أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن أمن الخليج يعد خطا أحمر بالنسبة لمصر، منبها إلى أن الأفكار المتطرفة تمثل الخطر الأكبر على المنطقة والعالم وهي التي تدفع معتنقيها إلى تدمير مجتمعاتهم وتهديد أمنها، الأمر الذي يتطلب ضرورة قيام الدول العربية بالتصدي بحزم لتلك الأفكار بالتعاون الوثيق مع الدول الصديقة لضمان عدم المساس بالأمن القومي العربي. وشدد الرئيس السيسي، في حوار أجراه الاثنين مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية، تناول خلاله عدداً من الموضوعات، على أن المنطقة تمر بظروف دقيقة تتطلب من الجميع التعاون لمجابهتها، خاصة أن الدول الكبرى كالولاياتالمتحدة لديها مسؤولية أخلاقية وإنسانية لمساعدة شعوب المنطقة على تخطي هذه الأوقات الصعبة في تحرك يتطلع إليه الرأي العام لكي لا يشعر بأنه يجابه مخاطر الإرهاب والتطرف منفرداً. ورداً على سؤال بشأن القوة العربية المشتركة، أوضح الرئيس السيسي أن الإرهاب لا يهدد أمن واستقرار مصر فحسب، بل أمن واستقرار العالم أيضاً، بعد أنه امتد إلى العديد من المناطق في العالم التي تتخذ فيها هذه التنظيمات أسماء مختلفة، لكنها تنهل في النهاية من معين واحد، مشيراً في هذا الصدد إلى أن مكافحة الإرهاب تتطلب تكاتف المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار الإنسانية، وذلك لن يتأتى من خلال المواجهة الأمنية والعسكرية فقط، وإنما من خلال معالجة التحديات الاقتصادية والثقافية التي تواجه الأقطار المختلفة. وشدد السيسي على ما تمثله القوة العربية المشتركة من أهمية، كونها تهدف إلى حماية مقدرات الدول العربية من خطر الإرهاب والأخطار الأخرى المحتملة، لافتا إلى أن مكافحة الإرهاب في المنطقة تتطلب تعاوناً عربياً وثيقاً مع الدول الصديقة كالولاياتالمتحدة والدول الأوروبية. ونفى الرئيس السيسي وجود تعارض يذكر ما بين دور هذه القوة ودور المجتمع الدولي والتحالف المكون حالياً لمجابهة الإرهاب، موضحاً أن مصر هي جزء لا يتجزأ من هذا التحالف وتخوض حرباً ضروس ضد خطر الإرهاب في سيناء وعلى حدودها الغربية. وتعقيباً على استفسار حول تقييم الرئيس السيسي لقيام الولاياتالمتحدة بتعليق مساعداتها العسكرية لمصر عقب ثورة 30 يونيو، قال السيسي إن مصر لن تنسى للولايات المتحدة الدعم والمساعدات التي قدمتها على مدى أكثر من 30 عاماً، إلا أن الواقع الحالي يستدعي قدراً أكبر من التعاون في المجال العسكري لتعزيز القدرات المصرية من أجل مكافحة الإرهاب. واستعرض الرئيس السيسي خلال الحوار رؤيته لتصويب الخطاب الديني ودحض الفكر المتطرف من خلال إعلاء التعاليم السمحة للدين الإسلامي وقبول الآخر بكل تنوعه الثقافي والعقائدي، مؤكداً أن التنوع البشري يُعد مصدراً لإثراء الحضارة الإنسانية. وأوضح السيسي أن الإسلام يعطي الحرية الكاملة للإنسان في اختيار معتقداته أو توجهاته السياسية، كما أكد السيسي على أهمية العمل على مكافحة الجهل والفقر، ودعم الخطاب الديني المعتدل، وترسيخ ثقافة التنوع واحترام الآخر، حيث يؤدي كل ذلك إلى توفير المناخ المناسب للحرية والديمقراطية.