها بأول كأس لجلالة الملك عند انطلاقة المسابقة عام 1377ه وبأربعة أهداف دون رد خلدها التاريخ في مرمى الاتحاد وترددت معها المقولة الخالدة لجماهير الفرسان: (وحدة ما يغلبها غلاب)!! وظلت الطرف الثابت في نهائيات البطولات الأربع التالية لكأس الملك حتى عام 81ه وتخللها فوزها لأول وآخر مرة بكأس سمو ولي العهد في موسم 80ه . توارى بعدها فرسان مكة عن منصات التتويج خمس سنوات وظهروا أمام الاتفاق - فارس الدهناء - ليفوزوا بكأس الملك 86ه فكان آخر عهدهم بالبطولات حتى اليوم برغم وصولهم لنهائي كأس ولي العهد ثلاث مرات أمام الهلال 84ه والأهلي 90ه والنصر 93ه . وكانت أبرز المفارقات التاريخية الوحداوية أنها أهدت الهلال أول لقب له في كأس ولي العهد (4/3) في موسم 84ه وأهدت أيضاً منافسه التقليدي - النصر - أول لقب له في نفس المسابقة (2/1) عام 93ه . غير ان الأكثر ايلاماً لأنصار الفريق المكي العريق خسارتهم كأس ولي العهد من الأهلي 90ه برغم انتهاء المباراة بالتعادل السلبي إلاّ ان نظام رعاية الشباب آنذاك كان يقضي باحتساب الضربات الركنية عند التعادل فمنح الأهلي الكأس بنتيجة (11/5) طبقاً لما أورده المؤرخ الرياضي الكبير د. أمين ساعاتي في كتابه (تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية). في حين كانت البطولة الوحيدة والتي كسبتها الوحدة في مسابقة كأس ولي العهد عام 1380ه هي الأغرب بنتيجة (صفر/صفر) لانسحاب الطرف المقابل فريق الشاطئ بجدة ولم تحتسب نتيجة الانسحاب (3/صفر) كما هو الحال في لوائح اليوم. ان تاريخ الوحدة حافل بالمفارقات التاريخية في البطولات التي خاضت غمارها ليبقى النهائي الوحداوي/ الهلالي القادم ذا فصل تاريخي مميز إذا ما أقيمت المباراة في مكةالمكرمة لتكون بذلك أول نهائي بطولة يقام في الأرض المقدسة وقد تفتح نتيجتها أبواب مجد جديد «لفرسان مكة» إذا ما قدر لهم الفوز على «الزعيم» ووضع حد للانتصارات الهلالية على الشباب والاتفاق والأهلي (مرتين) في نهائيات كأس ولي العهد خلال المواسم الأربعة الماضية.