سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجعفري ينتقد «تأخر» زيارة الأمين العام للجامعة العربية
عمرو موسى: أنا هنا باسم الأمة العربية ولا أمثل فصيلاً أو تياراً أو حزباً
بداية صعبة لمهمة موسى في العراق:
يواجه الامين العام لجامعة الدول العربية في مستهل مهمته الهادفة الى عقد مؤتمر «حوار وطني» في العراق صعوبات مع اصرار رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري على عدم مشاركة «الارهابيين» وكبار البعثيين في حين يطالب الطرف الآخر الاعتراف ب «المقاومة الوطنية». وجدد الجعفري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع موسى امس الخميس شروطا قديمة للمشاركة في مؤتمر مصالحة وطنية تحت اشراف الجامعة مثل عدم «ضم الارهابيين الذين هدروا الدم او البعثيين الذين تسلموا مواقع متقدمة» في النظام السابق. الا انه اكد عدم ممانعته «اذا كان القصد جمع شخصيات سياسية للحديث (...) لا نعتقد بأن هناك مشكلة مع اطراف معينة او احزاب معينة تحتاج الى عقد مؤتمر معها». وكان موسى وصل امس الى بغداد للتحضير «لحوار وطني» في اول زيارة يقوم بها الى العراق منذ سقوط نظام صدام حسين وسط اجراءات حماية مشددة خوفا من حدوث اعتداء. وفي موقف يتضمن انتقادا مبطنا، قال الجعفري «كان يجب ان تكون هذه الزيارة في وقت مبكر ليقف الى جانبنا ويتحرك على الارض العراقية ويلمس لمسا مباشرا ماذا يجري». الا انه سرعان ما استدرك قائلا «عندما نعتب على الاخ عمرو موسى فإننا نعتب بقدر تطلعنا الى ان يكون دوره اكثر من السابق (..) نرحب بالزيارة واتمنى له التوفيق والنجاح في مهمته وسنتعاون سوية قدر المستطاع». وبدوره، رسم موسى خطوطا لمبادرته قائلا ان المحادثات مع الجعفري تمحورت حول «العراق الجديد ومهمة محددة للامين العام لجامعة الدول العربية في هذا الوقت بالذات في اطار حوار وطني ووفاق وطني عراقي». واوضح ان «الجامعة العربية شبكة امان للحركة السياسية العربية التي تمثل كل العراقيين». كما دافع موسى عن انتقادات سابقة وجهتها له اطراف عراقية قائلا «انا هنا باسم الامة العربية وباسم العرب لا امثل فصيلا او تيارا او حزبا بل الجميع في مواجهة او امام كل العراقيين». وردا على سؤال حول ماذا كانت الجامعة العربية تنوي فتح مكتب لها في بغداد، قال «ان شاء الله سوف نعمل على فتح هذا المكتب قريبا اما لماذا تأخر فهذا سؤال لن ارد عليه». وحول تصريحاته بان العراق يسير في نفق مظلم ،اجاب موسى «نعم كان العراق في نفق مظلم لم نكن نرى ضوءا في نهايته وهذا ما قاله الجميع ولم افعل سوى وصف الواقع، اما الان فنتطلع الى الامام الى المستقبل وبناء عراق جديد يكون مثالا يحتذى به». وفي ختام لقائه زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد البرلمانية عبد العزيز الحكيم قال عمرو موسى للصحافيين «اننا ضد كل من يحارب العراقيين وكل من يتعرض للعراقيين الابرياء. وهذا امر طبيعي». واضاف «نفهم ان كل هذه الامور لا بد ان تحل بطرق سياسية تشمل الجميع». ومن جهته، قال الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق «لا مجال لامكانية الحوار مع المجموعات الارهابية التي تقتل المواطنين. فهؤلاء لا يمكن التوافق معهم». ووجه الحكيم انتقادات لاذعة الى الجامعة العربية مبديا «عتبا شديدا على الجامعة لان موقفها وحضورها الى بغداد كان متأخرا». واضاف الحكيم ان «الجامعة لم تتخذ مواقف واضحة من المجموعات الارهابية والصدامية التي دمرت وذبحت العراقيين». ورأى ان «بياناتها لا تدين المجرمين وخصوصا المجرم الارهابي الزرقاوي الذي يقتل العراقيين كما انها لم تستنكر امثال هذه المجموعات». الى ذلك، بحث موسى مع رئيس الجمعية الوطنية حاجم الحسني «ضرورة عقد مؤتمر وطني شامل بمشاركة مختلف القوى السياسية للتباحث في سبل تجاوز الازمة الحالية واهمية الدور العربي في مساعدة العراقيين على تحقيق ذلك». وخلال زيارته التي تستغرق ثلاثة ايام، سيلتقي موسى الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وممثلي الهيئات الدينية العراقية، كما علم لدى الجامعة.