للأسف، أن واقع الرسائل التي يمررها الكثيرون من خلال مقالاتهم التي تشم منها رائحة التعصب باتت أمراً مقلقاً، في وقت نحن أحوج بكثير إلى ممارسة المهنية الإعلامية بكل أمانة، فالإعلام هو الذي يحرك المجتمع الرياضي ويرتقي به، ان القارئ الرياضي لم يعد مغفلاً لتنطلي عليه الأساليب القديمة والتي تستخدم للضرب من تحت الحزام. فالجمهور الرياضي أصبح محترفاً في تعامله مع المادة الرياضية ويجب احترامه قبل كل شيء. إن ثمة قضايا كثيرة يبرز في مقدمتها (العزوف الجماهيري) و(تراجع مستوى الدوري) و(غياب النجوم) و(الهجوم على التحكيم) لم تكن سوى مخرجات طبيعية للمناخ الرياضي غير النقي والذي صنعته تلك الأقدام دون وعي بخطورة ما ذهبت إليه، فالكرة السعودية بتوفيق من الله ثم بالدعم الكبير الذي تجده من قبل المسؤولين في اتحاد كرة القدم بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وقفت صامدة وشامخة ضد كل المعوقات والصعوبات، ومن حسن الحظ أنه هناك رجالاً يستحقون التكريم وقفوا وراء هذه الكرة السعودية وعملوا وخططوا ونفذوا بصمت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من موقع مرموق في مصاف العالمية، ورسمت اسمها في خارطة المجد، رغم كل التحديات الكبيرة التي وقفت في مسيرتها والتي كان أحدها التعصب وغياب الثقافة الرياضية لدى بعض المحسوبين على الإعلام الرياضي. فالثقافة ليست مجموعة المعارف الرياضية التي يكتسبها الإنسان ويحتفظ بها بطريقة معزولة عن الحياة، بعيداً عن الممارسة؛ وإنما الثقافة هي المعرفة التي تؤثر في اتجاه السلوك الشخصي وتوجّفه حياة الإنسان، فالمثقف الرياضي هو: الإنسان الذي يحمل الفكر السليم وحيادية الوصف، ويسلك على أساسه السلوك المفترض لتقييم الموقف والتعامل مع القضايا المختلفة وعلى هذا الاعتبار يكون الإنسان المثقف هو الإنسان الذي يمتلك طريقة تفكير جيدة وليس الذي يمتلك مخزوناً معرفياً. يوجد مَثَل قديم يقول: حتى تجد الإجابة الصحيحة عليك بالسؤال الصحيح Find the Right Answer you to Must Ask the Right Question -، ولربما أتساءل: ما هي مساحات الأمل في خلق مناخ رياضي ملائم لكرة القدم السعودية؟، إجابة هذا السؤال لن تكون باليسيرة أبداً، لأنه من الممكن أن نجد الحلول ولكن لا يمكننا أن نقوم بتنفيذها، فالمعوقات كثيرة والأدوات غير كافية، وهذا ربما يدفع بنا إلى ممارسة التفكير باستخدام علم (الايزوتيريك) وهو العلم الذي يهدف لإيصال كل إنسان إلى وعي ذاته، ومعرفة حقيقتها. بذلك يكون الايزوتيريك قد خدمنا وحقق هدفه، وأدى الرسالة التي من أجلها وجد، ألا وهي وعي التطور، والتطور في الوعي على جميع الأصعدة، بحكمة المعرفة!، إنها دعوة لعقلية رياضية إعلامية محترفة، فممارسة الإعلام الرياضي ليست حكراً على الصحافة والتلفزيون بل هي مظاهر يمارسها الإداري والمدرب واللاعب والجمهور، إنهم أولئك الذين يعكسون واقع المجتمع الرياضي ويؤثرون فيه، ولربما يجبرنا المستقبل على الأخذ بفكرة إبداعية أكثر جنوناً في عالم كرة القدم لم يسبقنا بها أحد وهي الاستفادة من المدارس المعمارية التي تروج إلى ثورة المبنى الرقمي Digital Building أو المبنى الذكي Inelegant Buiding تكون فيها كرة القدم اليكترونية E-football ونلغي بذلك المدرجات ونحول الملاعب الرياضية من مستطيلة الشكل إلى دائرية الشكل داخل صالات مغلقة يديرها الحكم من منازلهم working form homes أو من منتجعاتهم على ضفاف البحر الأسود، ويشاهدها الجمهور في منازلهم أيضاً عبر التلفزيون التفاعلي (ITV) INTERACTIVE TV ويتابعها الإعلاميون وهم يحتسون القهوة في الشانزلزيه أو وهم ينعمون بعبق الأدغال الافريقية أو شواطئ ميامي وأينما كان تواجدهم، وتزود هذه الصالات بمنافذ للكهرباء والإنترنت والأقمار الصناعية ويمكن وضع أصوات الجماهير بمكبرات داخل تلك الصالات للتأثير على اللاعبين ويمكن للمدرب ومن خلال هاتفه من الجيل الثالث أن يدير فريقه وهو يستمتع بشواطئ الكاريبي، ويمكن للصحف الرياضية أن تصدر على الشاشة الإلكترونية مباشرة أثناء المباراة، وتزود بها مواقع الإنترنت في اللحظة، وأن تستبدل قوائم المرمى بمجموعة ألياف بصرية قادرة على اتخاذ القرار بصحة الهدف أم لا، وأن تستخدم الكرة الإلكترونية التي يتبدل لونها في حالة إذا ما كانت في منطقة تسلل، ولربما استبدلت أرضية الملعب بشرائح ممغنطة تقيس مستوى مجهود اللاعبين وتمنح ضربات الجزاء، قد تبدو هذه الفكرة مستحيلة ولكنها حتماً لن تكون أصعب من صنع مناخ رياضي نقي، فأول خطوات الإبداع أن تكسر القواعد القديمة، فحري بنا ونحن نعد العدة للمحفل الدولي لأن نعمل جادين لتنقية الأجواء الإعلامية من كل ما يعكر صفو الكرة السعودية، وأن نمارس أدوارنا المختلفة بكل أمانة وإنصاف وحياد بعقلية رياضية راقية، وأن نتناول الإعلام كأداة فاعلة في إيجاد نسيج مترابط لمجتعنا الرياضي، ويجب أن نتجرد من كل ألوان الطيف عندما يكون اللون (الأخضر) هو الفيصل، من أجل مستقبل أكثر إبهاراً لكرة القدم السعودية ومن أجل منتخب الوطن، والوطن فقط!!