أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن علاقات بلاده وأشقاءها الأفارقة علاقات مصيرية، مشيراً إلى أن استراتيجية مصر في التعامل مع الدول الأفريقية تقوم على أسس من المشاركة والتعاون لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي لاسيما أن شعوب القارة قد عانت لعقود طويلة وحان الوقت لتحصل على حقها في الاستقرار والرخاء، وهو الأمر الذي لن يتأتى دون التمسك بالقيم النبيلة التي حضت عليها كافة الأديان، وفي مقدمتها التسامح والرحمة. وأعرب الرئيس السيسي، خلال لقائه الخميس بمقر رئاسة الجمهورية مع عدد من رؤساء تحرير الصحف الرئيسة في دول حوض النيل وبعض دول الجنوب الإفريقي، عن التقدير والمودة اللذين تكنهما مصر لكافة شعوب دول القارة، مؤكدا أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية في خطاب التنصيب على التأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحاً مصرياً على إفريقيا ونهوضاً شاملاً في كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة. وصرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف بأن الرئيس السيسي استعرض خلال اللقاء مجمل تطورات الأوضاع في مصر منذ يناير 2011، مؤكداً أن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية، وعلى صعيد الرد على مقتل 21 مصرياً في ليبيا، أوضح السيسي أن دماء المصريين الأبرياء لا يمكن أن تذهب هباء وأنه يتعين التصدي لمن يبررون القتل باسم الدين ويصنفونه في إطار الجهاد، وهي رؤى مغلوطة تجافي الحقيقة تماماً. وأكد السيسي أن الدولة المصرية تحترم وتُقدر دور الإعلام وتتيح له العمل بدون أي قيود، وردا على تساؤل بشأن إخفاق الدول الأفريقية في تحقيق بعض أهداف الألفية للتنمية، أوضح السيسي أنه يتعين أولاً أن يكون للإعلاميين دورٌ في توعية الشعوب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية لدولهم، وبشأن حقوق الانسان أوضح الرئيس المصري أنها لا تقف عند حدود الحقوق المدنية ولكن تمتد لتشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، التي لا يمكن تحقيقها دون إرساء قواعد الامن والاستقرار. وعلى صعيد معالجة الخلافات والانقسامات التي تعاني منها بعض الدول الإفريقية، أكد الحاجة إلى بناء الانسان الإفريقي ثقافياً وتعليمياً، ورفع كفاءة وقدرات الكوادر الإفريقية.