يقام مساء اليوم (فجر الاثنين بتوقيت المملكة) حفل توزيع جوائز الأوسكار لأفضل أفلام عام 2014، وهنا لابد من التعليق على الترشيحات وما حوته من مفاجآت غير متوقعة، حيث غاب اسم ديفيد فينشر وكريستوفر نولان وأنجلينا جولي عن قائمة أفضل المخرجين، كما غابت أيضاً أسماء أفلامهم. وفي المقابل حضر فيلم كلينت ايستوود "القناص الأمريكي" في عدة فئات ومنها أفضل فيلم، وذلك رغم الإجماع النقدي على وجود أفلام أفضل منه فنياً، ومنها فيلم "Nightcrawler" الذي كان غيابه مفاجأة كبرى. أما على مستوى الفئات الأخرى، فقد غابت أسماء كانت متوقعة ومنها مخرجة فيلم "سيلما" آفا دوفيرني عن فئة أفضل إخراج، وفيلم "The Lego Movie" عن فئة أفضل فيلم تحريك، والفيلم الوثائقي "Life Itself" عن فئة أفضل فيلم وثائقي، والفيلم السويدي "قوة قاهرة" عن أفضل فيلم أجنبي. ومع ذلك، ففئة أفضل فيلم وأفضل مخرج لا زالت غير محسومة بين الفيلمين الأهم لهذا العام ومخرجيهما. والتأرجح يعود لسببين: فهناك فيلم تجريبي نخبوي يقدم تجربة سينمائية مختلفة ويكاد ينال إجماع النقاد على أنه أفضل أفلام 2014، وهو فيلم "الصبا-Boyhood" لريتشارد لينكلاتر، وفيلم "بيردمان-Birdman" وهو ذا مستوى فني عال ومتقن الصناعة ويعبر عن حالة فنية خاصة، ومخرجه أليخاندرو غونزاليس إيناريتو يستحق التقدير على تجاربه السينمائية الفنية السابقة، وقد آن أوان تكريمه، خاصة وأنه في فيلمه هذا قد بلغ نضجاً فنياً عالياً. وفي الغالب فإن جائزة أفضل فيلم لن تخرج عن هذين الفيلمين، فالأول حاز على العديد من الجوائز الهامة، وأولها جائزة النقاد، وفاز مؤخراً في جوائز الأكاديمية البريطانية، وهي التي على مدى 6 سنوات متتالية تتماثل نتائج أفضل فيلم فيها مع جوائز الأوسكار، في حين أن فيلم "بيردمان" قد فاز بجوائز أهم النقابات وهي نقابة المنتجين الأمريكيين، وجائزة نقابة المخرجين الأمريكيين، كما فاز بجائزة أهم مؤشر على نيل جائزة الأوسكار، وهي جائزة أفضل طاقم تمثيل من نقابة الممثلين. وبسبب الفوز بجوائز هذه النقابات المهمة، فالأرجح هو فوز "بيردمان" لتفوقه الضئيل على "الصبا" في فرص الفوز. أما الأفلام المتبقية، فإن كان لأي منها فرصة في الفوز فالأعلى بعد الاثنين وإن بفارق كبير هو فيلم "لعبة التقليد"، أما "القناص الأمريكي" فإن كان الفيلم الأكثر شعبية جماهيرياً ولكن من غير المتوقع فوزه، وكذلك فحظوظ فيلم "نظرية كل شيء" و"سيلما" و"فندق بودابيست الكبير" و"Whiplash ضعيفة. وعلى الرغم من أن فيلم "فندق بودابيست الكبير" قد حصد 9 ترشيحات وهو أيضاً من الأفلام المهمة نقدياً لهذا العام، ولكنه يعد فيلماً كوميدياً مما يقلل من فرصه في الفوز، فالأوسكار يعد الجائزة الأكبر أهمية في الوسط السينمائي الأمريكي والأشهر عالمياً، ولذلك فمن النادر أن يحصد فيلم كوميدي جائزة أفضل فيلم. أما على