جيش تويتر ليس الاسم كناية إنما واقع وحقيقة للمتابع والراصد لساحة تويتر السعودي. حضرت أولئك المعرّفات والحسابات بذهني حينما طالعت تصريح مدير عام المباحث الفريق أول عبدالعزيز الهويريني "تجنيد الشباب والتلاعب بعواطفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت واضحة". ليس جديداً على المملكة محاولات الاستهداف ضد أمنها واستقرارها. أذكر أنّ هذه الزاوية قد تناولت عدداً من المقالات التي كانت تحذّر وترصد محاولات استهداف المملكة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي تويتر خاصة. قبل أكثر من عام تطرّقت في المقال المعنون "تويتر السعودية.. حتى لا تتحوّل مواقع التواصل إلى مواقع تهديد" ما أوردته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اهتماماً خاصاً وتتساءل: لا يمكن معرفة متى ستصل الثورة الافتراضية السعودية إلى عالم الواقع!. وحسب ما كشفه رئيس حملة السكينة عبدالمنعم المشوح أنه بدراسة موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تم رصد قيام حسابات بالتغريد 90 تغريدة في الدقيقة ضد المملكة بأشكال مسيئة وممنهجة بمعنى أكثر من 129.600 تغريدة مسيئة ممنهجة يومياً. ومن جانب آخر؛ ما كشفه الدكتور حسين القحطاني عضو هيئة التدريس بأكاديمية نايف للأمن الوطني عن وجود 6000 حساب عبر (تويتر) موجهة للمملكة لزرع فتنة داخل المجتمع وإحباطه ويقوم 4000 حساب أخرى بإعادة نشر تلك التغريدات. ورغم تلك التهديدات إلا أن الوقائع أثبتت أن المجتمع السعودي وفئة الشباب منه خاصة في العموم لم ولا يمكن أن يكون أداة انتكاسةٍ اجتماعية وقد راهن من راهن على ذلك عبر فضاء الإنترنت وتطبيقاته من وسائط ومواقع تواصل اجتماعي، بحيث يظنون أنه من الممكن التأثير عليهم لأن يقودوا عملاً تخريبياً أو يؤثرون على مستوى الأمن والاستقرار الذي تنعم به بلادهم وهذا ممتنع وقد ثبت فشله في أكثر من محاولة، منذ المد القاعدي على يد تنظيم القاعدة خلال العقد ونصف العقد الماضي، إلى محاولات الحقوقيين والناشطين بما ادعي أنه من ثورات خائبة بدءاً من ثورة حنين وليس انتهاءً من حملات تويتر كحملة فكوا العاني وكل الرهانات على الجيل السعودي ليكون عنصر تخريبٍ قد آلت إلى فشلٍ ذريع. إلا أنه الآن من الضرورة الملحة ألا يبقى الرهان فقط على وعي المجتمع ممن تَمَكّنَ منهم من دعاة فتن وحسابات تحريضية على مرأى ومتناول الجميع مرهوناً بوعي المجتمع أو جهود فردية كعمل "جيش تويتر" التي يحلو لتلك الحسابات أن تتسمى به نظير جهودها الدؤوبة في رصد والتصدي لكل محاولات هزّ استقرار الوطن سواء من حسابات مواقع وكالات أخبار أو إعلام معاد للملكة أو من تحريض دعاة الفتن والسياسة بجرّ الشباب لمواقع الصراع والرايات المشبوهة وكشف مخططاتهم وتوثيقها والسعي لتوعية الجمهور من خلال تغريداتهم التي لا تمل ولا تكل ليل نهار حباً وإخلاصاً لوطنهم وولاة أمرهم. كل يوم تثبت الأحداث والمعلومات ما ذكرناه من أنّ خطراً حقيقياً والمسؤولية يتقاسمها عدد من مؤسسات الدولة وأصحاب القرار. هناك نظام جرائم المعلوماتية وهنا نظام بمعاقبة المقاتلين في الخارج أو المحرضين والمنتسبين لجماعات إرهابية وأيضاً هناك نظام جرائم الإرهاب والاتفاقية الأمنية الخليجية. أزمتنا مع الإرهاب ومكافحته على مدى أكثر من عقد من الزمان لا نريدها أن تتكرّر ولن تتكرّر بإذن الله في ظلّ وجود برامج واستراتيجيات وخطط عملية تتبناها كل جهة معنية وتتوازى فيها حصون دفاعاتنا الأمنية مع حصوننا ودفاعاتنا التقنية والفكرية.