على بعد 80 كيلو متراً غرب محافظة الدوادمي وجنوب مركز البجادية ب 5 كيلو متر يتراءى لك جبل له قمتان كأنه جمل ذو سنامين هذا هو جبل ذريع الذي يوجد في جهته الشمالية دحل صغير زاد من شهرة هذا الجبل. وهذا الدحل من أشهر الدحول في عالية نجد بسبب وجود ثعبان بداخل الدحل دارت حول هذا الثعبان الكثير من القصص والأساطير التي يتناقلها الناس وبالغوا في سردها حتى أصبح لهذا الثعبان شأن عظيم وشهرة طغت على اسم الجبل والدحل فلا يسمى الجبل إلا (بذريع الداب) تميزاً له عن بقية الجبال التي تحمل نفس الاسم ويسمى أحياناً (بداب ذريع) والداب هو الثعبان الذكر. يعتبر هذا الدحل من المياه القليلة في تلك المنطقة التي يردها الناس قديماً أيام الإبل بسبب ندرة المياه الحلوة في تلك المنطقة وبسبب تميز مائه بالعذوبة والصفاء، وهذا الماء يزيد بعد هطول الأمطار ويقل في سنوات الجفاف، والدحل يقع في الجهة الشمالية من الجبل وعلى ارتفاع قليل عن الأرض وهو واقع بين صخور كبيرة وله مدخل ضيق لايتسع للرجل الجسيم أن يدخله. وللدحل طريقة خاصة للدخول حيث لايستطيع الرجل دخوله إلا على جنبه الأيسر ويزحف على جنبه لمسافة مترين ثم يجلس ولايستطيع الوقوف بداخله، هذا بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى إضاءة لأن الداخل فيه يحجب النور عن نفسه بسبب ضيق المدخل. وعموماً هذا الدحل يحتاج إلى نحافة في الجسم بالإضافة إلى فتامين شجاعة وقليلاً من فتامين الجرأة وخفة الحركة. أما عن الثعبان فقد أخبرني الشيخ سعد بن جنيدل حفظه الله (أنه أخبره من رأى الثعبان أنه من الثعابين الصغيرة المسالمة التي لايتجاوز طولها 60 سنتمتر والتي تسمى بالزاروق الذي يعيش في الأماكن الرطبة). ولكن هذا الثعبان لم يعد له ذكر في السنوات الأخيرة وقد دخلت الدحل ولم أشاهده. وحول هذا الثعبان رويت قصص كثيرة ومن هذه القصص (أن رجلاً من البادية أراد أن يملأ قربته فدخل الدحل فلما رأى الثعبان خاف منه واخرج جنبيته وقتل الثعبان فلما خرج اخبر أصحابه فلاموه على هذا الفعل لأن الثعبان مسالم ولم يتعرض لأحد قبله فنام الرجل مع أصحابه حول الدحل ولما أصبحوا وجدوا الرجل مقتولاً ووجدت جرت الثعبان خارجة من الدحل حتى وصلت الدحل. بالإضافة إلى قصص أخرى منها أن هذا الثعبان يهاجم فخذاً معيناً من إحدى القبائل البدوية إذا أرادوا أن يردوا الدحل وأما غيرهم فلا يهاجمهم وغيرها من القصص والأساطير المخيفة والمرعبة التي بطلها بالطبع هو هذا الثعبان والله اعلم بصحتها.