قال المحققون الروس امس ان اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف في وسط موسكو "تم التخطيط له بدقة". وأعلنت لجنة التحقيق الروسية في بيان "لا شك ان هذه الجريمة تم التخطيط لها بدقة تماما مثل المكان الذي تم اختياره للقتل" على الجسر الكبير قرب الكرملين تماما. وأضاف ان "السلاح الذي استخدم على ما يبدو هو مسدس من نوع ماكاروف"، وهو سلاح تستخدمه قوات الامن والجيش ومنتشر بشكل كبير. وتابع ان المحققين عثروا على ست رصاصات فارغة من عيار 9 ملم من انتاج شركات عدة مما يجعل تحديد مصدرها صعبا. وقالت اللجنة ان "بوريس نيمتسوف كان متوجها الى شقته الواقعة في مكان غير بعيد ومن المؤكد ان مرتكبي الجريمة كانوا على علم بمساره". وأكد البيان ان المحققين قاموا باستجواب الشهود. ووراء الجريمة التي يعتقد ان دوافعها سياسية، تدرس السلطات خيط "المتشددين الاسلاميين" اذ ان نيمتسوف تلقى تهديدات اثر دعمه لمجلة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة بعد اعتداءات باريس مطلع يناير وفقا للجنة التحقيق. كما أن هناك فرضية عن وجود علاقة بين عملية الاغتيال والنزاع في اوكرانيا لان المعارض دعا علنا الروس للاحتجاج على "العدوان الروسي في اوكرانيا". وقال المتحدث باسم اللجنة فلاديمير ماركين "الجميع يعلم ان بين اطراف النزاع افرادا متشددين يفلتون عن أي سلطة". وكان الكثير من رواد شبكة الانترنت الروس اشاروا الى مقابلة منحها نيمستوف مطلع الشهر الحالي لموقع سوبسدنيكي واعرب فيها المعارض عن مخاوفه من التعرض للتصفية بسبب مواقفه المعادية لفلاديمير بوتين. من جهتها عبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن "استيائها" لاغتيال نيمتسوف الذي وصفته ب"جريمة قتل جبانة"، ودعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى العمل على كشف ملابسات الاغتيال. وقال بيان صدر عن المستشارية امس ان "المستشارة انغيلا ميركل مستاءة لجريمة القتل الجبانة للمعارض الروسي بوريس نيمتسوف". واضاف البيان ان ميركل "تدعو الرئيس الروسي الى العمل لكشف ملابسات هذا الاغتيال ومحاسبة مرتكبيه". واكدت المستشارة الالمانية على "شجاعة نائب رئيس الحكومة السابق الذي لم يكف عن التعبير علنا عن انتقاداته للسياسة الحكومية". من جهته، قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير انه "حزين وغاضب، وصدم مثل كثيرين في روسيا" من جريمة القتل "بدم بارد" هذه. وفي باريس دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "الاغتيال الدنيء" للمعارض الروسي والنائب السابق لرئيس الوزراء بوريس نيمتسوف مشيدا ب"المدافع الشجاع بلا كلل عن الديموقراطية". وقال الاليزيه في بيان ان "رئيس الجمهورية يدين جريمة الاغتيال الدنيئة لبوريس نيمتسوف هذه الليلة في موسكو". واضاف ان "بوريس نيمتسوف كان مدافعا بلا كلل عن الديموقراطية ومناضلا شرسا ضد الفساد". ونيمتسوف (55 عاما) شغل لمدة عام ونصف منصب النائب الاول لرئيس الوزراء في عهد الرئيس الاسبق بوريس يلتسين في نهاية تسعينات القرن الماضي. وبعد وصول بوتين الى السلطة تحول الى احد اشرس معارضي الكرملين.