بات حارس الشباب وليد عبدالله لغزاً محيراً في خريطة الكرة السعودية، فالحارس الذي تألق في بداية الموسم وخطف النجومية ونال حقه من المديح والإشادات بعد أن حمى عرينه وساهم في تتويج فريقه بكأس السوبر على حساب النصر عقب أن ساهم بفاعلية في ركلات الترجيح أضحى اليوم يشكل عبئاً كبيراً على فريقه بسبب أخطائه المتكررة التي حرمت الشباب من الفوز في عدة مباريات. ويعد وليد عبدالله أحد أهم الأسباب في نزيف "شيخ الأندية" للنقاط سواء في مشواره المحلي في (دوري عبداللطيف جميل) أو في الاستحقاق الآسيوي، إذ ارتكب خلال المباريات الأخيرة أخطاء فادحة وبدائية لا تليق باسمه ولا بمكانته حارسا للأخضر السعودي، وكلفت فريقه كثيرا. الملم بأداء وليد عبدالله يدرك جيداً أنه يمر بمرحلة هبوط حاد في مستواه، فالحارس الذي نراه اليوم يختلف كلياً عن ذلك الذي تغنى به الشبابيون في الفترة الماضية، حتى أن وليد نفسه يعلم أنه بعيد كل البعد عن المستوى الذي عُرف به وجعل منه في فترة سابقة الحارس الأول في السعودية. اللافت للنظر أن وليد لا يتعلم من أخطائه، فتجده يرتكب الخطأ اليوم ويكرره غداً من دون مبالاة منه، والأدهى والأمر أن ظهوره الاعلامي مستفز للشبابيين بسبب ترديده عبارات لا تحاكي الواقع إطلاقاً مثل "يا جبل ما يهزك ريح" وغيرها من الجمل التي تؤكد أنه لا يستشعر حجم الأخطاء التي قهرت أنصار فريقه، ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون منه الاعتذار والاعتراف بأخطائه صدمهم بمكابرته وهو ما تسبب في توتر علاقة الشبابيين به. والمطلع على وضع الشباب عن قرب تجده مؤمنا بأن وليد حظي بدعم شبابي كبير طوال مشواره مع الفريق، حتى عندما كان يخطئ تعامل معه الشبابيون بطريقة جيدة ودعموه معنوياً، إلا أن الحال هذه المرة مختلف لكون وليد لم يُقدر ذلك الدعم داخل الملعب وبات يتسبب في كل مرة في خسارة الفريق للنقاط، وأخطاء الحارس الشبابي لم تؤثر فيه فقط بل أنها انعكست سلبياً على زملائه اللاعبين، لكونهم يبذلون مجهودات كبيرة لكنها تذهب في كل مرة أدراج الرياح بسبب أخطاء بدائية من حارس مرماهم. باتشيكو وقف متفرجاً.. والإدارة تشاطره مسؤولية ما حدث في فترة سابقة كان وليد عبدالله هو مصدر الاطمئنان بالنسبة للشبابين، ولا يفكرون كثيراً في قوة خصومهم لأنهم يعرفون أن خلف العشرة لاعبين حارس مبدع بإمكانه أن يحمي عرينهم، إلا أن الحال اختلف كثيراً هذه الأيام، لأن وليد بات يشكل للشبابيين "كابوساً" فمع كل هجمة للخصم مهما كانت قوته سواء من الذين ينافسون على اللقب أو يصارعون على الهبوط تجد الشبابيين بمن فيهم اللاعبون يضعون أيديهم على قلوبهم ليس بسبب الخصم لكن العلة في وليد الذي صنع في المباريات الأخيرة للخصوم أهدافاً لم تكن في الحسبان. وليد عبدالله من أفضل الحراس الذين مروا على الكرة السعودية، لا جدال في ذلك ومستوياته في المواسم السابقة وقيادته الشباب للتتويج بالبطولات إضافة إلى ما قدمه في بداية الموسم وانقاذه مرماه في مباريات كثيرة أبلغ دليل على ذلك، وما يمر به من انخفاض في المستوى طبيعي في عالم كرة القدم وسبقه أفضل حراس العالم، إلا أنه من غير الطبيعي أن يستمر أساسياً في الشباب؛ لأن ذلك سيتسبب في تفاقم المشكلة وسيزيد من أزمة ثقته في نفسه وثقة الجماهير فيه، ويتحمل مدرب الشباب البرتغالي باتشيكو مسؤولية ذلك لأنه صاحب قرار إبعاد وليد وإشراك حارس آخر بديل عنه، خصوصاً أن مدرب خبير يعرف أن اللاعب بحاجة فعلياً إلى الجلوس بجواره في دكة الاحتياط ومراجعة حساباته. ولا يمكن للحارس وليد عبدالله أن يعود بالطريقة التي ينتظر باتشيكو منه أن يعود بها، فإشراك اللاعب وهو يخطئ مرة واثنين وثلاثة خطأ فادحا من المفترض الا يمر مرور الكرام عليه، وتشترك الإدارة الشبابية في مسؤولية ما حدث، إذ كان لزاماً عليها أن تتدخل وتبعد وليد بقرار "إداري" وتمنحه إجازة حتى يراجع من خلالها أموره ويعيد ترتيب أوراقه من جديد حتى يعود إلى سابق عهده، وإن أصر المدرب على وجوده أساسياً ووافقته الإدارة فعلى وليد أن يكون حازماً ويطلب عدم المشاركة بسبب عدم جاهزيته على الأقل من الناحية المعنوية.