مستوى أفضل مخرج فيمكن النظر للسبق بين لينكلاتر وإيناريتو، مخرجي فيلمي "الصبا" و"بيرد مان" على التوالي، من وجهة نظر أخرى، حيث أصبح من الشائع في السنوات الأخيرة ألا يفوز الفيلم ومخرجه بنفس الجائزة، ونظراً لأن الفيلمين في حالة منافسة عالية فالأقرب أن يفوز بها لينكلاتر بدلاً من إيناريتو. أما بقية المرشحين، وهم: "بينت ميلر" عن فيلم "Foxcatcher" وويس أندرسون عن "فندق بودابيست الكبير" ومورتن تيلدوم عن فيلم "لعبة التقليد" فحظوظهم أضعف في الفوز. وربما كان الأجدر بالفوز هو لينكلاتر لأن تجربته في صناعة فيلم "الصبا" ستلهم الكثير من المخرجين بصناعة أفلام مختلفة تحمل نوعاً من التحدي للشكل المعتاد للفيلم، وتضع الزمن في اعتبارها. كما يبدو الفيلم رغم السنوات الإثنتي عشرة التي تم تصويره خلالها، بمستوى فني واحد، محافظاً على نفس الطريقة في التصوير والأداء وكل التفاصيل الصغيرة، حتى ويبدو كأنه قد تم تصويره في شهر واحد هو إنجاز يستحق كل التقدير والاحتفاء. ويكاد الترشيح يكون محسوماً في فئة أفضل ممثلة لصالح جوليان مور عن دورها في فيلم "لازالت أليس-Still Alice"، حيث نالت جائزة نقابة الممثلين وجائزة الجولدن جلوب والأكاديمية البريطانية عن نفس الدور. وعلى الرغم من أن كثيراً من النقاد أشاروا في البداية إلى أن منافسة مور الأبرز هي ريس ويذرسبون عن دورها في فيلم "Wild"، لكن الجوائز المتتالية أبعدت ويذرسبون عن المنافسة، وإن كان هناك من منافسة بسيطة فهي لصالح فليسيتي جونز عن دورها في فيلم "نظرية كل شيء". ومن المستبعد فوز ماريون كوتيار عن دورها في فيلم "يومان وليلة" أو روزاموند بايك عن دورها في فيلم "فتاة مفقودة"، رغم أنهما أديا دورين جميلين استحقا عنهما الترشيح بجدارة. أما في فئة أفضل ممثل، فالتنافس على أشده لهذا العام، خاصة بين أقوى ثلاثة ممثلين وهم: "إيدي ريدمين" عن أداء دور "ستيفن هوكينغ" في فيلم "نظرية كل شيء"، ومايكل كيتون عن دوره في فيلم "بيردمان"، وبينيدكت كومبرباتش عن دوره في فيلم "لعبة التقليد"، وإن كان الاسمان الأولان الأقرب للتنافس الحقيقي لاقتسامهما معظم الجوائز. ولقوة هؤلاء الثلاثة فمن الصعب توقع فوز برادلي كوبر عن فيلم "القناص الأمريكي" أو ستيف كاريل عن دوره في فيلم "Foxcatcher". وقد غاب عن هذه الفئة جاك جيلنهال عن فيلم Nightcrawler"". وفي فئة أفضل ممثلة مساعدة، فالجائزة أيضاً شبه محسومة لباتريشا أركيت عن دورها في فيلم "الصبا". فقد نالت معظم الجوائز المهمة من جائزة نقابة الممثلين وجائزة الجولدن جلوب وجائزة الأكاديمية البريطانية عن نفس الدور. أما بقية المرشحات فتلي باتريشا أركيت، إيما ستون عن دورها الجميل في فيلم "بيردمان"، ثم لورا ديرن عن فيلم "Wild" وكيرا نايتلي عن فيلم "لعبة التقليد"، ثم أخيراً الاسم الذي لا يغيب عن موسم الأوسكار، ميريل ستريب