أكد نائب القنصل العام باليمن عبدالله الخالدي الذي حررته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤخراً من يد تنظيم القاعدة الإرهابي أن ظروف احتجازه في اليمن كانت قاسية جداً، فاقت التصورات، إذ لم يتحلَّ أفراد التنظيم بأي أخلاق إسلامية أثناء احتجازه، مشدداً على أنه كان يعرف أن جهود ولاة الأمر والمسؤولين ستكون حكيمة وستخلصه في نهاية المطاف من أيدي الإرهابيين. احتجزوني في غرفة مظلمة طوال ثلاثة أعوام وقال الخالدي الذي عاد لمنزله الواقع في مركز مدينة أم الساهك بمحافظة القطيف فجر أمس ل"الرياض"، إن الإرهابيين احتجزوه في غرفة مظلمة طوال ثلاث أعوام، مؤكداً أن معاملتهم لم تكن جيدة، وأن كل دقيقة مرت عليه وهو في الاحتجاز كان يراعي الله فيها، وكان على ثقة كبيرة بحكمة ولاة الأمر وتصرفهم السليم في مثل هذه الظروف، ما يؤدي بعون الله وتسديده وتوفيقه في انقاذه وعودته سالماً معافى لوطنه وعائلته التي انتظرته كثيراً. وأضاف أن "الجهود الكبيرة التي بذلها المسؤولون الذين تابعوا ملف قضيتي أدت إلى النجاح الكبير الذي يحسب لبلدي، ووجودي بين أهلي وأصدقائي وأحبابي في الوطن بمحافظة القطيف إنما هو خير دليل على نجاح كل المساعي". وشدد الخالدي على أن جميع أبناء الوطن المخلصين فرحوا بالانجاز الكبير الذي تحقق بسبب حكمة القيادة الرشيدة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، وصاحب السمو الملكي لأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وبقية المسؤولين الكرام. وأردف أن "وجود ولاة الأمر بجانبي منذ وصولي المطار في العاصمة الرياض بلا شك رفع من معنوياتي كثيراً، وجعلني أشعر وعائلتي بالراحة النفسية بعد كل هذا العناء الذي عانيته في الاختطاف على يد تنظيم إرهابي لا يمت إلى الإسلام بأي صلة لا فكراً ولا معتقداً". وتابع الخالدي: "إن استقبال خادم الحرمين الشريفين لي كان استقبالاً أبوياً وحنوناً، وشعرت حينها بالسعادة ولا أزال"، مشيراً إلى أن خدمة الوطن واجب مقدس على كل مواطن، وأنه يخدم بلاده لما فيه مصلحة الإسلام. وعن الفرحة التي عمت محافظة القطيف فور تحريره من يد التنظيم الإرهابي، قال: "تابعت مشاعر أبناء بلدي في مسقط رأسي محافظة القطيف عامة وفي أم الساهك خاصة، وشعرت بدفء حبهم لي، وأنا أشكرهم على هذه المشاعر النبيلة، وهي ليست مستغربة على أبناء القطيف الذين عشنا وتربينا بينهم". إلى ذلك، استقبل الخالدي أقرباءه ومحبيه من محافظة القطيف، ومن تربطه بهم علاقات ود قديمة بعضها يعود لأيام الدراسة، كما استقبل مسؤولين على رأسهم محافظ القطيف خالد الصفيان الذي رافقه في زيارته أمس رئيس مركز أم الساهك سعد العجلان، وعدد من مسؤولي المحافظة، للسلام عليه وتهنئته بمناسبة عودته لأرض الوطن سالماً، وكان في استقبالهم القنصل ووالده وعدد من أفراد الأسرة الكريمة من آل بوعشبه، الذين رحبوا بمحافظ القطيف وشكروه ومن معه على الزيارة. وعبر محافظ القطيف عن سعادته الكبيرة لعودة الخالدي، مضيفاً أن نجاح عملية تحريره ليست بمستغربة على القيادة الرشيدة التي عودتنا على حكمتها في المواقف الصعبة. وأوضح أن أبناء القطيف فرحين بهذا المنجز شأنهم في ذلك شأن بقية المناطق في المملكة، والفرحة شوهدت في وجوه الناس وتناقلهم للخبر في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والجميع يبارك هذه المنجز الكبير الذي يحسب لبلادنا وقادتنا. المواطنون يتدفقون للسلام عليه في منزله بأم الساهك