أصدر مركز "الرياض" للمعلومات والدراسات الاستشارية ضمن سلسلة "أدباء ومفكرون" كتابا بعنوان "مقالات الدكتور عبدالله الغذامي" الذي يقع في ثلاثة أجزاء، حيث قام فريق عمل المركز بقيادة الدكتور عبدالحميد بن محمد السليمان وزملائه، بدر بن عبدالله المخضب وإيهاب بن أحمد العليوي، وعبدالله بن عبدالرحمن الزيد، وفادي بن محمود العليوي بجمع مقالات الأكاديمي والناقد الأدبي والثقافي الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي، أستاذ النقد والنظرية بجامعة الملك سعود على مدى أكثر من ربع قرن. وقال الغذامي في المقدمة التي كشف فيها عن الظروف الممهدة لنشر الكتاب: "ما كنت أتصور أبدا أن مشكلة مقالاتي في جريدة الرياض ستحل بمكالمة هاتفية مفاجئة، وذلك حين هاتفني أحد منسوبي (مركز الرياض للمعلومات والدراسات الاستشارية) بجريدة الرياض، وذكر لي كلاما مفصلا عن مشروع تم إنجازه عبر المركز وذكروا أنهم جمعوا مقالاتي المنشورة في جريدة الرياض.. لم أكن لأصدق بسهولة كسهولة تلك المكالمة فقد كنت مشغول الذهن منذ زمن بعيد بهذه المشكلة وظللت أجد الحرج مع الأعزاء من القراء والقارئات حين أعجز عن توفير مقال لي بالجريدة مرت عليه سنوات، كلما جاءني سؤال يقول: كيف أحصل على مقالك الفلاني....!!!" مضيفا: "ذهبت للجريدة لأجد أمامي شبابا عمُر الحماس نفوسهم وتدفق الحماس بعمل متصل ومثابر يقوم على التوثيق والترتيب وحسن الأداء، وأمضيت ساعة ضحوية معهم خرجت منها بحس عميق بالامتنان لهذه المفاجأة العميقة من جهة، وبهذه المثابرة من جهة أخرى، وهنا يحق لي أن أسجل شكرا معمقا لفريق العمل في مركز الرياض للمعلومات والدراسات الاستشارية..". يعد الكتاب رصدا علميا توثيقيا يعكس مرحلة مهمة من تاريخ الحركة الثقافية والأدبية كان للغذامي دور فاعل فيها. تغطي المقالات مجالات متعددة في الأدب، واللغة، والنقد الأدبي والثقافي، والفكر، والحداثة، والقبيلة والمجتمع، والليبرالية. ومن هذه المقالات: "من ثقافة الهزيمة إلى ثقافة الحكمة"، "في جدة: موت المؤلف/ حياة المؤلف/ وكل ندوة وأنتم بخير"، "حينما كانت اللغة تتكلم"، " المزعج سؤالا وجوابا (حول قصيدة النثر)"، "النقد الثقافي أو موت النقد الأدبي"، "حكاية الحداثة"، "لا أنت حداثي ولا أنا تقليدي"، "ثقافة الوزارة (أو وزارة الثقافة)"، "بنات الرياض: مشكلة النص والمجتمع"، "الكيد الثقافي". يشار إلى أن الغذامي أحد الأسماء البارزة التي أثرت الساحة الثقافية والأدبية العربية منها والمحلية بالعديد من الرؤى والتصورات الفكرية والنقدية وحظي بمكانة ثقافية من خلال مؤلفاته التي تجاوزت عشرين كتابا، كما نال الغذامي العديد من الجوائز الأدبية والثقافية أهمها: جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في العلوم الإنسانية عام 1405ه/1985م، وجائزة مؤسسة العويس الثقافية في الدراسات النقدية عام 1999م، وجائزة مؤسسة الفكر العربي في الإبداع النقدي عام 2002 بالقاهرة.