عن دورها في فيلم "في الغابة". كما أن فئة أفضل ممثل مساعد، شبه محسومة لجي كي سيمنس عن أدائه الرائع في فيلم "ًWhiplash"، والذي يصعب أن يكون هناك من يؤديه بنفس الإجادة. وقد حاز سيمنس، عن هذا الدور، على معظم الجوائز المهمة ومنها الجولدن جلوب ونقابة الممثلين والأكاديمية البريطانية، وإن كان هناك من منافس ممكن له وبنسبة ضئيلة فهو إدوارد نورتون عن دوره في فيلم "بيردمان". أما البقية وهم روبرت دوفال وإيثان هاوك ومارك رفالو فحظوظهم ضعيفة. وفي فئة أفضل نص أصلي (أي مكتوب للشاشة) فيبدو أنها الجائزة التي ستكون من حظ "فندق بودابيست الكبير"، وهو النص الذي استوحاه المخرج والكاتب ويس أندرسون من الروائي والكاتب النمساوي ستيفان تسفيك وكتب قصته بالمشاركة مع الكاتب البريطاني هيوغو غينيس، ثم كتب أندرسون السيناريو بنفسه، ولذلك فحقوق النص بشكل عام تعود لويس أندرسون الذي حاز عنه على جائزة الأكاديمية البريطانية وجائزة نقابة الكتاب الأمريكيين. يلي ذلك نص فيلمي "بيردمان" و"الصبا" على التوالي، أما حظوظ "Foxcatcher" و "Nightcrawler" فضعيفة. أما في فئة أفضل نص مقتبس، فقد تكون الفئة الأصعب في التوقع، ففيلم "لعبة التقليد" فاز بجائزة أفضل نص مقتبس من نقابة الكتاب، وإن لم يكن في منافسة مع فيلم "Whiplash" له. أما على مستوى جوائز الأكاديمية البريطانية فقد خطف الجائزة بشكل مباغت فيلم "نظرية كل شيء"، كما أن هناك حماسة كبيرة لفيلم "القناص الأمريكي" داخل أمريكا، ويبدو أنها الجائزة الأساسية الوحيدة، إلى جانب جوائز الصوت التي يمكن للفيلم أن يفوز بها، وكذلك هناك فيلم بول توماس أندرسون "Inherent Vice"، وإن كان الأبعد عن المنافسة. ولكن الأجدر من كل هؤلاء الأفلام بالفوز بالجائزة هو داميان تشازل مخرج وكاتب فيلم "Whiplash"، وقد يكون هو الفائز بها. أما في فئة أفلام التحريك، فالفيلم الأقرب للفوز بعد غياب عجيب لأهم أفلام التحريك لهذا العام وهو "The Lego Movie"، هو "كيف تروض تنينك 2"، ولكن من الممكن أن ينافسه أي من الأعمال الأخرى لأنه جزء ثان، وهي على التوالي في فرص الفوز "Big Hero 6" و "The Boxtrolls" و "The Tale of Princess Kaguya" و "Song of the Sea". أما في فئة أفضل فيلم وثائقي، فالأقرب للفوز والأرجح هو فيلم "المواطن أربعة" والذي يروي القصة المثيرة لإدوارد سنودن الذي سرب تفاصيل مشروع كبير داخل المخابرات الأمريكية لمراقبة كل وسائل الاتصالات، بحجة قانون مكافحة الإرهاب، وهو من إخراج لورا بويتراس. يليه مباشرة إمكانية الفوز فيلم "Virunga". أما الأفلام المرشحة الأخرى وهي: "آخر الأيام في فيتنام" و "البحث عن فيفيان ماير" و" ملح الأرض" فتبدو رغم تميزها العالي أبعد عن المنافسة. كذلك تحمل فئة أفضل فيلم أجنبي، دلائل متضاربة حول الفيلم الأقرب للفوز، فهناك فيلم "إيدا" البولندي الذي اكتسح