سعدت بقراءة ذلك التحقيق المنشور في جريدة الرياض بعددها 13613 وتاريخ 27/8/1426ه بشأن مجمع القيروان ببريدة وهل يحسن تخصيصه ام تعميمه فكانت لي مع هذا التحقيق وقفات: الاولى: التفوق طموح الكل يسعى لتحقيقه وكأني بالاب الذي يعارضه - مع وجود ابناء له - يرى في اولاده عدم القدرة على تحقيقه والوصول اليه. وهذا له جانبان سلبيان الاول: نزع الثقة من ابنائه والمطلوب غرسها وتربيتهم على السعي لتحقيق الكمالات (واجعلنا للمتقين اماما). الثاني: الانانية في المطالبة فإذا سلمنا بعدم رغبة الاب بتفوق ابنائه او شعوره بعدم قدرتهم فما ذنب اهل الطموح من الآباء والابناء. الثانية: المطالبة بدنو المبنى المدرسي من المنزل مطلب يتمناه الجميع ولكن المطالبة بهذا لاتعني المطالبة بالالغاء. علماً ان القريبين من المبنى هم القلة عادة وليسوا الكثرة وبخاصة في الاحياء الجديدة. الثالثة: الامل يحدو ان تكون جريدة الرياض منبراً يدعو الى التفوق في مملكتنا وقد يكون من سياستها فتح المجال للجميع للمطالبة وابداء الرأي ولو اختلف مع التوجه العام للجريدة، وهذا جميل ومطلب فيما يناسب من مواضيع، ولكن ان يصدر التحقيق برأي الاستاذ ملفي وبخاصة الاسطر الاربعة الاولى منه فهذا يعطي انطباعاً بأن الجريدة ومن خلال محررها العزيز توافق الآراء المطالبة بالغاء الاستفادة من مجمع القيروان كمجمع للمتفوقين وان كانت هذه ليست من ادبيات الجريدة وهي مسؤولية المحرر الكريم او رأيه الشخصي فلماذا لم يدخل معهم في النقاش ويبدي رأيه بصراحة هؤلاء ولا يلام ما دام يرى انه يطالب بحق. الرابعة: ان اصحاب الاهداف النبيلة الذين لا يسعون لتحقيق مجد شخصي لابد ان يقف في طريقهم المثبطون حتى ولو كانوا من الاقربين وذلك لطبيعتنا العامة التي الفت الركون الى البيات والبعد عن الحراك وهذا التثبيط هو عند اهل العزيمة دافع لتحقيق ما يصبون اليه من الاهداف النبيلة. ولذا فإني بقدر ما اطالب هؤلاء الاخوة الكرام بالتأني والنظر بمنظار المصلحة العامة، اطالب اصحاب الهمم ما داموا على قناعة بسمو اهدافهم بتحمل صدمات هؤلاء وايضاح الحقيقة لهم بصوت هادئ وعبارات مقنعة، ولعلهم في المستقبل القريب يرون حسن الآثار - ان شاء الله - فيحمدوا الله على ترويهم وعدم استعجالهم وانهم كادوا ان يحرموا البلد من تفوق نخبة مباركة من ابنائه. هذه وقفات خرجت عفو الخاطر نتيجة ما يحمله الانسان من بُعد وامل بُعد النظرة للمستقبل المشرق بإذن الله وامل بتفكيرنا الجمعي البعيد عن احادية الرأي والنيابة عن الجميع.