جوائز الفيلم الأوربي ثم غاب عن الأضواء بعد عدم فوزه في الجولدن جلوب ليعود للضوء مرة أخرى بعد فوزه بجائزة الأكاديمية البريطانية لأفضل فيلم أجنبي، لكن وجود منافسين قويين وهما الأرجنتيني "حكايات متوحشة" والذي له الحضور الجماهيري الأكبر في كل المجموعة ثم الروسي "ليفياثان" والذي حاز على جائزة الجولدن جلوب متفوقاً على "ايدا" يجعل التوقع أصعب. والثلاثة هم أقوى أفلام المجموعة، أما الأبعد عن الفوز فهما الفيلم الأستوني "Tangerines"، والفيلم الموريتاني والفرنسي الإنتاج "تمبكتو" والذي يعرض كيف أفسدت الجماعات الإسلامية المتطرفة الحياة في مالي عبر عدة قصص متداخله. أما جائزة أفضل تصوير سينمائي فالأقرب للفوز بها هو المتميز إيمانويل لوبيزكي عن تصويره المتفرد في فيلم "بيردمان" والذي جعل الفيلم يبدو مع معالجة رقمية يبدو وكأنة لقطة مستمرة واحدة، وإن كان من شيء قد يقف حائلاً بين لوبيزكي وبين الجائزة فهو أنه قد نالها العام الماضي عن تصويره لفيلم جاذبية، وفي هذه الحالة فالأقرب للجائزة هو روجر ديكنز الذي رشح عن تصويره لفيلم "Unbroken" والذي يعد الترشيح رقم 12 للأوسكار، وقد تكون هذه السنة هي سنة الفوز، وكذلك فهناك منافسة قوية من ديك بوب والذي قام بتصوير فيلم "السيد تيرنر" وقد كان الفيلم ساحراً في صورته. والحقيقة أن الفيلمين المتبقيين في الترشيح هما أيضاً لمصورين سينمائيين أبدعا في التصوير وهما: روبرت يومان عن فيلم "فندق بودابست الكبير"، و لوكاز زال عن فيلم "إيدا". أخيراً عن فئة المونتاج، فأفضل ثلاثة أفلام وأقربها للفوز هم "الصبا" و"Whiplash" و"القناص الأمريكي" على التوالي، ففرص ساندرا أدير مونتيرة فيلم "الصبا" أعلى قليلاً لفوزها بجائزة فنيي المونتاج السينمائي الأمريكيين. وإن كان توم كروس يستحق الفوز أيضاً عن مونتاجه لفيلم "Whiplash"، وقد نال جائزة الأكاديمية البريطانية عن عمله هذا. كما أن مونتاج الصوت تميز به فيلم "القناص الأمريكي" ولذلك فهذه الأفلام الثلاثة هي الأقرب للفوز. تليها فيلمي "فندق بودابست الكبير" وفيلم "لعبة التقليد". اختيارات «الرياض» أوسكار أفضل فيلم: فيلم "بيردمان" أوسكار أفضل مخرج: ريتشارد لينكلاتر مخرج فيلم "الصبا". أفضل ممثل: ايدي ريدمين عن فيلم "نظرية كل شيء". أفضل ممثلة: جوليان مور عن فيلم "لا زالت أليس". أفضل ممثل مساعد: جي كي سيمنس عن فيلم "Whiplash". أفضل ممثلة مساعدة: باتريشا أركيت عن فيلم "الصبا". أفضل نص أصلي: ويس أندرسون عن فيلم "فندق بودابست الكبير". أفضل نص مقتبس: داميان تشازل عن فيلم "Whiplash". أفضل فيلم أجنبي: الفيلم البولندي "إيدا". أفضل فيلم تحريك: "كيف تروض تنينك 2". أفضل فيلم وثائقي: "المواطن 4". أفضل تصوير سينمائي: إيمانويل لوبيزكي عن فيلم "بيرد مان". أفضل مونتاج: ساندرا أدير عن فيلم "الصبا". من فيلم «بيردمان»